تتويج أمينة بوعياش بجائزة الشمال- الجنوب 2023

بسمة نسائية/ أصواتهن
في حفل رسمي بالبرلمان البرتغالي، جرى أمس بالعاصمة لشبونة، تتويج آمنة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بجائزة الشمال-الجنوب 2023 المرموقة، التي يمنحها مجلس أوروبا.
وسلمها الجائزة الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا ورئيس البرلمان السيد بيدرو أغيار برانكو، اعترافًا وتقديرًا لعملها من أجل فعلية الحقوق والحريات.
وبهذا التتويج تكون آمنة بوعياش، أول امرأة مغربية و ثالث شخصية وطنية تنال هذه الجائزة (بعد مستشار صاحب الجلالة السيد أندري أزولاي ورئيس الحكومة الأسبق الراحل السيد عبد الرحمان اليوسفي)،
وتمنح هذه الجائزة الرفيعة المستوى، لرؤساء دول وشخصيات اعترافا بأدوارهم “الاستثنائية” وتقديرا لإنجازاتهم والتزامهم الكبير في مجال حماية حقوق الإنسان والدفاع عن الديمقراطية والتعددية.
وكان مركز الشمال-الجنوب التابع لمجلس أوروبا قد أعلن في يناير الماضي عن اختيار السيدة بوعياش للتتويج بهذه الجائزة نظير “عملها من أجل تعزيز حقوق الإنسان وتحقيق المساواة بين الجنسين والوقاية من التعذيب على الصعيدين الوطني والقاري”. كما أشادت لجنة الجائزة، بدفاع رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان المستميت عن “الحق في الحياة وترافعها القوي من أجل إلغاء عقوبة الإعدام”، فضلا عن جهودها في “تعزيز عمل وأدوار المجتمع المدني في منطقة البحر الأبيض المتوسط”. وقد نوهت كذلك بجهود السيدة آمنة بوعياش لتعزيز التعاون بين دول الشمال والجنوب على أساس قيم ديمقراطية مشتركة.
وفي كلمة ألقتها بالمناسبة، قالت بوعياش:”
“التشريف الذي تمنحونه لي اليوم ليس مجرد اعتراف بجهودي ومساهماتي الفردية في الدفاع عن فعلية حقوق الإنسان…، بل هو بالنسبة لي شهادة على التقدم الكبير الذي أحرزته بلادي في تعزيز الكرامة والحرية”. وأكدت أن محطة الحقيقة والإنصاف والمصالحة ومسارها كانت خطوة أساسية في بناء دولة الحق والقانون، وأرست أسس مقاربة مغربية متميزة في حقوق الإنسان قوامها التفاعل المستمر بين المجتمع المدني والدولة. وأضافت أن المقاربة المغربية تعتمد على ثلاثة عناصر رئيسية: التوافق بين جميع الفاعلين بدلاً من التسوية، الابتكار في تطوير الاستجابات الأنسب للسياق الوطني، والشمولية الجامعة لجميع الفاعلين في مقاربة تشاركية تمتد على الجهات 12 للمملكة المغربية.
وأضافت السيدة بوعياش قائلة: “لهذا التكريم دلالة خاصة بالنسبة لي لتزامنه مع الذكرى 20 لإحداث هيئة الإنصاف والمصالحة… باعتبار مساهماتي في العدالة الانتقالية، سواء كمدافعة عن الضحايا والحقوق، أو كمترافعة عن تنفيذ توصياتها، أترأس اليوم تتبع إعمالها. أعتبر أن هذا التكريم هو اعتراف وتقدير لهذه المحطة والمسار”.
وختمت السيدة بوعياش كلمتها في حفل تكريمها الأوروبي بالتأكيد على أن إصلاح مدونة الأسرة لم يكن ممكنًا دون رؤية ملكية مجمِّعة حولت تردد المجتمع بشأن حقوق المرأة والمساواة إلى إنجاز صريح نادر في منطقتنا. وأشارت إلى أنه بفضل الرؤية الملكية، يستعد المغرب لثاني إصلاح للمدونة بعد 20 سنة، كما أمكن اتخاذ قرار تاريخي سمح للنساء بممارسة مهنة العدول.
تجدر الإشارة إلى أن الجائزة مُنحت في دوراتها السابقة لشخصيات رفيعة المستوى من بينهم رؤساء دول ومسؤولون سامون (خورخي سامبايو، رئيس البرتغال سابقا والممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، الملكة رانيا (الأردن)، ولويس إيناسيو لولا دا سيلفا (الرئيس الـ35 للبرازيل)، وبوريس تاديتش، رئيس جمهورية صربيا سابقا، وماري روبنسون، رئيسة إيرلندا سابقا…).