أيقونة هوليود ميريل ستريب: لم يعد لدي الوقت…

بسمة نسائية/ أصواتهن
بعدما خبرتها الحياة وخبرت هي الحياة، قالت ميريل ستريب، بلسان من يشبهها في النضج والتفكير ومن مثلها لم يعد في روحه قدرة على تحمل نفاق العالم، قالت ذات تصريح قصير مركز وعميق يلخص تجربة حياة كاملة:
“لم يعد لديّ صبر على بعض الأمور، ليس لأنّي أصبحت مغرورة، ولكن ببساطة لأنّي وصلت إلى نقطة من حياتي حيث لا أريد أن أضيع المزيد من الوقت مع “من أو ما” لا يروق لي…
لم يعد لديّ صبر على الاستخفاف، أو الغباء أو الكذب، من أجل متطلّبات من أيّ نوع، لقد فقدت الرّغبة في إرضاء النّاس الّذين لا أحبّهم،
وفقدت الصّبر على حبّ الشّخص الّذي لا يحبّني.
أنا لن أهدي أيّة لحظة من عمري إلى أيّ شخص يكذب أو أيّ شخص يريد التّلاعب.
لايمكنني أن أتحمّل الغطرسة الفارغة.
فأنا أؤمن بالعالم بالإنسان وبالعدالة، أؤمن بالإنسان حين يكون ودودا خيّرا وطيّبا، لم تعد روحي تحتمل صراعات البشر من أجل أشياء تافهة، أشعر على الفور بالملل وفوق كلّ شيء، ليس لديّ صبر على أولئك الّذين لايستحقّون صبري”.
ميريل ستريب ملكة الشاشة وأيقونة هوليود
عمرها اليوم 73 سنة، يلقبونها ب”ملكة هوليود بدرجة ربة بيت”، حصلت على أعلى وسام تقدير في الولايات المتحدة الذي يمنح لمن أسهم في الحياة العامة وفي مجال الحريات والثقافة.
ميريل ستريب على الشاشة وفي المجتمع الأميركي يشار إليها كمعجزة إنسانية تتعلق بامرأة تمارس الحياة ببساطة وإخلاص وشغف، وتعيش بهدوء مع 4 أبناء وزوج، و8 جوائز غولدن غلوب من بين 25 ترشيحا، بالإضافة إلى 3 جوائز أوسكار.
حين بلغت أيقونة هوليود الـ40 من عمرها تلقت 3 سيناريوهات لـ3 أفلام رشحت فيها جميعا لدور “ساحرة”، فشعرت أنها إشارة سيئة إلى أنها أصبحت عجوزا شريرة تشبه الساحرات ورفضتها جميعا، ولكنها لم تستسلم إذ واصلت البحث، وحين تجاوزت الـ60 حصلت على الأوسكار الثالث في حياتها عام 2012 عن فيلم “المرأة الحديدية” وكانت قد حصلت على جائزة الأوسكار الثانية عام 1983 عن فيلم “اختيار صوفي”.
اعترف الرئيس الأميركي باراك أوباما بحبه لميريل ستريب وقال “زوجها دون جومير يعرف وميشيل زوجتي تعرف ذلك”، وذلك في عام 2014 حين منحها – في حفل أقيم بالبيت الأبيض- وسام الحرية، وهي جائزة تمنح للمدنيين والعسكريين، وتعتبر أعلى وسام تقدير في الولايات المتحدة لمن أسهموا في الحياة العامة وفي مجال الحريات والثقافة وقد أسسها الرئيس الأميركي جون كينيدي عام 1963.
قال عنها واحد من كبار النقاد:” من السهل لأي فتاة جميلة أن تنتمي لمهنة التمثيل، فالجمال مؤهل جيد للظهور أمام الكاميرا، لكنها تحتاج إلى الموهبة إذا أرادت أن تقدم دورا حقيقيا في العمل الفني، وسوف تحتاج إلى الموهبة والدراسة إذا أرادت أن تقوم بدور أمام البطل، أما إذا أرادت أن تصبح ملكة الشاشة وأيقونة هوليود فعليها أن تكون ميريل ستريب.