اخبار بسمةالسلايدر

الحقوق النسائية والخصوصيات الجهوية، الصحراء المغربية نموذجا   

بسمة نسائية/ أخبار

العيون: أمينة التوبالي

* قيمة الرجال في المجتمع الصحراوي مرتبطة بمدى تقديرهم لنسائهم وعلاقتهم بأمهاتهم وزوجاتهم وبناتهم وكل قريباتهم..

بشراكة مع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لجهة العيون الساقية الحمراء، نظم المعهد الدولي للدراسات الصحراوية الأندلس، ندوة وطنية في موضوع: “الحقوق النسائية في منظور وممارسات المجتمع المدني بين المبادئ الكونية والخصوصيات الجهوية، الصحراء المغربية نموذجا”، وذالك ما بين 10و12 مارس الجاري بمدينة العيون.

وقد تميزت الندوة بحضور مجموعة من الأكاديميين وفاعلات حقوقية مهتمة بقضايا المرأة وقضايا حقوق الإنسان، يمثلون منظمات وجامعات ومؤسسات إعلامية، تطرقوا إلى موضوع الندوة من مقاربات قانونية وسوسيولجية.

في البداية، أكد السيد البشير الدخيل رئيس المعهد الدولي للدراسات الصحراوية والاندلس في كلمته الافتتاحية أن أساس الخصوصية الثقافية للمجتمع الصحراوي هو تقدير المرأة واحترام كرامتها وانسانيتها، حيث لا يقبل تعنيفها حتى لفظيا وأن بيت أهلها يبقى مفتوحا وبدون شروط في حالة ما لم تجد راحتها في بيت الزوجية. وأن قيمة الرجال مرتبطة بمدى تقديرهم لنسائهم وعلاقتهم بأمهاتهم وزوجاتهم وبناتهم وكل قريباتهم. فلا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم..وهذه القيم المحلية يجب ألا تنقرض بل يرجى تسوقيها واشاعتها كثقافة إيجابية نحو الكونية…

ومن جهتها قالت سميرة مسرار الكاتبة العامة للمعهد والمشرفة على تنظيم هذه الندوة، إن الدوافع إلى اختيار هذا الموضوع وربط الجهوية بالكونية، لم يأت اعتباطا وإنما جاء في إطار تقاسم بعض القيم المرتبطة بأحد مكونات المجتمع المغربي المتعدد الروافد والثقافات من خلال تسويق التجارب الفضلى المنتشرة في جهات المغرب، خاصة وأن هذه المنطقة اشتهرت، بشرط رفض التعدد كتابة في العقود منذ الأزل بعبارة مشاعة “لا سابقة ولا لاحقة”. ومن خصوصية جهة سوس مثلا، ما يعرف بحق المرأة في الكد والسعاية.  ما يجب على الأشكال الذي لازال يطرحه الفصل 49 من مدونة الأسرة، ولعل في كل تجربة جهوية هناك معطى ايجابي نحتاج اليوم إلى تكريسه والحفاظ عليه ضمن المكتسبات التي يجب أن تجد دعما لها ضمن القاعدة القانونية…

وأشار رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة العيون الساقية الحمراء السيد توفيق البرديجي بعد كلمته الترحبية بضيوف هذه الندوة إلى تنامي ظاهرة العنف الزوجي بالجهة، بعد أن كانت الظاهرة شبه منعدمة، في مجتمع كرس لزمن طويل ثقافة احترام المرأة واحتقار من يرفع صوته عليها، ودعا بالمناسبة إلى ضرورة العودة إلى القيم الاجتماعية المغربية والحفاظ على التماسك الأسري وإصلاح المنظومة القانونية لضمان حقوق الجميع، مع الانفتاح على الاجتهاد الفقهي لتجاوز كل الاختلالات التي تطرح معضلات اجتماعية كبيرة.

محمد بوزلافة عميد كلية الحقوق ظهر المهراز بفاس، تحدث من جانبه عن هذا الموضوع، وقال إن الدستور المغربي كان واضحا في جعل القضايا المرتبطة بحقوق الانسان وحقوق المرأة تستمد قوتها من منطلق مرجعيتين مختلفتين وهما المرجعية القانونية المنفتحة على الحقوق المتعارف عليها دوليا ثم المرجعية الثقافية المرتبطة بالهوية المغربية المستوحاة من المذهب المالكي، وهذا لن يمس بالحقوق الأساسية لحقوق الأسرة باعتبار أن مدونة الأسرة جاءت لتحمي حقوق الزوجين والأطفال. ويجب أن تضمن لهم جميعا كرامتهم الانسانية وفي جميع الحالات الاجتماعية..

وعرفت الندوة تدخل مجموعة من الأستاذة والخبراء ممثلين عن اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالعيون واساتذة من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء وجامعة عبد المالك السعدي بطنجة بالإضافة الى فاعلين من الحركة الحقوقية والنسائية حضروا من مختلف أقاليم وجهات المملكة.

في الختام أوصى المشاركون في هذه الندوة الوطنية، التي نظمت في اطار تخليد اليوم العالمي لحقوق النساء، بصياغة مخرجات الندوة وتضمينها في التقرير الذي سيعرض في الملتقى الدولي الشامل لحقوق الإنسان أمام اللجنة المتعلقة بحقوق المرأة بجنيف..

كما جرى تكريم فعاليات نسائية وطنية ومحلية ناضلت من أجل القضية النسائية وكل قضايا الوطن…

مقالات ذات صلة