انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
ثقافة وفنون

عبد العزيز كوكاس: شاهد على العصر

صوت الحكمة في زمن اللايقين

بسمة نسائية/ عزيزة حلاق

صور: زليخة

 

في زمن تتسارع فيه التحولات، تبرز بعض الأسماء كأيقونات متعددة الأبعاد، تجمع بين الفكر والإبداع والتواصل. عبد العزيز كوكاس، واحد من هذه الأسماء البارزة في المشهد الإعلامي والثقافي ببلادنا. إعلامي بارع، يتقن فن الكلمة كما يُتقن فن الصمت عند الحاجة، صحفي ومفكر يستنطق الواقع، وشاعر ينصت لنبض الحياة، وروائي يرسم بحروفه عوالم تتجاوز حدود الزمن والمكان.

تجده في كل مقام بقبعته المناسبة؛ حين يتحدث، فهو صدى لجيله، شاهد على العصر، كما وصفه الشاعر محمد كامل في تقديمه، ينقل التحولات بعين الناقد وحس الفنان/ الإنسان. في كل ما يقدمه، يظل متألقًا بحضوره، حاضرًا برؤيته، ملهمًا لطلابه ولمن يسيرون على دربه.

محمد كامل:

كوكاس: قامة فكرية وإعلامية وشاهد على العصر

في لقاء ثقافي احتضنه المقهى الثقافي “لوسافير بلاص” بالقنيطرة يوم الجمعة الماضي، ونظمته شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب بتنسيق مع جمعيتي “الفضاء المسرحي” و”أجدير لتعليم اللغة الأمازيغية ونشر ثقافتها”، قدم الشاعر محمد كامل الجلسة الفكرية الماتعة، متحدثًا عن إبداعات وكتابات عبد العزيز كوكاس، قائلاً:

“يُعتبر كوكاس شاهدًا على العصر، متعدد الصفات، إذ اشتغل حوالي 30 سنة في العمل الصحفي، خلال فترة استقلال الصحافة عن الأحزاب وبروز الصحافة الحرة أو المستقلة. له الكثير من الكتابات والإبداعات التي تؤرخ للمقالة، والأدب، والشعر، والرواية.”

وأضاف كامل: “أنا أعتبره شاهدًا على العصر، ويمكن أن نمنحه مائة سنة من النضج والفكر والحب والتقدير، بناءً على تجربته الثرية.”

كوكاس وقلق الفكر في زمن اللايقين

بعد الشكر والترحيب بالحضور، أعرب عبد العزيز كوكاس عن امتنانه لمدينة القنيطرة، قائلًا:

“أنا ممتن لهذه المدينة التي احتضنتني بعد أسرتي، وكانت لي ملاذًا ومركزًا للتكوين، ونافذة فتحت عيني على قراءات متعددة وأسماء كبرى في عالم الإبداع والفكر”.  “نلتقي اليوم في مدينة أعشقها، لنناقش قضايا الفكر والإبداع والصحافة والإعلام، في وقت نلمس فيه خطوطا كهربائية عالية الضغط، في مجالات متعددة، تعكس القلق الذي نعيشه اليوم في زمن اللايقين. إننا نواجه قلقًا فكريًا والتباسات كثيرة، لكن التحاور بشأنها يمثل مشتركًا ننفتح من خلاله على آفاق نؤمن بها، لأننا نؤمن بأن البشرية يجب أن تسير نحو معانقة الإنسان، رغم الظلامية الجديدة التي تكتسح العالم والغموض الذي يلف مستقبل الإنسانية.”

كوكاس وأسئلة الإعلام والصحافة

من القضايا التي تشغل بال كوكاس وتقلقه، وضع الإعلام والصحافة في ظل التغيرات المتسارعة، إذ يقول:

“واقع الصحافة مقلق جدًا، سواء على المستوى المهني أو المؤسساتي، وليس أمامنا إلا البحث عن إجابات وأفق أفضل لهذا القطاع الحيوي.”

نواجه أسئلة كبرى ومقلقة حول وضعنا الصحفي، والإشكالات التي يعرفها الإعلام الوطني في سياق عالمي متغير فرضته الرقمنة، إضافة إلى تداعيات جائحة كوفيد-19 التي سرعت بانحسار الصحافة الورقية وطرحت تحديات كبرى على وسائل الإعلام التقليدية.”

خاتمة:

كان اللقاء الذي حضرته مجلة “بسمة نسائية” فرصة لكوكاس ليتقاسم مع الحضور هذه الأسئلة والقلق الذي يعيشه المثقف والإعلامي في زمن التحولات السريعة، حيث بات من الصعب ضبط الإيقاع المتسارع للقضايا الفكرية والثقافية والإبداعية.

اللحظة، كانت أيضا فرصة مع توقيع إصداراته “للحكمة، لا يكفي الصمت ” و” حبل قصير للمشنقة” و ” لويخجل الموت قليلا” و”في حضرة الإمبراطور المعظم كوفيد التاسع عشر”.

في كل لقاء معه، يتأكد أن عبد العزيز كوكاس ليس مجرد اسمٍ يجر وراءه تجربة إعلامية وفكرية غنية، بل هو تجربة حية تعكس تفاعل الموهبة مع الاجتهاد، حيث ينجح في الجمع بين العقل والقلب، وبين الإبداع والالتزام.

 

 

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا