عز الدين الوافي: بعد “السينما والطبخ” لنا موعد مع ” السينما والترويج السياحي”

خاص/ بسمة نسائية
عن الدورة الثامنة لمهرجان رأس سبارطيل الدولي للفيلم، والتي اتخذت شعار ” السينما وفن الطبخ”، كان لنا هذا الحوار مع مدير المهرجان السيد عز الدين الوافي..وكان السؤال:
أي علاقة بين السينما والطبخ؟
* قبل أن نبدأ في محاورتك هناك سؤال يفرض نفسه، وأعتقد أنه طرح عليك من قبل، يتعلق بشعار الدورة الحالية للمهرجان: “السينما وفن الطبخ”.
العنوان وإن كان يفتح الشهية يثير التساؤل، أي علاقة بين السينما والطبخ؟ إذ يبدو الربط غريبا بين هذين العالمين. فكيف جاءت الفكرة؟ وهل كان من السهل توفير العدد الكافي من الأفلام التي تستجيب لهذه التيمة؟ ألم يكن في الأمر مجازفة؟
* ( يبتسم) بالفعل، السؤال طرح وما زال يطرح، طرح علي منذ أن فكرنا في تنظيم الدورة الثامنة. لا أخفيك أن الأمر لم يكن سهلا، مع توالي الدوارات يكون اختيار الشعار عملية مرهقة تتطلب جهدا وبحثا وابتكارا، ويبقى التحدي والمجازفة هي الاشتغال على مواضيع جديدة.
* هل سبق ونظمت مهرجانات دولية تحت العنوان نفسه؟ وهل استفدتم من تجارب دولية سابقة؟
*نعم، نظمت مهرجانات دولية تحت شعار ” السينما والمطبخ”، لكنها قليلة، جرت بالولايات المتحدة واليابان و في بعض الدول الأوروبية. لكن، بالنسبة للمغرب، هذه أول مرة ينظم فيه مهرجان بهذه التيمة، ووجدنا فيه نوع من الابتكار و يفتح الشهية كما قلت، ولو أنه وكما جاء في سؤالك وجدنا شح في الأفلام القصيرة التي لها علاقة مباشرة مع الطبخ. مع ذلك نجحنا في توفير تمثيلية دولية بعدد لابأس به من الأفلام اخترناها من بين مئات الأفلام التي توصلنا بها من منصات الأفلام، والتي مثلت الولايات المتحدة واليابان وليتوانا وفرنسا.
* الجميل في الأنشطة الموازية للعروض السينمائية، هي الندوات والورشات والخرجات الترفيهية التي نظمت على هامش شعار المهرجان ندوة “السينما والطبخ كتراث ثقافي”، والتي لاحظنا أنها لقيت اهتماما من قبل المتابعين لفعاليات المهرجان..
* يبتسم، فعلا، فالمحاور التي بنيت عليها الدورات السابقة، بقيت محصورة في كل اما هو أكاديمي وعلمي لمعرفي ثقافي ولكن هذه الدورة فتحت الشهية وخلقت تجاوب لذيذ مع الموضوع. كان هناك عرض حول “الطبخ المغربي وخصوصياته الجهوية” احتضنه المعهد الوطني للسياحة ( طنجة) قدمته الدكتورة لمياء الشيباني. بالإضافة لعروض انفتاح على ما هو فكري اكاديمي معرفي.
إذ لا يكفي أن نعرض الأفلام وكفى ولكن حاولنا تلبية شغف المهتمين بالمجال المعرفي الأكاديمي بتنظيم لقاءات لتكون مكملة للمهرجان.
والدليل هي الندوة التي احتضنها متحف المفوضية الأمريكية، تحت عنوان:” الثقافة، السينما وفن الطبخ”، أدارها الروائي المغربي عبد الحميد البجقولي وساهم فيها كل من الأساتذة مصطفى الشكدالي دكتور في علم النفس والمنتج جمال السويسي والناقد الجامعي رشيد نعيم. في المقابل جرى أيضا تنظيم ورشات خاصة بالمطبخ، حيث استضافنا محل “أمريس”..( الصورة)
وقدم لضيوف المهرجان، أطباق متنوعة من المطبخ المغربي والأوروبي و الأسيوي.
*كانت فكرة جميلة أيضا، الخرجة التي نظمتموها والتي شملت زيارة خاصة إلى متحف ابن بطوطة، فكانت بالنسبة لنا اكتشافا رائعا، تم كانت المفاجأة هي تناول وجبة الغذاء في الهواء الطلق بالموقع الأثري القصبة، حيث استقبلنا هناك الشاف صاحب محل” أميرس” وحضر لنا بشكل مباشر ونحن نتابعه خطوات التحضير طبق “البايلا”.
صراحة استمتعنا بهذه الوجبة اللذيذة وبالموقع الأثري الجميل.
* وهذا ما عبرت عنه صديقتنا الإعلامية سميرة مغداد حين علقت مازحة على هذه الدورة:” انتما عندكم احسن مهرجان لان فيه الطبخ والطبخ هو العملة الرائجة اليوم “.
* هذا يعني ان فكرة السينما والمطبخ نجحت؟
* أعتقد ذلك، خاصة من خلال الارتسامات التي عبر عنها المشاركون والأصداء التي خلفتها الدورة إعلاميا.
* هل وضعتم محورا للدورة المقبلة الدورة التاسعة وهل ستستمرون في هذا التوجه؟
* نعم، سنستمر في الاشتغال على ما هو ثقافي وسياحي في علاقته بالسينما، وسيكون محور الدورة المقبلة التي من المقرر أن تنعقد أواسط شهر مارس 2023 هو
“السينما والترويج الثقافي والسياحي”.
* من هنا يمكن طرح سؤال لماذا لا يتم التفكير في خلق شراكة مع وزارة السياحة على اعتبار أن من شان هذه المهرجان وبفقراته المبتكرة إعطاء مزيد من الإشعاع لمدينة طنجة لخصوصية المدينة أولا وثانيا لتيمة الثقافة كأحد مقومات السياحة.
* هذا هو طموحنا، طموحنا هو ننفتح على المؤسسات المعنية بالترويج السينمائي والسياحي لأن في ذلك ترويج لصورة المغرب عبر الدبلوماسية الثقافية الموازية.
وهذا نداء للقيميين على القطاع السينمائي وخصوصا السياحي والى السيدة الوزيرة، نحن مستعدين لتقديم اقتراحات والإنصات إلى اقتراحات في أفق صياغة تصور مستقبلي للتعاون بتنظيم ندوات وعروض وبرامج لإعطاء إشعاع أكثر لمدينة طنجة من خلال هذا المهرجان..في ظل خصوصية مدينة طنجة بدءا بموقعها الجغرافي كبوابة تربط أوروبا بإفريقيا وبعدد السياح وبتاريخها وساكنتها.
وهذه كلها عناصر كانت وراء تنظيمنا لهذا المهرجان في مدينتنا التي نعتز بالانتماء إليها.
* سؤال أخير هل يمكن ضمان استمرار أي تظاهرة ثقافية أو فنية في غياب دعم رسمي حقيقي؟ وكيف تدبرون اليوم مسألة التمويل؟
*( يجيب بحرقة) صعب ….صعب جدا…ضمان الاستمرارية خاصة مع حجم الطموح والتطلعات التي نسعى إليها للرفع من مستوى المهرجان وتطويره، بالنسبة للشق الثاني من السؤال، وبكل صراحة أقول أن الدعم الرسمي الذي نتوصل بهي يبقى ضعيفا مقارنة بتكاليف إدراة المهرجان، وإن كنا نستعين ببعض المساعدات من بعض الجهات ومن بعض الأصدقاء لكنها تبقى رمزية وغير كافية، وأحيانا لا يتم الالتزام بها، فنجد أنفسنا في مواقف صعبة، أتحفظ الخوض في حيثياتها.
*كلمة أخيرة..
* شكرا لكم لموقع “بسمة نسائية” على المتابعة والاهتمام، وشكرا أيضا لكل من شارك في هذه الدورة من أساتذة وفنانين وإعلاميين و جمهور مدينة طنجة، والشباب الذي تكفل بتنظيم وإدارة هذه الدورة وشكر خاص لشركائنا الداعمين في هذه الدورة، وأخص بالذكر:
– المركز السينمائي المغربي وأوجه شكري الخاص للمجلس الجهوي للسياحة في شخص رئيسته السيدة رقية العلوي
– المفوضية الأمريكية
– المعهد العالي للسياحة
– وكل الداعمين وإن بصيغة رمزية.
وأقول في الأخير، سنستمر بإمكانيتنا المتواضعة حتى لا نصاب بخيبة أمل وحتى نبقى متواجدين وإن ليس بالقوة والحضور التي نطمح إليه.