انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

  القضية الوطنية وديبلوماسية Twidiplomacy (ْX)    

ملتقى الثقافة العربية خريبكة

عبد الصمد ناصر 458.7 ألف متابع/ رضوان الرمضاني 410.6 ألف متابع/ يوسف بلهيسي 353.3 ألف/ منار السليمي 153.1 ألف…) أهم المؤثرين المغاربة على منصة (ْX)

بشمة نسائية / عزيزة حلاق

د. عبد الفتاح شهيد

شهد صباح اليوم الثاني من برنامج الدورة السابعة لملتقى الثقافة العربية، ندوتين علميتين، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمثقفين والباحثين مغاربة وعرب، تمحورت في مجملها حول شعار الملتقى لهذه السنة:” “دور وسائل التواصل الاجتماعي قي الدفاع عن القضايا الوطنية”.

ونظرا للمحتوى الجيد لمجمل المداخلات وللمقاربات الجديدة التي طرحت بها الإشكالات المرتبطة بدور وسائل التواصل الاجتماعي والقضية الوطنية، ارتأينا تعميما للفائدة نقل أهم هذه المداخلات وتقديمها لقراء “بسمة نسائية”. وسنبدأ بمساهمة الدكتور عبد الفتاح شهيد، أستاذ النقد الأدبي ونظريات الخطاب ورئيس شعبة اللغة والآدب والتواصل جامعة السلطان مولاي سليمان، الكلية متعددة التخصصات، خريبكة، وموضوع مداخلته:” تفكيك خطاب أعداء الوحدة الترابية المغربية في وسائل التواصل الاجتماعي).

 (تويتر) نموذجا”Xمنصة”

استهل الدكتور عبد الفتاح شهيد، مداخلته بتقديم عن دور وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي عموما، وخلص بتوضيح عن الفرق بين مجال وتأثير الفايسبوك المحدود في تشكيل الرأي العام ومنصة X التي تعتبر منصة النخبة وأصحاب القرار وتأثيرها على الديبلوماسية في الدفاع عن قضيتنا الوطنية..

تقديم:

لقد صارت وسائل التواصل الاجتماعي في العصر الرقمي مجالا للتأثير وصناعة الرأي العام والعرض والاستعراض، عوضت الأدوار التقليدية التي كانت تنهض بها الساحات العمومية؛ كالأغورا والفوروم وسوق عكاظ وذي المجاز. كما هيمنت على الأدوار التقليدية التي كانت تقوم بها وسائل الإعلام الكلاسيكية: الجرائد، الإذاعة، التلفزيون… ولذلك فإن هذه “الحالة الرقمية” الجديدة والمستجدة هي اليوم أكبر من مجرد وسيط؛ فهي تدخل في تفاصيل حياتنا، وتعيد تشكيل منظورنا للعديد من القضايا. فمواقع التواصل الاجتماعي اليوم هي “جريدة شخصية” تمكن مستخدميها من تحسينها على مدار الساعة، وتقدم إمكانية تصميم الحساب لتسويق أفضل للرأي والموقف، والمساهمة في تشكيل الرأي العام وتحديد توجهاته بشكل تفاعلي يتيح الحوار والتواصل في عملية تشابك كبرى ومعقدة. والأهم لدينا في هذا المضمار أن وسائل الإعلام الرقمية الجديدة أضحت “تسمح للكثير من الأشخاص بالمشاركة، في نقاشات عبر الأنترنيت فيما يتعلق بالرهانات ذات الطبيعية السياسية… وهذه الثقافة المواطنة تبلورت بشكل ما بالاستعمالات الجديدة لوسائل التواصل وبتكثيف سجلات التعبير (النشر الذاتي والتبادل عبر الأنترنيت)، فبدأنا نلاحظ تدريجيا شكلا من التهجين بين الاستخدامات الشعبية للأنترنيت واستخدامات المواطنين.

اتسع المجال للتعبير الفردي، وتجاوز التعبير المؤسسي في تأثيره ونسبة وصوله وفعاليته

”  لقد اتسع المجال للتعبير الفردي، الذي أمسى في أوقات كثيرة يتجاوز التعبير المؤسسي في تأثيره ونسبة وصوله وفعاليته، حيث يتجدد مفهوم “المجال العام” الذي أطلقه الفيلسوف الألماني  يورغن هابرماس (JürgenHabermas)  منذ الستينات، وتصير وسائل التواصل الاجتماعي مجالا أوسع لإنتاج الرأي وإثراء النقاش السياسي والاجتماعي، والأهم أنها تقدم فرصة للمشاركة والفعل والتأثير أمام من كانوا، إلى وقت قريب، محرومين من فرصة الولوج للنقاش العمومي، والذي كان محصورا في القنوات الكلاسيكية كالجرائد والإذاعة والتلفزيون…

  1. دبلوماسية (X) X diplomacy:

في المعطيات الكمية التي لا تنفصل عن آثارها الكيفية فإن أكثر من ثلث الوقت الذي يقضيه الإنسان على الأنترنيت، يستهلكه في التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، واليوم 4.95 مليار إنسان يستعملون هذه الوسائل من أصل 8.06 مليار الذين يشكلون سكان المعمور.  وإذا كان الفيسبوك لا يزال يهيمن على أكبر نسبة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ب 3 مليار مستخدم (65.24%)، فإن تويتر أو ما صار يعرف بمنصة X يحتفظ بنسبة مهمة من المستخدمين 8.75 %مما يصل إلى 666.2 مليون مستخدم.

ورغم تراجع استعمال تويتر (X)  إلى مراتب متأخرة بالمقارنة مع فيسبوك وغيره؛ فإنه يجذب على نطاق واسع نخب المثقفين والسياسيين والفنانين الذين عادة ما يكون لهم تأثير كبير في المجال العام، كما يتميز بسهولة الاستعمال واتساع مجال التأثير ومداه عبر مؤسسات مخصوصة ورأي عام من نوع مختلف. ومن زاوية أخرى ففي الدول العربية الكبرى اليوم يأتي تويتر في طليعة وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر تأثيرا في المجتمع فتويتر هو المنصة الرابعة بعد اليوتوب والواتساب وسناب شات في المملكة العربية السعودية ب 15.50 مليون مستخدم (17.5 مليون في أكتوبر 2023)، فضلا على أنه المصدر الرئيس لكافة الأخبار في المملكة. وهي المرتبة نفسها التي يحتلها تويتر في دولة الإمارات بعد يوتوب وفيسبوك وأنستغرام ب 3.05 مليون مستخدم، وفي مصر يستخدم 5.80 مليون مستخدم، بينما في المغرب يستعمل 1.05 مليون مستخدم فقط تويتر.  (إحصاءات يناير 2023).

لقد سمحت منصة (ْX) لمستخدميها بالتعبير عن آرائهم بحرية وسرعة إلى حد كبير، بالمقارنة مع منصات أخرى، رغم كل الانتقادات الموجهة إليها، مما دفع بمجموعة من المؤسسات والأفراد إلى توظيف هذه المنصة للتأثير والتعبير في الكثير من القضايا السياسية والاجتماعية ذات الأولوية لديهم، حتى إنه تم نحت مصطلح جديد له ارتباط بموضوعنا وهو دبلوماسية تويتر أو Twidiplomacy للتعبير عن العمل الدبلوماسي على هذه المنصة.  حيث تتدخل الحسابات الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي “لتوثيق الروابط بين الأفراد والمجتمعات لتحقيق أهداف الدبلوماسية العامة“. 

الدفاع عن القضايا والوطنية وديبلوماسية (ْX)

لقد ترسخ الاقتناع بأن الدفاع عن القضايا الوطنية المختلفة في وسائل التواصل الاجتماعي ليس مسؤولية المؤسسات الرسمية فقط، بل يشارك “الأفراد النشيطون” على هذه الوسائل بفعالية في الترافع على القضايا الاستراتيجية لأوطانهم، ونشر الأخبار ومناقشتها وتوجيه الرأي العام والمحاجة بما يخدمها. ونجد أن حسابات هؤلاء الفاعلين على منصة X  تتمتع بمتابعة كبيرة وحضور دائم وقوي ومتواصل أكثر من الحسابات الرسمية لمؤسسات بلدانهم الحكومية أحيانا…

الفاعلون المغاربة على هذه المنصة لا يزالون بعيدين عن التأثير على مدى واسع

(عبد الصمد ناصر 458.7 ألف متابع/ رضوان الرمضاني 410.6 ألف متابع/ يوسف بلهيسي 353.3 ألف/ منار السليمي 153.1 ألف…)

ويكفي أن نشير إلى بعض الأرقام لنستكشف أن الفاعلين المغاربة على هذه المنصة لا يزالون بعيدين عن التأثير على مدى واسع رغم كل الجهود المبذولة: (أحمد الشقيري 18.2 مليون متابع/ باسم يوسف 11.5 مليون متابع/ فيصل القاسم 6.4 مليون… وفي المقابل وفي عينة مغربية من نفس التوجهات (عبد الصمد ناصر 458.7 ألف متابع/ رضوان الرمضاني 410.6 ألف متابع/ يوسف بلهيسي 353.3 ألف/ منار السليمي 153.1 ألف…) وهو ما يدفعنا إلى التنبيه إلى أهمية هذه المنصة في الدفاع عن القضايا الوطنية وخصوصا لدى النخب في المجال العام العربي والدولي.

وهنا يبرز دور “الفاعلين” من الأفراد في الترافع عن الوحدة الترابية وترسيخ رؤية المغرب والتمكين لمفاهيمها، مع دحض سرديات أعداء الوحدة الترابية والحد من روايتهم وتفكيك خطاباتهم المتهافتة. وهو ما تُنبه إليه الخطابات السامية لجلالة الملك في أكثر من مناسبة؛ يقول جلالته: “ذلك أن قضية الصحراء ليست فقط مسؤولية ملك البلاد، وإنما هي أيضا قضية الجميع : مؤسسات الدولة والبرلمان، والمجالس المنتخبة، وكافة الفعاليات السياسية والنقابية والاقتصادية، وهيئات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام، وجميع المواطنين” ..

فترافع المواطنين المغاربة داخل المغرب وخارجه أضحى واجبا وطنيا يتيح زيادة القوة الناعمة وتعزيز الوجود السياسي والاقتصادي والثقافي في الساحة الدولية، وفي الآن نفسه يجد أعداء الوحدة الترابية أنفسهم محاصرين بخطاب مغربي متماسك ينبني على منظومة مفهومية قوية ومتناسقة وآليات حجاجية مقنعة تبني خطاب الوحدة وتفكك خطاب الانفصال، وكل ذلك بالصوت والصورة والكلمة؛ التي تصل إلى ملايين المستخدمين من الأفراد والمؤسسات عبر العالم في وقت وجيز جدا.

  1. تأثيل مفاهيم “الوحدة” وتفكيك مفاهيم “الانفصال“:

كما في الكثير من القضايا، يشغل الخلاف حول المفاهيم  مساحة مهمة من الصراع، ويسعى كل طرف إلى تعزيز روايته بمنظومة مفهومية ومصطلحية متماسكة، تساهم في التأسيس لتماسك خطابه. والتأسيس لخطاب الوحدة الترابية المغربية، والإقناع به في مختلف السياقات والمواقع وخصوصا في وسائل التواصل الاجتماعي، يمر عبر التمكين لمنظومة مفهومية متناسقة ومقنعة تضمن التداول للأطروحة الوطنية؛ حيث تُقارَع الحجة بالحجة ويواجَه الدليل بالدليل والتعليق بالتعليق والصورة بالصورة في هذا المجال العام الجديد. وقد تحقق الوعي بهذا الأمر مؤخرا لدى العديد من الجهات، وخصوصا المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية الذي أصدر في مارس 2021 مسردا للمصطلحات المتعلقة بقضية الصحراء المغربية. وهي وثيقة علمية “مبنية على حجج علمية، تقدم تعاريف موضوعية وحديثة لأهم المبادئ السياسية والقانونية والتاريخية ذات الصلة بقضية الصحراء المغربية” . تقدم 29 من المصطلحات المتعلقة بالوحدة الترابية من أجل “المساهمة في تحسين جهود التواصل التي يبذلها المغرب بخصوص أقاليمه الجنوبية، مع تسليط الضوء على الحقائق التاريخية والاجتماعية الكفيلة بإزالة الغموض ودحض المغالطات التي يحاول تمريرها أعداء الوحدة الترابية” . وعلى دقة هذا العمل وأهميته الأكاديمية فإنه يجب أن يُعقب بمسرد أكثر اتساعا وإحاطة بكل المفاهيم والمصطلحات ذات العلاقة بهذا الموضوع، والتي أضحت تتداول على نطاق واسع على الأنترنيت عموما وعلى وسائل التواصل الاجتماعي خصوصا.

ومن المهام الأساسية التي وعى بها الفاعلون المغاربة على منصة (X) ، وهم يدافعون عن أطروحة الوحدة الترابية، ويدحضون مغالطات أعدائها، التمكين للمنظومة المفهومية المغربية وتعزيز تداوليتها على نطاق واسع، وذلك باستعمال مفاهيم مثل: الصحراء المغربية، الحكم الذاتي، النزاع المفتعل، الجمهورية الوهمية، الجبهة الانفصالية، المحتجزون في مخيمات تندوف، مخيمات الذل والعار…. حيث نراقب إحدى المدونات تنشر خبرا ذا علاقة بوحدة المغرب الترابية مستعملة ذخيرة من المصطلحات المؤسسة لثوابت المملكة المغربية في هذا النزاع المفتعل:

وفي المقابل تُضيّق على المفاهيم المروجة لأطروحات الانفصال، وتحد من فعاليتها؛ لأن وتيرة الاستعمال هي التي تمنح للمفاهيم قيمتها وتضفي عليها قوة ونفاذا.

والوعي النظري بهذه القضية سار إلى جانب الوعي التطبيقي بين الفاعلين المدافعين عن الوحدة الترابية للمملكة، حيث تحمل الكثير من التدوينات والمناقشات الحادة مع أعداء الوحدة الترابية وعيا كبيرا بأهمية التضييق على مصطلحات أعداء الوحدة الترابية من مثل “تقرير المصير” و”الاستفتاء”..

منصة  (X)  وحرب المفاهيم

فهذا يعني (X)  فحين يضبط الفاعلون المغاربة  الحقل المفاهيمي لمنصة  انتصار للأطروحة الوطنية، فيوظفون إمكاناتهم في المرافعة المصطلحية  والمواجهة المفهومية في معركة الدفاع عن الوحدة الترابية على وسائل التواصل الاجتماعي، ويسعون باستمرار إلى محو آثار مفاهيم أعداء الوحدة الترابية والتمكين  لمفاهيم  الرواية المغربية. ومعركة “المفاهيم” معركة حامية الوطيس في وسائل التواصل الاجتماعي عموما، حيث يُصبغ أي خبر أو تعليق بطابع وحدوي أو انفصالي من خلال طبيعة المفاهيم التي يوظفها؛ والفاعلون في هذه الوسائل واعون بخطورة هذه المعركة وأهمية الترافع فيها على ثغر الدفاع على الوحدة الترابية للمملكة.

  1. مشروع “الحكم الذاتي” في مواجهة “الانفصال“:

إن تفكيك خطاب أعداء الوحدة الترابية يمر كذلك عبر إبراز تهافت أطروحاتها، وعدم تقديمها لحلول عملية ومشروعة يمكن أن تحقق الإجماع عليها. وفي المقابل يتم تعزيز خطاب الوحدة، بالمحاجة  على أنه خطاب  ذو مصداقية يقدم مقترحات عملية لحل النزاع؛ وفي مقدمتها مقترح “الحكم الذاتي”؛ والذي يقضي بتفويض “اختصاصات مهمة إلى سكان الأقاليم الجنوبية في إطار السيادة والوحدة الترابية، ضمن حل يصون الحقوق الثابتة، ويحفظ الخصوصيات الثقافية لسكان الصحراء، ويفتح آفاقا رحبة لبناء تنموي يضمن التعايش المبني على التضامن الوطني.” . وهو المقترح الذي يحرص المدونون في كل مرة على وضع وسم له (هاشتاغ) على المنصة، مع الترويج للأخبار المرتبطة به، والتعريف بمقتضياته، ومتابعة الدول التي تدعمه.

حيث تترافع هذه التدوينة  لتؤكد أن مقترح “الحكم الذاتي المغربي” هو المقاربة الجادة والواقعية الوحيدة لحل النزاع، مقدمة مجموعة من الحجج على ذلك، وأهمها أن المغرب بدأ في تنزيل “آليات الحكم الذاتي”؛ بمعنى أن الواقع على الأرض يعزز هذا المقترح ويجعله إجرائيا. موظفا آلية السخرية من أعداء الوحدة الترابية الذين سيكون قرار مجلس الأمن 2703 لديهم بمثابة “مندبة وعزاء”… فتبدأ التدوينة بحجج جادة ومقنعة تأخذ بعقل المتلقي، ثم تنتهي بسخرية لاذعة تحط من مكانة أعداء الوحدة الترابية؛ “فالسخرية تتوفر على مخزون هائل من الوسائل الفنية المنتجة للضحك والنقد الاجتماعي والسياسي، وتعتبر حاليا من بين الوسائل الأكثر استعمالا في وسائل الإعلام وشبكة الأنترنيت” .. فتخاطب التدوينة العقل والعاطفة، وتستجمع كل وسائل الإقناع بوجاهة مقترح الحكم الذاتي المغربي وتهافت مقترحات الخصوم.

فأمام حديث أعداء الوحدة الترابية عن مقترحات غير عملية وغير ذات مصداقية، يقدم الفاعلون على منصة X معلومات دقيقة عن مقترح “الحكم الذاتي”، ويعملون على رسم صورة إيجابية عن الموقف المغربي الإيجابي، والدينامي، والعملي، والناجع، والسريع، والواضح.  ويتتبعون المواقف الدولية حول هذا المقترح بعد دعمه الواسع من طرف المجتمع الدولي: أمريكا، ألمانيا، بلجيكا، إسباني، فرنسا، المجر، هولندا، البرتغال، رومانيا، صربيا…. وفي أثناء كل ذلك فالمضمر في هذه التدوينات، وفي مقدمتها التدوينة أعلاه، أن أطروحات أعداء الوحدة الترابية والمقترحات التي تتقدم بها (الاستقلال، الاستفتاء، تقرير المصير…) حلول بعيدة عن الواقع، وغير قابلة للتطبيق، غامضة وجامدة، ولن تزيد النزاع إلا تعقيدا وتأزيما. تفتقر إلى الاعتراف الدولي، وترسخ اللاأمن واللااستقرار الذي تعيشه الدويلات المخلوقة حديثا. وفي السياق نفسه فإن الفاعلين على منصة تويتر يلحون على دينامية العملية السياسية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وارتفاع نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية والجماعية… وفي هذا الخطاب تفكيك لأطروحات أعداء الوحدة الترابية، وإشارة إلى افتقار جبهة البوليساريو للمصداقية؛ والتي “لا تتوفر على شرعية الحديث باسم كل الصحراويين وتقديم نفسها كممثل شرعي لهم، بالنظر إلى أنها لم تنتخب فإطار انتخابات ديمقراطية وشفافة” . فكيف يتحدث عن الشرعية من لا يمتلكها؟! وكيف يرفض حلا عميلا من لا يستطيع بلورة أي مبادرة؟!  وفي المحصّلة: كيف يؤسس لمجتمع السلم من يرسخ حالة اللاأمن واللااستقرار؟!

خاتمة:

لقد حاولنا خلال هذه المداخلة الموجزة التركيز على مجموعة من الأدوات والاستراتيجيات التي يوظفها الفاعلون المغاربة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتعزيز هذه المجهودات الوطنية الكبيرة التي يقوم بها مجموعة من المغاربة لا يرحكهم غير حب وطنهم والغيرة على قضاياه. فدفعهم هذا الصدق، بالإضافة إلى المعرفة التي راكموها خلال مسارهم المهني أو العلمي، إلى الدفاع بقوة وفعالية عن الوحدة الترابية على منصة “X” وتفكيك أطروحات أعداء الوحدة الترابية ودحضها على مستويات مختلفة، موظفين آليات الحجاج العقلي والعاطفي في تدوينات قصيرة ومركزة لكنها فعالة ومؤثرة. ونسجل في ختام هذه المداخلة ما يلي:

–      رغم كل الجهود المبذولة، فلا نزال في حاجة إلى جهود أكبر، وتأثير أوسع، ووعي أشمل.

–      استخدام بعض الحسابات المغربية الكبرى للهجة العامية المغربية لا يخدم القضية الوطنية لأن مجهوداتهم يجب أن توجه إلى  العرب أو غيرهم في مختلف مناطق العالم، أما المغاربة فهم متشبعون بخطاب الوحدة الترابية، ومقتنعون بالأطروحة الوحدوية.

–      استخدام أسماء مستعارة وغير حقيقية يؤثر سلبا على مصداقية الحساب ورصيده من الثقة لدى متابعيه، ومن تم مصداقية وفعالية ما يصدر عنه من أخبار ومتابعات ووجهات نظر.

–      إن طريقة بناء منصة “X”  وطبيعة مستخدميها يجعلها المنصة الأهم للدفاع عن القضايا العادلة، وفي مقدمتها قضية وحدتنا الترابية.

–      لا بد من الانتقال في هذا السياق من الهواية إلى الاحتراف، والعمل على إنشاء حسابات قوية ذات خلفية تقنية ومعرفية مهمة.

–      يجب أن يفتح المجال لتكوين الشباب في مجال تفكيك خطاب أعداء الوحدة الترابية، لأنه باسثناء حسابات معدودة، نجد أن أغلب الحسابات لا تضبط مفاصل القضية وتاريخها ومفاهيمها…

–      إن وسائل التواصل الاجتماعي هي “المجال العام” الجديد، ويجب على المؤسسات الحكومية المغربية والمجتمع المدني والأفراد تقوية حضورهم في هذا المجال، وهو الأمر الذي نجادل عليه طيلة هذه المداخلة

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا