انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

فرجينيا وولف: إليك ألقي نفسي يا موت..

“مبدعات” ركن جديد ينضاف إلى أركان ” بسمة نسائية” يسلط الضوء على أسماء نسائية أبدعت أدبيا وفكريا وثقافيا وفنيا، فكن بالفعل نساء خالدات ومؤثرات..

بسمة نسائية/ مبدعات

حين ولدت فرجينيا وولف في الخامس من كانون الثاني 1882 لعائلة أرستقراطية تعيش في ضواحي لندن، ظن الجميع أنها لن تعيش طويلاً فقد كانت ضعيفة البنية كادت تموت تحت نظر والديها، سترافقها الأمراض طيلة حياتها وتلزمها باتخاذ احتياطات طبية صارمة. هذا المرض تحول مع مرور الزمن إلى فرصة لأن تنسحب إلى عالمها الداخلي وتتفرغ لكتبها وأوراقها، في التاسعة من عمرها كتبت قصصًا قصيرة، توفيت والدتها وهي في الثالثة عشرة، فأصيبت بنوبات من الهيستريا، وكانت تخاف الظلام.

توفي والدها بعد عامين آخرين فأصيبت بانهيار عقلي حاولت الانتحار أكثر من مرة، اعتقد المقربون منها أن زواجها يمكن أن يداوي آلام غياب الأب، تعرفت إلى زوجها “ليونارد” عن طريق أصدقاء مشتركين عندما طلب الزواج منها استاءت وكتبت إليه رسالة حادة ينقلها لنا كوينتين بيل في سيرة حياتها: “أشعر بالغضب من طلبك، تبدو أجنبيًا للغاية، وأنا مضطربة إلى درجة تثير الخوف. كما قلت لك بقسوة، لا أشعر بأي انجذاب جسدي نحوك. مع ذلك يغمرني اهتمامك بي”.

حار الأطباء في معرفة نوع مرضها وأسبابه، وعزاه عالم النفس “جاك لاكان” إلى الحساسية المفرطة التي لازمتها طوال حياتها وإلى الخوف من الجنس بعد أن تعرضت للتحرش الجنسي وهي في سن السادسة.

كتبت فرجينيا وولف ثلاث رسائل وداع، قالت في واحدة منهن: “إنني أجنُّ ثانية، وأشعر أنني لا أستطيع مواجهة وقتِ صعب آخر. لن أشفى هذه المرة. بدأت أسمع أصواتا و لا أستطيع التركيز، لذا سأقوم بما يبدو أفضل ما يمكن فعله… لا أستطيع إفساد حيوات القريبين مني أكثر مما فعلت”. رأى زوجها الرسائل الثلاث وركض إلى النهر كان الحذاء الذي ارتدته يعوم، تمنت فرجينيا ألا يجدوا جثتها، لكن جثة كاتبة بريطانيا الشهيرة وجدها الأطفال تطفو قرب الجسر، دفنت في حديقة منزلها ومثلما طلبت في وصيتها بالعبارة الأخيرة من روايتها (الأمواج): “عليك ألقي نفسي بلا هزيمة أو استسلام يا موت.

أهم أعمال الكتبة فرجيينيا وولف:

1- نهاية الرحلة

2- أورلاندو: سيرة ذاتية

3- غرفة تخص المرء وحده

3- ثلاث جنيهات

4- ساعات في المكتبة

4- السيدة دالواي

5- إلى المنارة

6- الأمواج

7- السنوات

8- بين الأفعال

9- حدائق كيو وقصص أخرى

10- يوميات فرجينيا وولف

أحدثت كتب فيرجينيا وولف ثورة في أدب القرن العشرين. فلقد ساهمت وولف في الرواية الحديثة من خلال استخدامها للمونولوج الداخلي بأسلوب الشعر الغنائي. كما اشتهرت بكتابة المقالات في الصحف.

 * “غرفة تخص المرء وحده”

واحدة من أفضل كتب فيرجيينيا وولف.

في عام 1928حين تمت دعوة فيرجينيا وولف لإلقاء سلسلة من المحاضرات حول المرأة والأدب. وكان محور هذه المحاضرات حول سؤال “ما الذي تحتاجه المرأة لكتابة الروايات الجيدة؟” لم يكن هناك سوى إجابة واحدة: الاستقلال الاقتصادي والشخصي، أي “غرفة للفرد وخمسمائة جنيه في السنة”. وبهذا المال تدفع المرأة مقابل تلك الغرفة، والطعام الذي تأكله؛ ولا تعتمد على أي شخص. نُشر هذا العمل في الأصل منذ ما يقرب من قرن من الزمان، وأصبح هذا العمل كلاسيكياً معاصراً للأدب النسوي نظراً لقوته وصلاحيته، مما يبرر شخصية المرأة في مختلف مجالات المجتمع، وخاصة كمبدعات أدبيات.

لطيفة باقا و”غرفة فيرجينيا وولف

لطيفة باقا القاصة والأديبة المغربية، من الكاتبات العربيات اللواتي تأثرن بفكر وأدب وكتابات فرجيينيا وولف، ومنها استلهمت عنوان مجموعتها القصصية ” غرفة فيرجينيا وولف” حين تماهت مع فكرة كتابها” غرفة تخص المرء وحده”.

في قراءة نقدية للأديبة والناقدة الدكتورة زهور كرام تقول عن لطيفة باقا”: إن السرد عند لطيفة باقا، سرد حكَاء بامتياز. تختصر هذه الجملة أهم مُقوم لخطاب القصة في “غرفة فرجينيا وولف”، والعُهدة على قراءة قصصها، التي تُعطي الانطباع أن الراوية – الساردة توجد مباشرة أمامك، أيها القارئ/القراء، وتحكي لها- لنفسها- ولك حكاية، تتولد من سردٍ حكَاء. لكن حكاياتها، لا تشبه تلك التي كنا ننام عليها ونحن صغار، أو تلك التي يحلو لنا سماعها، ونحن نتجول في بعض ساحات الحكي، مثل ساحة جامع الفنا في مراكش في المغرب، حيث الراوي يحكي كل مساء، الحكايات نفسها، لكن ليس بطريقة الحكي نفسهاّ لأن الحكاية تموت مع الطريقة الواحدة، ولأنها ترتوي كل مساء بجمهور مختلف، أو تلك التي توارثناها من حكايات شهرزاد

نساء في غرفة فيرجينيا وولف

يشكل كتاب ” نساء في غرفة فرجينيا وولف” للكاتبة سعاد العنزي، مقاربة أدبية بين الكاتبة الإنجليزية فرجينيا وولف، والكاتبة اللبنانية مي زيادة، ويكشف الكثير من المشترك بينهما، على مستوى الحياة الشخصية والجهود النقدية النسوية المبكرة، إذ تلتقي مي زيادة بفرجينيا وولف في أكثر من جانب، من أهمها معاناتهما الإنسانية، ورؤاهما النقدية النسوية المبكرة التي لم تجمع في سياق نقدي واحد.

في الحلقة الثانية من ركن “مبدعات: سنلتقي بالكاتبة اللبنانية “مي زيادة.

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا