رشيد اليزمي عالم البطاريات:” المغرب هو البطارية اللي كتشحني”..

بسمة نسائية/ عزيزة حلاق
“هادو هما الضيوف اللي بغينا… نتمنى أن يواصل البرنامج استضافة هذا المستوى الرفيع من الضيوف..” رجل متحمس ومفخرة للمغرب والعرب والإنسانية جمعاء، نتمنى له عمر مديد وصحة وافرة لتحقيق كل ما يثوق إليه”..” ساعة لا تكفي مع هذه الموسوعة أحسن حلقة في نظري شكرا سي اليزمي”..
جمل بسيطة هي خلاصة التفاعل وبعض من التعليقات التي تعدت 266 تعليق، وحوالي 50 ألف مشاهدة بعد أقل من 10 ساعات على بث حلقة العالم المغربي المتخصص في بطاريات الليثيوم رشيد اليزمي مع رضوان الرمضاني في برنامجه “بدون لغة خشب”.
كانت حلقة علمية/ إنسانية، قربتنا من هذا العالم الجليل، الذي يجب أن يفتخر به المغرب، كقدوة لأبناء هذا الوطن، يعتز بمغربتيه وبأنه نتاج المدرسة العمومية..
دار الحوار بسلاسة وباللهجة المغربية، وتمكن من بسط الكثير من المعلومات العلمية والتقنية عن اختراعاته الكثيرة، شدتنا إلى متابعة الحوار دون ملل بل باستمتاع قل ما يحدث في برامج وحوارات أخرى.
اكتشفنا أشياء جميلة ومتفردة في المسار العلمي لهذا المخترع المغربي. فمثلا، منذ 1991 إلى الآن، ليس هناك اختراع في مجال البطاريات أفضل مما اخترعه اليزمي، لعل أبرزها أنه لحد اليوم لا تخلو أي بطارية توجد في العالم من بصمة رشيد اليزمي. وقال إنه “بطارياته” وصلت المريخ، وتواصل معه رواد الفضاء أو كما سماهم هو “المرخيين”، بشأنها وشكروه وأثنوا على اختراعه.
وأوضح اليزمي أن التقنية الجديدة لاختراعه في مجال البطاريات، تعتمد على تدبير لتيار الكهرباء في البطارية عوض التركيز على ضغطها الكهربائي، وهي التقنية المسماة “الفولت غير الخطي”.
وقال بهذا الخصوص، إن الطريقة التقليدية في شحن البطاريات تتطلب لتعبئة من 20% إلى 80% مدة زمنية لا تقل عن نصف ساعة، أما التجارب الأخيرة التي قادها مع فريقه المستقر في سنغافورة فبإمكانها بالتقنية الجديدة أن تشحن بطارية بنسبة 100%، في توقيت لا يتعدى 15 دقيقة.
وعن اختراعاته المستقبلية، قال اليزمي، بأنه يعتزم وضع براءة اختراع لشاحن لا يستغرق سوى 5 دقائق لشحن البطارية. كما يشتغل أيضا على وضع أسس للبحث العلمي في جامعة خاصة بالمغرب في مدينته فاس، ستمكن من أن تصبح معلمة علمية افريقية، للاختراعات المغربية مائة في المائة، مضيفا، أن هذا المشروع الطموح يمكن أن يتحقق إذا ما لقي الدعم الكافي لتمويله، خاصة وأن المغرب يتوفر على العديد من المواد الخام التي يحتاجها في اختراعاته، مثل الفوسفاط و الزنك والحديد والفضة وغيرها، الأمر الذي عقبت عليه التعليقات، بروح مواطنة ووطنية عالية، عبر الدعوة إلى خلق صندوق شعبي للتبرعات من أجل المساهمة في إنجاز هذا المشروع، الذي من شأنه أن يستقطب علماء من العالم، وأدمغة مغربية مهاجرة وأن يحد من هجرتها.
يبدو من خلال تتبعنا لهذه الحلقة المتميزة التي يشكر عليها الإعلامي رضوان الرمضاني، باستضافته للعالم رشيد اليزمي، صالحت جانب من الجمهور مع برنامج “بدون لغة خشب”، فكان حوارا راقيا ومفيدا مع اسم من العيار الثقيل، الذي يجب أن ينصت إليه المسؤولين ويدعمونه، ولا يكتفون بما قاله هو مازحا للرمضاني حين سأله:” أشنو كيقولوا ليك المسؤولين حين تلتقي بهم؟” أجاب:” أش كيوقولوا لي ؟ يبتسم، يقولون ما تقوله أنت ” تبارك الله عليك”..
وحين سأله الرمضاني في الأخير عن علاقته بالمغرب، قال جملة مشحونة بحمولة حب قوية لهذا الوطن، يجب أن نقف عندها قال:” المغرب هي البطارية اللي تشحنني”.