انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

“أسماك حمراء” قصة بين الحياة والأمل

فيلم عن واقع نساء الهامش بدون روتوش أو تزييف..

بسمة نسائية/ أصواتهن / سينما

عزيزة حلاق

أمس الثلاثاء 7 مارس 2023، ليلة الاحتفال بالمرأة، كان الموعد مع الفيلم المغربي الثاني، المشارك في المسابقة الرسمية للدورة 28 لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، ويتعلق الأمر بفيلم” أسماك حمراء” قصة ثلاث نساءمن الهامش، للمخرج المبدع عبد السلام الكلاعي، قدم واقعهن بدون روتوش أو تزييف..

تبدأ الحكاية من لحظة إطلاق سراح حياة، لتنطلق نحو المجهول، بعد قضائها 17 عاماً في السجن. خرجت بعفو لحسن السيرة والسلوك قبل ثلاث سنوات من حكم سجن 20 عاماً، بتهمة لن نعرف حيثياتها إلا حين نراها وهي تتعقب تحركات ابنها الوحيد الذي يعيش مع جده لأبيه ( محمد الشوبي).

تعود “حياة” إلى مسقط رأسها مدينة العرائش، لتجد نفسها في مواجهة أخ يرفضها خوفا من العار ومن زوجته المتسلطة (أمين الناجي).

(أسماك حمراء)، فيلم يحملنا من حيث لا ندري، للتماهى مع شخصياته، من اللقطة الأولى لبطلة الفيلم حياة وهي تغادر باب السجن (جسدتها باقتدار لافت جليلة تلمسي)، إلى آخر لقطة مؤثرة لها وهي في السيارة سعيدة أخيرا باحتضان ابنها ولو عبر التعبير بالصمت وبالنظرات.

اسم الفيلم “أسماك حمراء”، في إحالة إلى أسماك الزينة حمراء اللون، وضعت في حوض زجاجي اشترتهم حياة، قبل أن تحررهم وتعيدهم إلى مكانهم الطبيعي البحر، في مشهد رائع ترافقها فيه أمل وشقيقتها  (المفارقة/ ثتنائية/ السجن والحرية)..

ستتعرف حياة على أمل في معمل لتعليب التوت الأزرق، وسترافقها لتعيش معها في بيت سيتقاسمن ثمن كراءه، وستحمل معها الأسماك الحمراء، وستكتشف أن أمل تتكفل بشقيقتها هدى التي تعاني من إعاقة حركية وذهنية، بسب شلل دماغي.

في أول جلسة تعارف بينهما، ستعقب أمل على اسميهما، فتقول ضاحكة متهكمة:” حياة وأمل..واخا ما كاينة لا حياة لا أمل”..

بين حياة وأمل، ستنسج صداقة قوية، وسيعملان بعد طردهما من المعمل، في مزرعة مع عشرات النساء العاملات الفلاحيات، ستعاني حياة هناك، من التحرش ومحاولة الاعتداء الجنسي، في استغلال سافر لوضعيتها غير القانونية، عدم توفرها على بطاقة التعريف محينة،لكنها  ستواجه المتحرش بها ( زكريا عاطفي)،  بشراسة وتجعله يحتاط من مواجهتها خوفا من تهديدها له بالقتل كما فعلت مع زوجها.

من خلال مجريات الأحداث، يخلق المخرج عبد السلام الكلاعي، هذا الارتباط بين الأسماك الحمراء سجينة فضاء مغلق، وبين النساء الثلاث، سجينات واقع مر لم يخترنه.

حياة، سجينة ماض تجره في بحث عن فرصة لحياة كريمة، تقاوم بشراسة نظرات المجتمع.  أملها الوحيد احتضان ابنها، واعترافه بها كأم. وأمل (فريدة بوعزاوي اكتشاف لممثلة مقتدرة)، ضحية الفقر والعوز، ورثت وصية المسؤولية والتكفل بشقيقتها المعاقة، حلمها البحث عن حياة أفضل، السبيل الوحيد أمامها الهجرة نحو أوروبا وإن بشكل سري. (الحريك).

والسجينة الثالثة، هدى شقيقة أمل، تحلم بالحب وبالطيران، لكنها سجينة جسد مشلول لا يقوى على الحركة. (نسرين الراضي أبدعت في هذا الدور ).

هذه الوضعية الهشة ذاتها هي التي تمثلها السمكة الحمراء سجينة حوض الماء وتعكس مجالا للتأمل في أشكال السجن بالنسبة لشخصيات القصة، بتعابير مختلفة.

(العنف، الظلم، الحكرة….الحيف والاعاقة .. ) كلها أشكال تعاني منها المرأة في مجتمعنا، لخصها الكلاعي في فيلمه “أسماك حمراء”، برؤية فنية خاصة به، من خلال شخصيات بطلاته الثلاث، لكنه ترك النهاية مفتوحة على الحياة والأمل…والأفق الأرحب..

يعتبر المخرج عبد السلام الكلاعي أن فيلمه السينمائي “أسماك حمراء”، يندرج ضمن النهج الذي اختاره لنفسه والمرتكز على إبراز معاناة شخصيات من الهامش.

ويشار أن فيلم “أسماك حمراء”، حاز في المهرجان الوطني للفيلم في طنجة في الدورة الأخيرة 22، على جائزة السيناريو وجائزة أحسن ممثلة لجليلة التلمسي، وفاز أيضا في المهرجان الدولي للفيلم في بروكسل بالجائزة الكبرى وجائزة أحسن ممثلة مناصفة بين جليلة التلمسي ونسرين الراضي. ويتوقع أن يخرج متوجا أيضا في مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط.

 

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا