انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

“اللغم الأخير” انطلاقة جديدة للمخرجة فاطمة أكلاز

معاناة إنسانية لضحايا الألغام بالصحراء المغربية

بسمة نسائية/ أصواتهن/ سينما

بقلم: فاطمة يهدي

الشيخ أحمد بليمام و حمادي بوستة صديقان محبان للحياة …أملهما أن يعيشا في بلدهما في أمن و سلام..

هكذا تقدم المخرجة فاطمة أكلاز رسالة فيلمها الطويل الأول “اللغم الاخير”، وهو فيلم وثائقي يعرض لقضية حساسة وشائكة وهي قضية الألغام في الصحراء المغربية التي قلبت حياة بعض الناس هناك رأسا على عقب.

فاطمة أكلاز التي عودتنا على سينماها من خلال أفلام قصيرة تخييلية، انعطفت نحو الوثائقي في عمل تشارك به في المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية ضمن فعاليات الدورة 23 لمهرجان الفيلم الوطني بطنجة، الذي سيختتم يوم غد السبت 4 نونبر.

الفيلم حضي باستحسان الجمهور الذي صفق طويلا بعد عرضه بسينما ّ”كوبا/ميغاراما”. واعتبره البعض من بين  الأفلام الوثائقية المتميزة المشاركة في هذه الدورة.

“اللغم الاخير”ليس مجرد عنوان فضفاض لهذا العمل، و لكنه – و كما جاء على لسان أحد ابطاله- هو أمنية يسعى ضحايا حوادث الألغام إلى تحقيقها على أرض الواقع. ففي مواجهة مع لغم مزروع هناك صادفه فريق الفيلم بمعية ابطاله، تمنى أحمد بليمام أن يكون ذاك هو اللغم الاخير في منطقة جميلة وهادئة يحلم أهلها بالسلام. كيف لا و هو الذي فقد ساقه و تضررت عيناه بسبب انفجار لغم في وجهه. كان ذلك ذات يوم، ذهب لقضاء حاجته في الخلاء وعاد انسانا آخر و قد توقفت حياته عند محطة لم يكن يظن يوما أنه عابرها.

هذه اللقطة بالتحديد والتي استهلت بها المخرجة فاطمة اكلاز فيلمها، اختزلت قضية انسانية ملتبسة تشي بمعاناة كبيرة يعيشها أفراد عديدون هناك في صمت، بكل آثارها الصحية و النفسية و الاجتماعية وغيرها.

إلى جانب أحمد هناك بوستة القادم من وسط المملكة ليستقر به المقام بالسمارة وليعيش هو الآخر مأساته مع لغم كاد أن يفقده حياته. و كانت نتيجته رحلة علاج شاقة وسفر طويل من السمارة إلى مستشفيات أكادير و مراكش و الرباط و الدرالبيضاء …

مع الصديقين أحمد و بوستة أخذنا الفيلم إلى أماكن مختلفة من منطقة السمارة بجمالها و بمآسي ذويها أيضا، حوادث تحكى مع الألغام، من خيمة إلى أخرى، و من بيت إلى آخر .. إلى عمق الصحراء حيث تحلو جلسات الشاي لكنها كانت بطعم المرارة هذه المرة. فالخسارة كبيرة، لكن الرغبة في لفت الانتباه إلى القضية كان أكبر. ومن هنا كانت تحركات الضحايا للانخراط في جمعية خاصة واللجوء إلى القضاء لانصافهم وجبر الأضرار التي لحقت بهم..

ولعل أجمل ما في الفيلم تلك الصداقة والحميمة التي خلقت من المعاناة المشتركة بين الشيخ أحمد بليمام و حمادي بوستة مع أن لكل منهما خصوصياته.

ففي الوقت الذي لا يتحدث فيه أحمد عن مصابه بشكل مباشر وتحديدا عن فقده لساقه، يسهب صديقه بوستة في وصف دقيق للحادثة التي كان ضحيتها و يستحضر معها حادثة أخرى لعب فيها هو دور المسعف لشابين كادا أن يكونا في عداد الموتى، كان يحكي ما جرى  بطريقة اختلطت فيها “الدراما بالسخرية”

لقد تمكنت المخرجة فاطمة اكلاز بذكاء كبير، أن تنقل لنا بفيلمها ” اللغم الأخير” معاناة ضحايا الألغام بالصحراء المغربية، بطريقة فنية انسيابية وإنسانية، دون أن تتعرض للجوانب السياسية للموضوع.  كما كانت موفقة في اختيار و توظيف الموسيقى والمشاهد الجميلة لفضاء الصحراء على الرغم من مرارة الموضوع.

خلال مناقشة الفيلم بعد عرضة بسينما كويا /ميغاراما بطنجة ،أشارت فاطمة اكلاز إلى صعوبات العمل و التي لخصتها في صعوبة الاندماج في فضاء الصحراء و أيضا إلى نقص الامكانيات المادية إضافة إلى تخوف أعضاء فريق العمل من الوقوع ضحية للالغام.

و على الرغم من كل هذا و بالامكانيات المتاحة،تمكن الفيلم من لفت الانتباه إلى قضية انسانية دون الوقوع في مطب التحسيس المباشر بضرورة الانتباه إليها  كما كان الفيلم أيضا  فرصة للإفصاح عن مخرجة مغربية واعدة تشتغل في صمت  وقادرة على خلق المفاجأة.

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا