انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

داكار … “بابور ” الرئيس

بسمة نسائية/ منبر بسمة

بقلم: عبد الرفيع حمضي

لست أدري ما هي الاعتبارات التي دفعت “بصيرو  ديوماي افاي”، الرئيس المنتخب حديثا بداكار  إلى الدعوة الحصرية لدول المنطقة  دون غيرهم لحضور  حفل تنصيبه رئيسا جديدا للسينغال؟ على خلاف الزعماء الافارقة الذين يحبون أن يلتف حولهم العالم، حتى لو كانوا قادمين إلى المنصب على ظهر الدبابات أو خرجوا من صناديق مخرومة.

لكنني أعلم لماذا خص الرئيس المنتخب بلدنا المغرب بهذا الاستثناء بدعوته لجلالة الملك  للحضور، والذي كلف رئيس  الحكومة المغربية  عزيز اخنوش يوم 2 أبريل الجاري لتمثيله.

فالعلاقات المغربية السينغالية فيها من (البركة) ما هو أكبر من أن يجعلها تخضع فقط للتحليل السياسي والجيواستراتيجي والاقتصادي، رغم أهمية كل ذلك في العلاقات الديبلوماسية، التي تربط البلدين منذ  1960. وفقط في العهد الجديد حل جلالة الملك ضيفا على السينغاليين ورئيسهم آنذاك “عبدالله واد”

في 2001و2004و2005و2006و2008 كما حل ضيفا على خلفه ” ماكيصال”  في 2013 و2015  اما في  2016 و لأول مرة يوجّه الملك خطابا  من خارج المغرب. وتعلق الأمر بخطاب المسيرة الخضراء. وها هي الآن تصل الدعوة من الرئيس “بصيرو  ديوماي افاي” في الدقيقة الصفر، من الولاية الجديدة.

أما نزيل فاس سيدي احمد بن محمد التيجاني 1757 -1815 فمريدوه لازالوا يقصدونه من العالم أجمع واساسا من بلاد السودان (السينغال) حاليا، منذ انتشار هذه الطريقة الصوفية ،المغربية الصرفة بهذا البلد الشقيق، بواسطة اتباعه (بشنقيط )موريتانيا حاليا .

مع الإشارة، ان التصوف المغربي يندرج ضمن ثنائيه التَحْلِيَة والتَخْلِيَة. التحلية بالأخلاق الحسنة والمعاملة الطيبة وأيضا التخلي عن المفاسد والآثام والمنكرات، على حد تعبير الأستاذ “انغير بوبكر”.

كل هذا جعل العلاقة بين السينغاليين والمغاربة سواء بين الرسميين أو عامة الناس تتأثر بهذه الروح الصوفية. فالسينغالي أساسا لا ينادي المغربي إلا Mon frère

واليكم الان، ومن دكار حكايتين فقط من عدد أكبر:

-الأولى، في سنة 2005 قررت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية والتعاون، القيام بزيارة للسينغال. وذلك للاجتماع بالمسؤولين هناك حول تجربة بلدهم في تدبير قضايا السينغاليين بالخارج، وكذلك للقاء أفراد الجالية المغربية المقيمة هناك. خاصة وأن مغاربة افريقيا كانوا ولازالوا، يتدمرون من اهتمام كل الوزراء، بمغاربة اروبا، وامريكا، وكندا فقط. مع العلم أن مغاربة السينغال، البعض منهم لهم مواقع اقتصادية مهمة. كما ان عددا منهم وخاصة المستقرون هناك قديما لا يتوفرن على وثائق ثبوتية كمغاربة. وهم متشبثون بهذا الحق.

في برنامج الزيارة، كان سفير المملكة المغربية آنذاك، قد رتب للوزيرة موعد لاستقبالها من طرف رئيس الجمهورية، عبدالله واد. قبل اللقاء بساعات قليلة بعثت السفارة إلى مصالح بروتكول الرئيس، الهدية  الرمزية للوزيرة، وهي عبارة عن “بابور” مغربي من الزجاج، للديكور فقط.

أقول للجيل الجديد إن “البابور “كان من الاواني اللازمة لإعداد الشاي، حيث يوضع فيه الماء محاطا بالجمر، الذي يجعله يسخن فيصل إلى درجة الغليان. فيكون صالحا لأعداد الشاي المنعنع. والبابور يرافق صينية الشاي إلى غرفة جلوس أصحاب البيت مع ضيوفهم.

كما أنه شانه شان القمقم، المخصص لحفظ الماء، ( والطاس ويدو) و (الصينية د ليقامة ) والقطارة الخاصة بتقطير الورد والزهار، كانوا من الاواني الضرورية في البيت المغربي التقليدي، كما كتبت الاستاذة حسناء محمد داود .

المهم صاحبت الوزيرة بمعية السفير إلى قصر الرئاسة وكان الاستقبال وديا وبدون تكلف. وعند المغادرة والوزيرة تودع الرئيس، قال لها مبتسما وبفرنسية راقية “يا ابنتي هديتك جميلة لكنها تكسرت.” قالها بانشراح وكأن الرئيس واد يحكي مع أفراد أسرته وأهله.

فياله من حرج! ماذا وقع؟ أين؟ ومتى؟ ومن؟ وكيف؟ ..

تسلمت ما بقي من الهدية من طرف مرافقة الرئيس. وفي حينه تم ترتيب الأمور لوصول (بابور) جديد آخر مع الخطوط الملكية المغربية. وفي اليوم الموالي وصلت الهدية ونحن لا زلنا بدكار. اما البابور المكسر فلازلت أحتفظ بجزء منه بعد عشرين سنة.

-الثاني، في سنة 2011 كانت الجمعيات والاطارات المدنية المغربية تستعد للمشاركة في المنتدى الاجتماعي العالمي بالعاصمة السينغالية. حيث سيجتمع النشطاء – من حوالي 120 دولة – المناهضون للعولمة والذين يعارضون بعض ممارسات النظام الراسمالي. وقد دأب بعض انفصاليو الداخل والخارج على المشاركة، مدعومين بإمكانيات لوجيستكية جزائرية. خاصة في المسيرة الكبرى، التي تنظم عادة في اليوم الأول للمنتدى العالمي من كل دورة.

وفي إحدى اللقاءات الإعدادية بدكار لاستقبال هذا اللقاء العالمي، قال أحد الفاعلين المدنيين السينغاليين للمنظمين المجتمعين ما مفاده ” خلال المسيرة الكبرى، فإنني أنبه الجميع، أن أية إساءة للمغرب، أو رموزه، من طرف من كان، فإن السينغاليين هم من سيتصدون له قبل المغاربة.

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا