هدى الإدريسي: بعد 24 سنة في مصر أملي أن أكون ممثلة في بلدي أيضا..

خاص/ بسمة نسائية
عزيزة حلاق
هدى الادريسي ممثلة مغربية، مقيمة بمصر، بدأت حياتها المهنية كمذيعة، مطلع التسعينييات بالقناة الأولى، وكانت وقتها تتابع دراستها بالمعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي. كان كل طموحها هو صقل موهبتها وممارسة شغفها بمجال الإعلام، عبر الدراسة الأكاديمة، لتصبح إعلامية متخصصة في التنشيط الفني والثقافي.
لكن، كان للقدر كما تقول هدى، طريق آخر، سيقودها إلى القاهرة لتصبح منذ سنتها الأولى في المعهد العالي للفن الدرامي، ممثلة تقف بجانب كبار الممثيلين المصريين على الشاشة وعلى خشبة المسرح.
اشتغلت مع محمد صبحي وجلال الشرقاوي وغيرهم من من يعتبرون أعمدة المسرح المصري والعربي.
عن هذا المسار الفني بمصر، والذي تخطى اليوم 24 سنة، وأمنيتها بأن يكون لها اسم في المشهد الفني بالمغرب، يدور هذا الحوار الذي أجريناه معها في فندق الداوليز بمدينة سلا، مسقط رأسها.
* بعد الإقامة والاستقرار والزواج ومسيرة مهنية طويلة كممثلة في مصر، كيف تقييمين هذه التجربة الحياتية والمهنية في مصر، وهل كان مخطط لها أم أتت بالصدفة؟
– الحقيقة، لا شيء كان مخطط له و لم يكن قرارا مرسوما لأصبح ممثلة في مصر، توجهت إلى مصر للدراسة الأكاديمية والتحقت بالمعهد العالي للفن الدرامي، وكان هدفي وطموحي هو أن أصبح إعلامية متخصصة في تقديم البرامج الفنية والثقافية، لكن، وأنا طالبة في المعهد اكتشفت أنني أمتلك موهبة التمثيل. وشجعني على ذلك محيطي وخاصة أساتذتي. فكانت أول تجربة على المسرح ناجحة. و التفت إلي مخرجون من التلفزيون واقترحوا علي أعمالا كانت فال خير علي.
* هل كان من السهل بالنسبة لك كمغربية الاندماج في الوسط الفني المصري كممثلة؟
– حين غادرت المغرب في اتجاه مصر، كنت متخوفة من هذه الخطوة، وكنت أعتقد أن الدراسة ستكون أصعب هناك، على اعتبار أن للمصريين تجربة كبيرة في هذا المجال. لكني تفاجأت بكون الطلبة المصريين مهتمين بالتمثيل أكثر من الدراسة. في المغرب، العكس، هناك اهتمام أكبر بالدراسة الأكاديمية. لكن، يجب أن أعترف أنني كنت محظوظة لكوني أنتمي لدفعة الخرجين الذين تتلمذوا على يد أساتذة من العيار الثقيل، مثل سعد أرباش وجلال الشرقاوي وغيرهم من من يعتبرون أعمدة المسرح العربي والمصري. وهؤلاء يؤمنون بالموهبة والكفاءة والتمكن من أدوات التعبير والتمثيل، أي كانت هذه الموهبة مصرية أو غير مصرية، وبالتالي لم أجد مشكلا في الاندماج في ظل العمل مع هؤلاء الأساتذة.
* ألم تجدي صعوبة في اللغة أو اللهجة؟
– بالعكس، فمن المساءل التي ميزتني عن غيري من الطلبة هي اللغة العربية الفصحى بالخصوص، كنت أعتقد في البداية أنهم الأفضل على مستوى نطق اللغة العربية الفصحى، لكن وبشهادة الأساتذة، كنت متفوقة.
أما بالنسبة للهجة فاكتسبتها بالممارسة والتجربة، خاصة وأننا في المغرب، كبرنا مع المسلسلات والأفلام المصرية.
