اخبار بسمةاصواتهنالسلايدر

لطيفة المسكيني..نجمة تواضعت فمشت على الأرض

لا يعرف العشق إلا الشعراء....

بسمة نسائية/ أصواتهن

تطوان/ عزيزة حلاق

صور/ زليخة

“لعلي في قصائدي أنشد عدالة الوجود لكينونة هي سر الوجود… ولعلي أبصم وأنا عابرة في زمن ما لغة تنشد التحرر لكل ما هو قيد، قيد يحد من أفق هذه المرأة أو هاته الكينونة ليس لها إلا جناح الخيال وجناح المخيال لتكتب بريشة إلهية ما تستطيع ان تقبض عليه….”

هو مقتطف كلمة، حييت بها الحضور، الشاعرة لطيفة المسكيني، في أمسية شعرية وفنية ماتعة، خصصت لتكريمها وأحييتها الفنانة سامية أحمد.

عند تقديمها قال عنها، الشاعر مخلص الصغير: “إنها شاعرة مغربية مرموقة وأنيقة في كل شيء، في لغتها، في فكرها، في رؤاها وتصوراتها عن ذاتها قبل العالم..اليوم نكرم الشاعرة لطيفة، شاعرة لطيفة، الشاعرة الشفيفة صاحبة الرؤى البعيدة والمحلقة صاحبة الخيال المجنحة، الشاعرة التي لم تبحث يوما عن الأضواء ذلك لأنها الضوء ذاته…”.

“هي الشاعرة التي ظلت تشتغل بتؤدة وعناية على مشروعها الشعري دون أن تلتفت يمينا ولا يسارا، ولكنها تلفتت حيث تلفت القلب، كما يقول المتنبي العظيم، تلفتت إلى الإنسانية فينا والشاعري فينا وتلفتت أيضا إلى المستقبل. لذلك فهي من أرقى الأصوات الشعرية وأنقاها في هذا المغرب العزيز. وفي المشهد الشعري العربي، الذي تعرف على نصوصها الشعرية. هذه النصوص التي لا يمكن أن تكتبها أي شاعرة على الاطلاق باستثناء شاعرتنا لطيفة. الشاعرة التي لا تقلد أحدا، ولا تنافس أحدا ولا تجاري إلا صوتها الشعري العميق”.

في ملتقى بهيج تزامن وتخليد عيد المرأة العالمي 8 مارس، احتضنته القاعة الكبرى للمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل، كان الاحتفاء بالشاعرة لطيفة المسكيني، نظمه دار الشعر واتحاد العمل النسائي، فرع مرتيل- تطوان، في اطار الدورة الثانية لملتقى “زرقاء اليمامة”.

حليمة العربي، الكاتبة العامة للاتحاد، قالت في كلمة ألقتها بالمناسبة:” إن هذا الملتقى أصبح موعدا يحتفي بقيمة “زرقاء اليمامة”، “تلك المرأة الحالمة التي تتنبأ بالحدث قبل وقوعه، والذي يمكن أن نعتبره رؤيا أو نظرة مستشرفة للمستقبل”، مردفة: “لهذا كان لا بد من إعطاء هذا الملتقى أهميته، ليتوج بتكريم الشاعرة لطيفة المسكيني”.

وقدم الدكتور يوسف الفهري الشاعرة المكرمة لطيفة المسكيني بوصفها “شاعرة متميزة، قدمت مشروعا إبداعيا رائدا يضفي الحياة على القصيدة العربية وينقذها من الابتذال.

وأكد الفهري في ورقته أن المسكيني، بحكم تخصصها الأكاديمي، هي شاعرة “مأخوذة بقراءة التراث الشعري العربي ومفاهيم نقدية ونظرية تنظر إلى الوراء من مرآة أمامية تطل على الثقافة الغربية، تقرأ الشعر ليعْبُر عبر منصة الترجمة ومعراج الشعر إلى القصيدة العربية”.

ولعل الجميل، والتميز في هذا الملتقى، تقديم قراءات شعرية لطالبات شابات مغربيات وصينيات، يتابعن دراستهن بالمغرب، أبهرن الحضور. وشاركت من المغرب الشاعرة أنيسة عيدون، التي حصلت على تنويه اللجنة في الدورة الأخيرة من مسابقة الديوان الأول للشعراء الشباب، التي تنظمها دار الشعر بتطوان.

كما شاركت الشاعرة سامية دالي يوسف والشاعرة ابتهال المعرف من مدينة طنجة، التي لا يتجاوز عمرها 13 عاما، بينما لفتت إليها الأنظار في هذا الملتقى وهي تردد في قصيدتها: “سألوني عن وطني قلت/ إني من طينه نبتُّ.. كحبيب مسكنه قلبي/ أو قلب فيه استوطنتُ.. وطني أرقى أسمى من كل كلام ينتاب الروح فيعجزها كي يبقى الصمت.. هو المعنى وطني معنى لا وصف يعنيه ولا نعتُ..”.

وألقت المشاركات الصينيات قصائد من روائع الشعر الصيني المعاصر، بالصينية وبالعربية، ويتعلق الأمر بكل من واي وينر وكي يوفان ويان زيي، التي ختمت القراءات الشعرية منشدة: “الشمس البيضاء إلى الجبل تغرب/ النهر الأصفر في البحر يسكب. إذا أدرت النظر إلى الأفق الأبعد/ فإنك نحو الأعلى سوف تصعد وتصعد وتصعد”.

عن استضافتها وتكريمها في ملتقى ” زرقاء اليمامة” عبرت المحتفى بها ل”بسمة نسائية” قائلة:”

تلقيت بكل سرور وامتنان دعوة التكريم من طرف دار الشعر بتطوان ضمن فعاليات الدورة الثانية لملتقى “زرقاء اليمامة” بمناسبة عيد المرأة، وبتنسيق مع اتحاد العمل النسائي فرع مرتيل والمدرسة العليا للأساتذة بتطوان. ولعل هذا الاختيار نابع من تثمين الجهات المنظمة لمشروعي الإبداعي كشاعرة لها حضورها المختلف والمتميز في المشهد الشعري المغربي والعربي عموما، أحاول من خلاله تجسيد حضور شعري يطرق باب اللغة والشعر من زوايا مختلفة عن السائد، ماتحة من مخزون معرفي وفكري خاص، ومن انتماء لا ينفصل في ذات الآن عن كل ما هو ذاتي وإنساني وكوني، حتى أبصم مسار القصيدة المغربية بوعي شعري وعرفاني خالص.

ولعل ما زاد من اعتزازي بهذه كونها ضمت باقة من المبدعات الشابات اللواتي يتلمسن بداية مشوارهن في عوالم المعنى والقصيد. وهو أمر عودتنا عليه دار الشعر بتطوان، إيمانا من الصديق مخلص الصغير بمدى أهمية ربط الجسور بين الأجيال الشعرية المختلفة والمتعاقبة، وبتجارب شعرية متنوعة الانتماء سواء من المغرب أو الصين. وهو ما أضفى لمسة استشرافية خاصة على الملتقى في دورته الثانية.

ولعل المناسبة شرط، حتى أهنئ كل النساء في يومهن هذا متمنية لهن مزيدا من النجاح والتوفيق في دروب الحياة..”.

وأرفع أجزل الشكر وأطيبه، لدار الشعر بتطوان وباقي الهيئات المنظمة لهذا اللقاء وكلي أمل أن يستمر هذا التقليد في السنوات القادمة”.

وكان ختام الملتقى مسك، مع الفنانة صاحبة الصوت الفيروزي، سامية أحمد التي أدت مقتطفات من روائع الشعر العربي والأندلسي والغرناطي. وعن مساهمتها هاته قالت سامية ل:” بسمة نسائية”: سعدت وتشرفت باستضافتي من قبل دار الشعر بتطوان، رفقة الفرقة الموسيقية “فرقة إبداع” برئاسة الياس الحسيني، للمشاركة في حفل تكريم الشاعرة الجميلة لطيفة المسكيني، فكانت فرصة بالنسبة لي للتعرف عنها عن قرب، وجدتها انسانة لطيفة فعلا، اسم على مسمى، شاعرة متصوفة ومبدعة ومشرقة.

وسعدت بتفاعل الحضور وجمهور الطلبة، مع ما قدمته من مختارات، من شعر جبران خليل جبران وموشحات من تراثنا المغربي العريق. وأديت أيضا موشحا يحمل عنوان ” أرى ما أريد” هو دعوة للأمل والتفاؤل وللمضي قدما من أجل تحقيق كل حلم رغم التحديات. هي أغنية اعتبرها صراحة اغنيتي المفضلة لأنها دعوة الى الإيجابية والإصرار والتفاؤل والتشبث بالحلم، واختتمت بوصلة من التراث الغرناطي” يا قلبي خلي الحال”، و انتهيت بموشح يتماشى وأجواء أمسيتنا الشعرية “ريم رمتني شغفت بها”:

– ” ريم رمتني شغفت بها… طلت من الباب عساني أراها…

– تنشد وتقول في أول شعرها… أهل الاندلس يفهم بالإشارة …

ولا يعرف العشق إلا الشعراء..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى