انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

“فاتن أمل حربي” تواصل معركة فاتن حمامة و”تريد حلا”..

معركة ضد القانون وضد المجتمع و إدانة  لذكورية المرأة..

بعد الإطلاع بشكل عرضي، على أغلب الأعمال الدرامية العربية سواء على القنوات التلفزية أو على المنصات، قليلة هي المسلسلات التي تستوقفك عندها، وتفرض عليك متابعتها، وتجعلك في تماهي مع القصة ومع الشخوص و مع القضية التي تطرحها. ولعل من أهم هذه الأعمال من وجهة نظري، مسلسل ” فاتن أمل حربي”.

المسلسل أثار نقاشا حتى قبل عرضه،  وعارضه الكثيرون، لأنه ببساطة  يناقش ما يعتبر اجتماعيا بالخصوص، من الطابوهات. إذ يطرح قضية امرأة تخوض معركة اجتماعيّة بينها وبين القانون المصري الجديد للأحوال الشخصية، من أجل طلب حضانة أطفالها بعد الطلاق حتى ولو تزوجت برجل أجنبي لاحقاً، وهو ما يحرمها منه القانون الحالي.

وتؤدي نيللي كريم، التي أبدعت كما العادة في هذا المسلسل،  دور امرأة تنفصل عن زوجها شريف سلامة، وبعد فشل محاولات الصلح بينهما، تقرر الزواج مجدداً لتكتشف أنّها مهددة بإسقاط حضانتها لأطفالها وانتقالها منها إلى والدة طليقها.

هنا تبدأ معركتها الطويلة والمعقدة في مواجهة القانون والمجتمع، من أجل أن يتم السماح لها بالحفاظ على حضانتها لأطفالها حتى بعد زواجها مجددا. وهو ما يحرمها منه القانون والمستند إلى فتاوى شرعية، على تنازل الأم عن حضانة أطفالها لوالدتها أو والدة طليقها في حال زواجها بشخص أجنبي.

أمام هذا الحكم الجائر، الذي كان ينتظرها وفي خضم تمردها ومعركتها ضد القانون وضد المجتمع الذكوري وضد الفكر الديني المتشدد، ستجد نفسها في مواجهة  عقلية ذكورية أخرى لدى المرأة هذه المرة، والدة طليقها.

ففي نقاش حاد حول من له أحقية حضانة أطفالها  لخصت فاتن الموقف كله في جملة واحدة :” أنا مشكلتي مش مع سيف أنا مشكلتي مع تربيتك ليه”، هي جملة قصيرة لكنها تعني الكثير، هي إدانة  لذكورية المرأة، من خلال التربية التي تزرعها في الأبناء.

قوة مسلسل ” فاتن أمل حرب”، وبالإضافة إلى قوة الأداء والإقناع لدى الشخوص، والحبكة الدرامية والموسيقى التصويرية، والإخراج وإدارة الممثلين وعمق الحوار وكل الجوانب التقنية والفنية، تبقى قوته أساسا في رسالته.

فالمسلسل  وبالطريقة التي قدم بها، هو مرافعة شرسة قد تسهم بالتأكيد كما فعلت أعمال أخرى، في تغيير القوانين و زعزعة العقليات وتنويرها، سيرا وراء تجارب سينمائية كان لها تأثير في تغيير قوانين تخص الأحوال الشخصية في مصر، لعل أشهرها فيلم ” أريد حلا” لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، التي جسدت فيه  دور المرأة المطلقة التي تعاني من قضايا الطلاق في المحاكم في السبعينات، ونجم عنه تغيير في قانون الأحوال الشخصية فيما يخص “”بيت الطاعة” وثم ظهور قانون الخلع الذي اختصر إجراءات وسنوات قضايا الطلاق في المحاكم. وساعد في إعادة النظر في قوانين الأحوال الشخصية، والسماح للمرأة المصرية بحق الخلع، والتخلي عن زوجها، بشرط التخلي عن جميع مستحقاتها وحقوقها المادية..وتلك مسألة أخرى..

في إحدى المشاهد سئلت البطلة وهي تخوض معركتها في مواجهة القوانين المجحفة في حق المرأة، عن اسمها الثلاثي الغريب…فأجابت فاتن اسمي وأمل اسم والدتي وحربي اسم والدي، وفي ردها إشارة قوية لتضمين اسم الأم ضمن اسم الشخص.

وحين سئل الكاتب المصري مؤلف القصة ابراهيم عيسى عن سر الاسم الغريب للمسلسل؟ قال: “جاء اسم المسلسل تيمناً بسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وكأن ابنة هذا الزمان لا تزال فاتن حمامة في فيلم “أريد حلاً”، ولا تزال تبحث عن حل لمشاكلها”..

وأضاف: و”الجزء الثاني من الاسم مستلهم من اسم الشاعر الكبير أمل دنقل؛ لأن بطلتنا تدخل في حرب من أجل تحقيق هذا الأمل”.

من هنا تأتي عبقرية المؤلف، حتى الاسم اختير بخلفية واعية و ذكية.

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا