“كأس المحبة” فيلم يفضح “الصداقة المزيفة”..
بسمة نسائية/ سينما
طنجة/ عزيزة حلاق
صور: محمد بلميلود
بين الحب والخيانة والصداقة، نسج المخرج نوفل البراوي خيوط فيلمه الجديد ” كأس المحبة” الذي يشارك به في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، في الدورة 23 للمهرجان الوطني بطنجة.
يبدأ الفيلم بمشهد زوجين يرافقهما صديقهما القديم في رحلة استجمام نحو بلدة بشمال المغرب، قرية “جنان النيش” مسقط رأس الزوجة، حيث البحر والشمس وأحضان الطبيعة الجذابة.
الوصول إلى البلدة صعب والطريق شاقة، لكن الأصعب هو ما ينتظرهم هناك..
في الطريق يخيم جو مشحون بين الثلاثة، فشبح الماضي يطاردهم وينتظرهم مع حقائق صادمة ستنكشف مع ظهور صديق آخر “عبد السلام” المعروف في البلدة باسم نعيمة “عادل أبا تراب” المتحول جنسيا الذي اشتهر كراقصة في المعرض “لافوار الشعبي” الذي يقام في القرية، والذي كان من رفاق الأمس، زمن الاعتقالات في سنوات الرصاص، وكان شاهدا على خيانة الزوج الطبيب المشهور “محمد خيي” الذي يفتضح أمره أمام الزوجة “ثريا العلوي” والصديق الشاعر الملتزم” مسعود بوحسين”.
في جلسة “صفاء” بين الزوج والصديق، يرفعان كأسيهما وتقرع باسم “كأس المحبة” (عنوان الفيلم)، جلسة ستتحول مع تدخل الزوجة وفضحها لزوجها الانتهازي والوصولي والخائن، بكشف أسرار كانت مخفية منذ 20 سنة في رسائل ومشروع رواية، إلى لحظة مكاشفة ومواجهة يكسر حينها كأس المحبة والصداقة المزيفة التي تجمعهم، ويتحول إلى شظايا ستحرق الجميع مع نهاية الفيلم.
“كأس المحبة” فيلم جميل أبدع مخرجه على أكثر من مستوى، الرؤية الجمالية للصورة تصوير جيد لفضاءات رائعة، أبدع في التقاطها في الزمن والمكان (وسط البحر وقت الغروب..) السرد السلس و انسياب في الحكي..
نجح المخرج أيضا في إدارة الممثلين، بكاستينغ متكامل بكل أبعاده الفنية والتقنية والسوسيولوجية والسيكولوجية لشخوصه، ظهر ذلك في التشخيص القوي لأبطال الفيلم الثلاثي (ثريا العلوي ومحمد خيي ومسعود حسين)..
بالإضافة بالطبع إلى شخصية “عبد السلام” الذي جسدها بصدق وثقل وبشكل مبهر يحسب له، الممثل عادل أبا تراب، الذي رشحه الجمهور الحاضر للفوز بأحسن دور رجالي، لهذه الدورة.
فالشخصية الازدواجية المضطربة نفسيا “نعيمة” أو “عبد السلام” انسان “محبوب” كامرأة في الليل و”منبوذ” كرجل في النهار. يعيش حياة بمشاعر متضاربة بين التهميش والخوف والحكرة، والاستغلال الجنسي..
تم تأتي ساعة الخلاص، فكانت من أجمل اللقطات التي توقف عندها زمن الفيلم، لحظة تطهير روح عبد السلام بالمياه المتدفقة، من شلالات البحر قبل أن يسلم روحه ويستسلم للتيار بابتسامة صفاء وارتياح.
الفيلم مدته 96 د، سيناريو يوسف فاضل مقتبس من المجموعة القصصية للروائي والشاعر محمد الأشعري ” يوم صعب”، شارك في التمثيل: ثريا العلوي ومحمد خيي وعادل أبا تراب ومسعود بوحسين وعبد العاطي لمباركي، الممثل القدير ادريس كريمي المعروف ب”عمي ادريس”.