انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

أجمل عملية نصب

قصة قصيرة: بطلتها أميرتي

بقلم: محي الدين الوكيلي

صباح سعيد، قالت.

قلت: وصباحك أسعد.

حينما بادرتني بالتحية في ذلك الصباح، مقرونة بقبله على وجنتي، لم يتجاوز تفكيري تحية ابنة لأبيها، لم أكن أتوقع أنني سأكون عرضة لعملية نصب ممنهجة.

قبلتها على وجنتيها، وكعادتي في كل مناسبة وغير مناسبة أخبرتها انها أميرتي، حياتي، لؤلؤتي، قلبي الذي ينبض.

قالت بخبث طفولي: أعرف ذلك.

سألتني: بابا، كيف تختار قن هاتفك؟

قلت: ليس هناك طريقة محددة يا أميرتي،

قالت: و كيف تستطيع تذكر: قن الهاتف، قن الحاسوب، قن المصرف …

قلت: لي خطة لذلك، ولا اريد افشاءها.

قالت: سوف أختبرك

وبفرح طفولي سايرتها في لعبتها، كانت تعرف انها إحدى نقط ضعفي، كانت تعلم أن اللعب معها من الأشياء التي تعطي لحياتي معنى. بالمقابل كانت تستدرجني إلى كمينها المنصوب، إلى ملعبها الصغير، كانت تنفذ خطتها بإحكام.

قلت: وماهي شروط اللعبة؟

قالت: سوف تكتب عشر كلمات، وسوف أحاول اكتشاف قن الحاسوب في ثلاث محاولات.

قبلت طبعا، واستغربت كيف انها حضرت كل مستلزمات اللعب: الأوراق مجزأة، الأقلام وطاولة اللعب.

ودائما بفرحي الطفولي قمت بتدوين الكلمات العشر في كل قطعة من الورق. وضعت الكلمات أمامها وتركتها تفكر وتخمن. المحاولة الأولى كانت فاشلة، ثم الثانية، تمنيت أن تكتشف القن في الثالثة، لكن للأسف لم يكن الحظ نصيبها. عادة ما كان ينتابها غضب كبير متزامن بنوبه بكاء كلما خسرت، لكنها هذه المرة لم تفعل ذلك، استغربت للأمر، لكن لم أعره اي اهتمام.

قالت: هذه المرة سنحاول مع قن الهاتف.

وطبعا قمت بالواجب، تحضير الاوراق، كتابة الرموز العشرة ومن بينهم الرمز الصحيح. وطبعا حاولت اولا وثانيا و ثالثا و لم تفلح. وطبعا كنت مزهوا بهذا النصر و بقدرتي الفائقة على إخفاء الرمز الصحيح من بين الرموز الأخرى المصطنعة، وأكثر من ذلك، كنت مستمتعا باللعب معها في هذا الصباح

قبل أن نستمر في اللعب فاجأتني بسؤال: بابا،

قلت: نعم عيون بابا

قالت: وكيف اعرف انه من بين الرموز هناك الرمز الصحيح، كيف لي أن اتيقن أنك لم تقم بتدوين رموز ليس لها أي علاقة بقن هاتفك؟

وكالأبله طلبت منها أن تأتي بالهاتف من المكتب، وقمت امامها بتجربة القن الصحيح في عملية مسرحية اوهمتها أنني نسيته في المحاولة الاولى والثانية لأقوم بالنقر على شاشة الهاتف بالأحرف الصحيحة في المحاولة الثالثة. سايرتني في مسرحيتي مستمتعة، أو هكذا اوهمتني، قبلتي على وجنتي، واخذت الهاتف لترجعه إلى مكانه.

مر يوم، اثنان أو ثلاثة، وانتبهت لغيابها من حين لآخر، كنت اظنها تذهب لغرفتها حيث كانت تستمتع بابتكار أشياء جميلة من الورق المقوى، لكن فضولي دفعني إلى محاولة اكتشاف ما تفعله. حين دخلت غرفتها، ووجدتها تلعب بهاتفي علمت للتو أنني تعرضت لأكبر عملية نصب كانت بطلتها أميرتي الصغيرة.

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا