“أحا” باسم يوسف بالدارجة المغربية !!!

لو كانت هناك لغة كونية للتعبير عن الضيق والاعتراض لما كان هناك أبلغ من “أحه”…
بسمة نسائية/ منبر بسمة
لن أضيف جديدا إن قلت بأن حوار باسم يوسف مع الإعلامي البريطاني بيرس مورغان، أحرج الإعلام الغربي، وفضح خطابهم وفككه باستخدام لهجته الساخرة اللاذعة،التي واجه بها أسئلة مورغن الملغومة، خاصة عندما حاول جره للتنديد بحماس، فكان أن شتم حماس، وقلل من فظاعة ما يجري في غزة،
وقال بسخرية سوداء:”كما تعلمون الفلسطينيون يحبون الدراما، يقولون إسرائيل تقتلنا لكنهم لا يموتون أبدا .
إنهم شعب لا يمكن قتله، أنا أعلم ذلك لأنني متزوج من احداهم، حاولت كثيرا ولم انجح في قتلها”.
الحوار حصد أكثر من 16 مليون مشاهدة على القناة الرسمية، وتصدر منصات الشبكات الاجتماعية واحتل عناوين الصحف العالمية، وترجم إلى عدة لغات. لكن كل الترجمات توقفت عند الكلمة العربية أو بالأحرى العبارة المصرية الوحيدة التي عبر بها “باسم يوسف” عن الحل الذي تقترحه إسرائيل على فلسطيني غزة لوقف هجوماتها وهو ترحيلهم إلى صحراء سيناء بمصر.
قال في سياق رده الساخر وبتهكم: “الحل لهؤلاء الفلسطينيين هو الذهاب إلى أرض سيناء الواسعة والعيش في مخيمات بشكل مؤقت، بشكل مؤقت –- حتى نقوم بإعادة بناء غزة ومن ثم نقوم بإعادتهم إليها.. يعني عبط احنا بقى”.
وعلق ملخصا هذه الصورة السوريالية “أحا” العبارة التي وقف عندها المترجمون وأصبحت بدورها محط اهتمام على محركات البحث.
فماذا تعني “أحا”؟
كثيرون بحثوا عن معنى هذه الكلمة، ويظهر ذلك جليا من خلال محرك البحث “غوغل”، والغريب أنك قد تجد مرادفات لها لكن هناك صعوبة في تحديد معناها بالضبط أو إيجاد مرادف ثابت لها.
ف” أحا” قد تعني ” أعترض أو أتعجب، أستنكر وقد تدل على نوع من الامتعاض.
لكن وأمام صعوبة ذلك، قال أحدهم:” هي عبارة تدل على نفسها، دون لغة”.
هي عبارة لا تشتم أحدا، ولا تضر أحدا، ولا تسيء لاحدٍ و في نفس الوقت تعبر عن اعتراضك أو امتعاضك أو إعجابك. ومع ذلك يعتبرها المجتمع المصري لفظة بذيئة.
العبارة استعملت في كثير من مشاهد الدراما والسينما المصرية، ولعل أبرز من استخدمها كلازمة الزعيم عادل إمام، بعد أن وظفها في الكثير من أعماله.
وجدت أن “أحا أو أحه” تقال “أحييه” في الإسكندرية،
، وهي كما يقال ألطف ولا تعتبر بذيئة لكنها أقل تعبيرا وبلاغة من “أحه”..
أصل كلمة “أحا“
يخبرنا معجم “لسان العرب” أنّ الكلمة كانت تستخدم من البدو لتوجيه الخرفان والماعز! بينما يشرح البعض الآخر من مفهوم تاريخي أعمق، ..
فتقول الرواية إنّ في العصر الفاطمي، تمّ منع كلمة “أحتج” من خلال قانون لدرء الشعب من الاحتجاج أي بهدف القمع، فما كان من الشعب المصري الذكي إلا أن يختصر الكلمة بتعبير “احتا”، فعند اكتشاف الفاطميون للأمر، حولها المصريون إلى “أحا” وعندما ألغى الفاطميون القانون، بقيت الكلمة حتى يومنا هذا “أحا”.
على أي، كلمة “أحّا” لم تعد بعد حوار باسم يوسف، كلمة مصرية، بل أصبحت متنفساً لكل عربي يشعر أنّها ملائمة للحالة أو الوضع الذي نعيشه. نحن اليوم نكرر الكلمة لأننا ببساطة نعلم الهدف منها والحالة المناسبة لها. فلو كانت هناك لغة كونية للتعبير عن الضيق والاعتراض لما كان هناك أبلغ من أحه…
لنقم بتحدي مفتوح أمام الجميع ولنبحث عن عبارة بالدارجة المغربية تؤدي المعنى نفسه ل”أحا” أو تقترب منها…
شخصيا حاولت أن أجتهد وأجد مرادفا ل “أحا” في لهجتنا اليومية، وفق السياق الذي وردت فيه، فلم أجد غير كلمة، قد تبدو للبعض غير لائقة وإن كانت تؤدي المعنى ..
لنبدأ التحدي…شكون قال؟؟؟؟؟
أنتظر اقتراحاتكم…