اخبار بسمةالسلايدرثقافة وفنون

فيلم ”أوبنهايمر” قصة أب القنبلة الذرية

أوبنهايمر: "الآن صرت الموت، مدمر العوالم"

بسمة نسائية/ ثقافة وفنون

أمس الجمعة، كانت فرصتي لمشاهدة فيلم “أوبنهايمر” بقاعة الأطلس بالرباط، في عرض الواحدة زوالا التي كانت الخيار الوحيد بالصيغة الفرنسية، فيما باقي العروض جميعها باللغة الإنجليزية.

كنا خمسة في قاعة تتسع لأكثر من مائة. بعد دقائق مملة من الاشهار، بدأ العرض بلقطة ستكشف عن التركيبة البسيكولوجية لشخصية البطل أوبنهايمر(مشهد التفاحة المسمومة في بداية الفيلم، يقول هذا المشهد شيئا واضحا عن اندفاعيته غير محسوبة العواقب، وعن ذات هشة مغلفة بإحساس متعاظم بالذات.

فإن كان ضحيته الأولى (أستاذه في الكلية) قد نجا من تفاحته المسمومة، فإن تفاحتيه المشعتين باليورانيوم ستجلبان الموت والرعب لآلاف البشر).

أما أهم لقطة في الفيلم، والتي أرادها المخرج كريستوفر نونان، أن تكون ذروة فيلمه، انفجار القنبلة النووية في لقطة لن تنسى (هنا سيختفي الصوت تماما من على الشريط السينمائي، فقط أنفاس أوبنهايمر، وهو يترقب لحظة الصفر للضغط على الزر، ثم صوته بعد نجاح المهمة مرددا من كتاب الهندوسية المقدس: “الآن صرت الموت، مدمر العوالم”.

تدور أحداث القصة حول المرحلة التاريخية والسياسية التي طبعت فترة الحرب العالمية الثانية والتي انتهت بانتصار معسكر الحلفاء، وبداية السباق نحو التسلح النووي واسلحة الدمار الشامل، سباق دشنه هتلر لكنه مات قبل أن يحقق حلمه، فأصبح ذلك هو حلم أمريكا في عهد “ايزنهاور” والتي أسندت مهمة تنفيذه إلى ” أوبنهايمر”.

من هنا تشكلت فكرة اختراع “القنبلة الذرية” في إطار ما سمي بمشروع “مانهاتن” الذي أسندت قيادته إلى العالم الفيزيائي ” ألبير أوبنهايمر” وفريقه..

الفيلم هو سيرة ذاتية لهذا العالم، الذي لقب ” بأب القنبلة الذرية”، وحاول مخرجه أن يشرح الجانب العلمي لقصة يتداخل فيها ما هو سياسي/ استخباراتي/ علمي، مع إضفاء لمسةٍ إنسانية على “أوبنهايمر” الذي يتهم بتعاطفه مع الشيوعيين من خلال علاقة حب تجمعه مع مناضلة شيوعية.

مشاهدة فيلم “اوبنهايمر ” يتطلب أمرين، الشغف السينمائي وطول النفس، فليس من السهل أن تركن في مقعدك لمدة ثلاث ساعات، دون أن تشعر بالملل أو التأفف إلا إذا كان العرض شيق ويستحق المشاهدة. والحقيقة أنه يستحق وأكثر، شكلا ومضمونا.

شكلا (التصوير، الإضاءة، الموسيقى التصويرية …) ومضمونا (النص والقصة المصورة وهي قصة بصمت تاريخ البشرية)، والأداء المبهر لبطل الفيلم الممثل الرائع “كيليان مورفي” الذي تفوق في تجسيد شخصية أوبنهايمر بشكل قوي ولافت. وإخراج أكثر من رائع للمبدع ” كرستوفر نولان”. الذي من مقولاته عن العالم قوله:”

إن العالم ليس أكثر من انعكاس لتركيبة عقولنا، فكلٌّ منا سجين إدراكه الذاتي للعالم، وكأن خارج هذا الإدراك لا يوجد شيء”.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى