رحيل أمينة رشيد سيدة الشاشة المغربية

صباح بنداوود
أمينة رشيد …الاسم اللامع منذ زمن فرقة الإذاعة للتمثيل إلى أدوارها السينمائية التي أعاد بعض منها دفئا كان مفقودا في السينما المغربية …غادرت الحياة…بعد زمن غير يسير على رحيل رفيق دربها عبد الله شقرون الذي ساهم بشكل كبير في بناء شخصيتها الفنية، فنجحت في خلق مسار متميز من خلال رصيد كبير من التمثيليات الإذاعية إلى جانب الراحلة حبيبة المذكوري أيقونة أخرى، جمعت بين الاثنتين صداقة إنسانية وفنية ارتبطت في ذاكرة المغاربة الذين كان لهم ارتباط خاص بالمذياع هو زادهم الإخباري والمعرفي والترفيهي، وكانت التمثيليات عصب البرمجة الإذاعية. طفى اسم أمينة رشيد و اضطرت إلى تغيير اسمها جميلة بنعمر لاعتبارات ارتبطت بتقاليد العائلات حيث كانت مهنة التمثيل واختيارها يعد تحديا كبيرا.
ما ميز هذآ الجيل أنه أستمر في العطاء وفي شق طريق الإبداع لمغرب آخر حيث التضحية والإلتزام والإيمان برسالة الفن كعنصر ضروري للخروج من دائرة الانكفاف والانغلاق إلى فضاء أرحب للتعبير عن مجتمع يتغير حيث كانت التمثيليات الإذاعية التي ساهم في كتابتها أرفع الأقلام…ووجدت أمينة رشيد ومن جايلها أرضا خصبة للعطاء احتضنته الإذاعة المغربية بشغف كبير إلى أن وصلنا إلى وجود أرشيف لا يقدر بثمن من أعمال درامية وكوميدية وتاريخية وإذاعية.
لم تنقطع أمينة رشيد عن العطاء…التلفزة المغربية تشهد لها بذلك والسينما كانت حاضرة في مفكرة كل المخرجين وما يحسب لها كثيرا أنها سيدة احترمت فنها وقبله جمهورها، وكانت علاقتها مع الصحافة فيها ود كبير واحترام متبادل…طبعا ألم يكن إلى جانبها رجل الإعلام عبد الله شقرون…الثنائي الذي لم يفرقه إلا الموت…
أمينة رشيد جزء من ذاكرة المغاربة عموما والإذاعة والتلفزة خصوصا …هي من عناوين كثيرة لجيل من المبدعين لن يعوض…
أمينة رشيد لم تكن بنت المدينة فقط…كانت بنت المغاربة جميعا.