“وسم الخلود.. شهادات للذكرى” كتاب يرسخ لثقافة الاعتراف

زينب الدليمي
احتفاء من نوع خاص، ميز فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب 2022 ، من خلال تقديم كتاب جماعي تحت عنوان “وسم الخلود.. شهادات للذكرى”، يحتفى بثلة من أعلام الثقافة والفكر والإبداع والفن بالمغرب، الذين رحلوا خلال فترة الجائحة تكريما لأرواحهم، واعترافا بعطائهم وتثمينا لمجهودهم الكبير في إغناء الذاكرة الثقافية المغربية.
وهم عبد القادر البدوي و عزيزة يحضيه عمر والبشير القمري، والحسين القمري، وإبراهيم الحجري، ومحمد الميموني، وحسن الطريبق، وإبراهيم أمغار، وإدريس الخوري، ومحمد مفتاح، ومحمد وقيدي، ومحمد سبيلا، ومحمد القطيب التناني، ومحمد أديب السلاوي، وأحمد طليمات، وإبراهيم بوطالب، وعزيز رزنارة، والدكتور محمد مفتاح.
في كلمة بالمناسبة، أكد الناقد الأدبي محمد ايت لعميم، المشارك في إعداد هذا الإصدار، أن “وسم الخلود.. شهادات للذكرى” يندرج ضمن ثقافة الاعتراف وتثمين الكفاءات والخيرات الرمزية للمغرب، أو ما يسمى بالتراث اللامادي الذي يشكل الكتاب فيه جزءا مهما.
ويتحدث هذا العمل الجماعي، حسب المتحدث، عن الكتاب المغاربة في غيابهم كما يوجه رسائل لتخليد أسمائهم عبر إطلاقها على الأماكن والشوارع، مضيفا أن خصوصية هذا الإصدار تتمثل في كونه مغربيا خالصا أنجزه مغاربة ويحتفي بالمبدعين والكتاب المغاربة.
وجاء في ورقة تقديمية للكتاب، أنه شارك في كتابة مواده عدد من الباحثين والكتاب والأدباء ، الذين خطوا كلمات في حق الراحلين المحتفى بذكراهم، حيث سعى كل منهم إلى نسج شهادات وبلورة مواقف تعدد خصال المحتفى بهم وتبني قيمة منجزهم وهي أمور، تصب في إنعاش الذكرى وتعزيز الذاكرة الثقافية ، كي تمر من التخزين إلى الاسترجاع ثم الاستيعاب.
وحسب نفس المصدر فإن مضامين المؤلف، خطت بحساسية إنسانية رفيعة تغمرها المحبة وتسقيها دموع الاعتراف الفياض باعتباره، يشكل مبادرة تسعى في العمق إلى التنبيه إلى عمق التجربة الفكرية والثقافية والإبداعية المغربية، التي وسمتها المغايرة بفضل تعدد روافدها ورؤاها، الأمر الذي جعلها تظل متجددة وجاذبة ومعطاءة.
أن ما قام به الأحياء في هذا الكتاب من أجل الراحلين يعتبر بمثابة وسام دال على خلود العطاء الرمزي ويبقى هذا المؤلف الاحتفائي تكريسا لثقافة الاعتراف ودعما للذاكرة الثقافية التي تستدعي وتستحضر مسارات نخبتها رمزيا لإنعاش ذاكرة الأجيال وحفزهم،على الاقتداء بعطاءاتهم وسيرهم.