مليكة ماء العينين: الاشتغال على الفيلم الوثائقي شغفي السينمائي..

نجاحي كمخرجة و شهرة اسمي عند الجمهور أكثر من صورتي يريحني و يجعلني أمارس حياتي الشخصية بشكل طبيعي…
بسمة نسائية/ حاورتها: أمينة بركات
ابنة مدينة العيون، صحراوية النشأة و الانتماء، خاضت تجربة الإخراج السينمائي عبر الفيلم الوثائقي، إنها مليكة ماء العينين ، عاشقة للعين الثالثة و تعتبر أول سيدة من المنطقة الصحراوية تحصل على البطاقة المهنية من المركز السينمائي المغربي لممارسة الإخراج.
عن مجموعة من النقاط المرتبطة بشخصية المخرجة مليكة ماء العينين، وشغفها بالمجال السينمائي، كان لنا معها هذا اللقاء الذي لم تبخل علينا فيه بالعديد من المواقف التي تؤمن بها:
*اخترت الوقوف وراء الكاميرا كمحترفة وكمخرجة سينمائية، بالرغم من أن البطريركية حاضرة في البيئة التي ترعرت فيها، باعتبارها مجتمعا محافظا جدا و لا يستسيغ امتهان العمل في المجال السينمائي لأنه مهنة غريبة عنهم، و بالخصوص بالنسبة للنساء..كيف تجاوزت هذا الواقع؟
– لم يكن الأمر سهلا صدقيني، لكن شغفي وحبي لهذا المجال ورغبتي في تسجيل لحظات مؤثرة، و تخليد حياة لشخصيات في المحيط الصحراوي، ذو الخاصية الحسا نية التي تتميز بها الساكنة في المنطقة، كان حافزا قويا لاقناع أهلي ومحيطي، وقد ساعدني في ذلك دعم والدي الذي شجعني على خوض هذا المجال، من خلال توجيهاته لي و ثقته في موهبتي التي ظهرت له عند أحاديثنا، وإطلاعه على بعض من كتاباتي. وأنا مدينة له.
*المعروف عنك كمخرجة تشتغلين كثيرا على الأفلام الوثائقية، لماذا هذا الاختيار؟
– تعتبر الأفلام الوثائقية واحدة من أبرز وأهم أنواع الأجناس السينمائية، فهي مختلفة تماما عن الأفلام الروائية الطويلة أو القصيرة. الفيلم الوثائقي لا يعتمد على الخيال أو على أبطال خارقين أو على الخرافة. الأفلام الوثائقية تسلط الضوء على حقيقة معينة، سواء كانت علمية أو تاريخية أو ااجتماعية أو سياسية و هذه المواضيع يستهويني الاشتغال عليها.
*هل يمثل لك الإنتاج مشكلا في عملية إنجاز أعمالك، باعتبار أن المغرب يفتقر إلى مؤسسات وشركات الإنتاج خاصة في المجال الفني والسينمائي بالخصوص، كما يفتقر إلى سياسة توزيع الأعمال المنجزة؟
– لا أخفيك أنه لدي أفكار كثيرة أرغب أن إخراجها للوجود، لكن يبقى مشكل الإنتاج والدعم أهم المشاكل الذي يواجهها أي مخرج أو كاتب سيناريو أو أي مبدع.. هذا إضافة إلى غياب سوق وطني للأفلام المنتجة واعتماد السينما المغربية على مصدر واحد للتمويل هو الدعم العمومي، الذي تقدمه الدولة للمخرجين، خصوصا في غياب إطار قانوني يحدد طريقة تدبير المنح المالية المقدمة قبل صندوق الدعم السينمائي.
*هل مليكة المخرجة تؤمن بما يسمى “سينما المرأة” ، وهل أنت مع المهرجانات الخاصة بها و التي ازداد عددها في السنوات الاخيرة؟
– من وجهة نظري لا وجود لسينما المرأة، بل هناك سينما وفن وحرية للتعبير والتأليف تشمل المرأة والرجل على حد السواء. المهم بالنسبة لي في العمل السينمائي ليس الرجل أو المرأة، و إنما كيفية تصوير القضايا الاجتماعية، وعرضها على الجمهور.على العموم أنا لست ضد من وضع ما يسمى بسينما المرأة ، لكن يجب وضع تعريف لها، أي سينما تُعنى بقضايا المرأة ومشاكلها.