* بعد التخرج، هل كان من السهل أن تجدي مكانا لك في المشهد الفني مهنيا؟
– في الوقت الذي تخرجت فيه من المعهد، كان التلفزيون المصري الجهة الوحيدة المنتجة للأفلام على شاشة التلفزيون، وبالتالي، كانت الأولية والأفضلية، للأوائل من خريجي المعهد، لاختيار وانتقاء الكاستينغ. وقد كنت من الأوائل، وجرى اختياري في السنة الأولى بعد التخرج، للاشتغال في السينما، مع المخرج حسام الدين مصطفى، ومع الممثل النجم خالد الصاوي، والذي بالمناسبة اشتغلت معه في العديد من الأعمال لاحقا. وكانت فترة غنية بالأعمال بالنسبة لي.
لكن، بعد دخول القطاع الخاص وشركات الإنتاج للمجال، تغير كل شيء. وأصبح تركيزي أكثر على التلفزيون، مع بعض الظهور والمشاركات القليلة في أعمال سينمائية.
* ما هي أهم الأعمال التي شاركت فيها وهل منها ما جرى عرضها في المغرب؟
– شاركت في العديد من المسلسلات التي جرى عرضها بالمغرب، مثل ” الصعلوك “، و مسلسلات تاريخية، لكن للأسف لم يعد هناك اهتمام كما كان بهذه النوعية من المسلسلات، لأن التلفزيون أصبح يشتغل مع شركات الإنتاج الخاصة التي غالبا ما تقتصد في الميزانية المخصصة للعمل، مع الإشارة، إلى أن إنتاج المسلسلات التاريخية يتطلب ميزانية ضخمة.
* هل صادفت طلبة مغاربة كان لهم المسار نفسه في مجال التمثيل بمصر؟
– بعكس مجال الغناء، حيث اشتهر الكثير من المغاربة هناك بمصر، أذكر منهم الديفا سميرة سعيد، وجناة و عبد الفتاج الجريني وغيرهم، قليلون جدا، هم الطلبة المغاربة الذين انخرطوا في مجال التمثيل بمصر ، أتذكر جميلة البدوي و طالب آخر كان معي في المعهد أيضا، لا أذكر اسمه، نجح في مجال الإخراج.
* ماهي الأعمال التي طبعت مسارك الفني لحد الآن؟ ولمن يرجع الفضل في دعمك؟
– لا بد أن أعترف بالدور الذي لعبه الكبير محمد صبحي في مسيرتي الفنية، وأيضا الأستاذ جلال الشرقاوي. يجب القول، أنه حين ينجح عمل ما، ينجح الممثل أيضا، ويصبح معروفا ومشهورا. شاركت في أعمال كثيرة ناجحة منها المسلسل الأخير “الاختيار ” و ” أبو العروسة” ومسلسل ” ظل رجل” الذي عرض في رمضان الأخير.
* هل فكرت في العمل في مسلسلات درامية مغربية؟
– ( تضحك) هذه هي أمنيتي اليوم، ولا أخفيك، أنه في كل مرة أعود فيها للمغرب، أتصل ببعض الأصدقاء بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة و أعرب لهم عن رغبتي المشاركة في عمل تلفزيوني، لأنني أعشق بلدي وأتمنى وإن كنت أعيش وأمثل في مصر أن أمثل أيضا هنا بالمغرب، كما يفعل السوريون والتونسيون.. لكن للأسف حتى الآن، لم تمنح لي هذه الفرصة.
* هذه إذن دعوة أو طلب مفتوح عبر ” مجلة بسمة” للمنتجين والمخرجين المغاربة، لتحقيق رغبتك هاته، وقد نراك قريبا في عمل درامي مغربي أو في إنتاج مشترك مغربي- مصري.
– ( تضحك) ..لما لا…سأكون سعيدة بذلك..
* ما هي مشاريعك المستقبلية؟ وهل من أعمال في الأفق؟
– قبل يومين فقط، وأنا هنا بالمغرب، اتصلوا بي للعودة لمصر بعد أن تقرر بدء تصوير مسلسل اجتماعي جديد، من إخراج أحمد عبد الحميد، سيناريو محمد الحناوي، من بطولة خالد الصاوي وصابرين ووجوه أخرى جديدة.
* ماذا عن دورك في هذا المسلسل؟
– سأجسد دور ليزا، ابنة المصري القبطي أنطوان، التي ستعود إلى مصر بعد وفاة والديها وستواجه ظروف صعبة.
كما أشتغل رفقة زوجي السيناريست المصري محمد الحناوي، على تأسيس شركة خاصة بالسيناريو.