“ساعة الصفر” والملف 24″ في لقاء الربوة..

بسمة نسائية/ ثقافة وفنون
متابعة كتبتها: ذ. زهرة رشاد
بعد فسحة رمضان، استأنفت مؤسسة الربوة نشاطها الثقافي، بلقاء جديد مع الكاتب عبد المجيد سباطة، وروايتيه ” ساعة الصفر” و”الملف 24″.
وعلى غير العادة، نظم اللقاء بشكل مختلف واستثنائي، خارج مقر مؤسسة الربوة، إذ جرى احتضانه بالمعهد الوطني للتهيئة والتعمير بمدينة العرفان، وهو ما عبرت عنه الأستاذة خديجة شاكر سيدة الربوة، بأن هذا اللقاء قد يكون ربما انطلاقة لتجربة جديدة لربوتنا”..
لقاء مؤسسة الربوة للثقافة والفكر ليوم السبت 27 ماي2023 مع الروائي المتميز عبد المجيد سباطة كان بالفعل، لقاء مختلفا عما هو الحال في صالون الربوة، إذ انفتح على طلبة المعهد وطالباته، و بثت الربوة دماء القراءة فيهم/ن، بما أنها فعل إعادة و استعادة للمقروء قصد فهمه و تحليله، و تبين مقصدية الكاتب.
استهل هذا اللقاء الثقافي المتميز بتقديم د.فاطمة الحسيني التي يسرت هذه الأمسية الثقافية و أدارتها بحنكتها المعهودة
وقدم السيد مدير المعهد الوطني للتهيئة و التعمير، كلمة أكد فيها على صلة الوصل الوطيدة بين المعهد و بين مؤسسة الربوة لفتح جسور التواصل الثقافي.
– واعطيت الكلمة للأستاذة خديجة شاكر سيدة الربوة، و حاملة مشروعها الثقافي على مدى سنوات عديدة بهدف الدفع بالفعل القرائي نحو عوالم الإبداع سواء أ في مجال الأدب أم الفكر أم مختلف فروع الثقافة.
و قد أثنت الأستاذة شاكر على مدير المعهد و طلبته و طالباته على جهودهم/ن الدؤوبة لإنجاح هذا اللقاء الثقافي الرفيع.
وكانت القراءة الأولى، في رواية “ساعة الصفر” للروائي الشاب عبد المجيد سباطة، من تقديم الطالبة كوثر بنهيدة، هي تلخيص لأحداث الرواية مضمنة إياها مجموعة من التساؤلات حول بعض الأحداث، مثنية على قدرة الروائي على سبك الأحداث، و سردها، وعلى التراكم المعرفي المبهر…..طارحة اقتراحا يتمثل في كتابة الروائي جزءا آخر لاستيفاء بعض الأحداث و توضيحها.
القراءة الثانية لرواية “ساعة الصفر” كانت للدكتورة مريم شبار، وهي قراءة تحليلية، فلسفية اعتمدت على طرح مجموعة من التساؤلات، مستعينة بآليات حجاجية، و لاسيما في طرحها لمسألة الحرب و علاقتها بالقيم الإنسانية، مدعمة وجهة نظرها بأقوال بعض الأدباء و الفلاسفة أمثال الدكتور محمد برادة، و الفيلسوف “كانط”…..
أما الطالبة أسماء الرويش، فقدمت قراءة لرواية “الملف 42″،و كانت قراءتها تلخيصا لمكونات الرواية، و الرؤية السردية للروائي عبدالمجيد سباطة، عاقدة مقارنة لطيفة بين استراتيجية الروائي في بنيته السردية، وبين تخطيط طلبة المعهد الوطني لخططهم في البناء و التعمير.
الدكتورة هاجر البدوي كانت قراءتها لرواية “الملف 42” ، مستفيضة ضمنتها تحليلا معتمدة فيه على التلخيص، و التحليل، و الاستعانة بآليات حجاجية مستقاة من مرجعيتها الثقافية في علم الاجتماع، طارحة بعض الأحداث الروائية ،متسائلة عما يقصده الروائي من تصوير بعض مشاهد العنف و اضطهاد المرأة في شخص “الغالية” و ما تعرضت له من عنف على يد البطل ….مما جعل الدكتورة هاجر البدوي تطرح “مصطلح النسوية”، وتؤكد على أن الكاتب لم يمنح الغالية حيزا أرحب ضمن الرواية، و قد ختمت القارئة عرضها بالإشادة ببراعة الكاتب في سرد أحداث الرواية.
كلمة الروائي عبدالمجيد سباطة تعقيبا على قراءات القارئات، كانت مقتضبة في انتظار تفاعل الحضور الذي كان حضورا نوعيا و راقيا من طلبة المعهد الوطني للتهيئة و التعمير، و نساء الربوة، و شبكة القراءة، و جمعية أجيال، و مجموعة من الكتاب و الكاتبات، وبعض الصحفيين.
تفاعل الحضور مع الروائي عبد المجيد سباطة كان تفاعلا إيجابيا، طرحت فيه مجموعة من التساؤلات و لاسيما حول الذاكرة التراكمية لدى الروائي بالمقارنة مع سنوات عمره “من مواليد1989″، و حول الأماكن الجغرافية التي وردت في رواية “ساعة الصفر”، و كيف تمكن من وصفها….
و قد أجاب عن كل هذه التساؤلات بكل رحابة صدر، مشيرا في الأخير إلى مسألة توزيع الروايتين في المدن المغربية.
انتهى هذا اللقاء المختلف والمتميز بحفل شاي بين أبهاء المعهد الوطني للتهيئة والتعمير، وما تدوول خلاله من نقاشات غنية بين نساء الربوة، وبين طلبة المعهد الوطني وطالباته لتجديد العهد على لقاءات ثقافية أخرى.
عن هذا اللقاء، نشرت الكاتبة والصديقة عائشة العلوي لمراني، تدوينة على صفحتها في الفايسبوك، قالت فيها:”
في حضرة الإبداع نحلق إلى مقام التجلي نطل على العالم من شرفة سماوية ننفلت من قيد الزمان والمكان، وننظر فنرى ذواتنا في علائقها الأرضية المعقدة، نتساءل لماذا وكيف، وتكبر لو لتملأ أفق الرؤية
” لملمت لقاء الأمس بالهدب”
في رحاب المعهد الوطني للتهيئة والتعمير ومع مؤسسة الربوة للثقافة والفكر كان لقاء الإبداع مع الكاتب الكبير إبداعا والشاب عمرا، عبد المجيد سباطة، لتقديم قراءات لروايتيه ” ساعة الصفر” و” الملف رقم 42″.
رحلة أرتادت بنا عوالم قصية، تعطلت البوصلة فكان التخييل البوصلة، يتوالى الساردون والساردات، تتعدد الأصوات وتتشابك مستويات الخطاب، ما أشق الرحلة وما أمتع الزاد. .
شكرا سيدة الربوة هاديتنا إلى كل جميل ممتع، شكرا إدارة المعهد إدارة حكيمة اختارت الثقافة والفكر لتحقق للتعمير جمالية الإبداع، شكرا للقارئات دة. مريم شبار، ودة. هاجر البدوي، كل الشكر للطالبتين كوثر لهنيدة وأسماء الرويش.
للمبدع عبد المجيد سباطة الذي أدهشنا وأمتعنا المزيد من التألق والتوفيق.