“نور في الظلام” للمخرجة خولة بنعمر أنار اللقاء الثاني للنادي السينمائي الجامعي…

خاص/ بسمة نسائية
صور: زليخة ومحمد بلميلود
في إطار اتفاقية الشراكة المبرمة بين مركز سجلماسة للدراسات والأبحاث السمعية البصرية، ورئاسة جامعة محمد الخامس، جرى يوم الأربعاء 8 مارس تزامنا والاحتفال باليوم العالمي للمرأة، اللقاء الثاني للنادي السينمائي الجامعي، محمد الرزين، بعرض فيلم “نور في الظلام” للمخرجة المغربية خولة بنعمر.
اللقاء الذي احتضنته المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن جامعة محمد الخامس بالرباط، جمع المخرجة والطلبة والمهتمين بالفن السابع، وحضره الممثل الفنان محمد الرزين، و كان النقاش السينمائي بعد العرض، حول هذا الفيلم المستوحى من سيرة حياة، أحد أعمدة الصحافة الإذاعية ببلادنا، رشيد الصباحي، الإعلامي الشامل وأسطورة محراب الأثير الذي حول حرمانه من حاسة البصر، إلى بصيرة أوصلته إلى أن يصبح اسما صعبا في المشهد الصحفي والإعلامي، وتحدى إعاقته وحقق ما لم يحققه آخرون من المبصرين.
استمدت المخرجة خولة قصة فيلمها من تجربتها الشخصية، من خلال العلاقة الأسرية التي تربطها برشيد الصباحي، والد زوجها المخرج رؤوف الصباحي، وقد وظفت هذه العلاقة في حوار حقيقي ومفتوح جرى بين الأب والابن، وأثث حوارهما صوتا، خلفية للعديد من مشاهد الفيلم.
منير، بطل الفيلم، شاب مندفع أناني عاشق بطريقته الخاصة، وصديقته نور المحبة والمخلصة ذات الشخصية القوية والعاشقة بدون قيد أو شرط، إنها قصة حب بين رجل كفيف يحلم بأن يصبح مقدم نشرة الأخبار، وطالبة في معهد السينما، عالمان متناقضان، لكنها متكاملين، شكلت الفنانة لطيفة أحرار في دور جميل، ذاك الجسر الرابط بين العالمين من موقعها كأستاذة في معهد السينما، تساعد الشاب الكفيف في التكيف مع إعاقته بشكل ايجابي و تحقيق حلمه في أن يصبح إعلامي مشهور لكن، عوض أن يكون أمام شاشة التلفزة، سينجح في أن يتسلطن وراء ميكرفون الإذاعة، لأزيد من ثلاث عقود، وليصبح اليوم رئيس نادي الصحافة بالمغرب.
مخرجة الفيلم، خولة أسباب بنعمر، قالت في ردها على أسئلة الحضور، إن الفيلم الذي أنتج قبل خمس سنوات، انطلاقا من سيناريو كتبه رؤوف الصباحي، يتطرق للإعاقة بشكل عام وعلاقة المعاق بمحيطه والأبواب التي تغلق في وجهه.
الفيلم كان دعوة لإدماج المكفوفين في المجتمع من خلال قصة حب تجمع طالبة في معهد السينما اسمها “نور”، وطالب شاب كفيف البصر اسمه “منير”، يكافح من أجل تحقيق حلمه بأن يصبح مقدم نشرة أخبار، ويعيش صراعا داخليا بين النظرة الدونية لبعض زملائه وبين مجموعة من الشروط الموضوعة لانتقاء المذيعين، التي تقصي المكفوفين من هذا الحق.
الفيلم يتطرق أيضا، للفوارق الطبقية واختلافات ألوان البشرة، ( اختارت بطل الفيلم ببشرة سمراء وفقير)، يطرح أسئلة حول المساواة والعوامل التي تساعد المعاق في تحسين ظروف عيشه، مضيفة أن الفيلم وإن كان مستوحى من قصة رشيد الصباحي، فإنه ليس سيرة ذاتية بل رؤية خاصة عن مكفوف يتكلم عن إعاقته وكيف يتعايش مع هذا الواقع.
للإشارة فيلم ” نور في الظلام” الذي يعتبر أول فيلم طويل للمخرجة خولة بنعمر، جرى عرضه في 30 مهرجانا دوليا وحاز على جوائز عديدة، أهمها، جائزة العمل الأول في المهرجان الوطني بطنجة وجائزة العمل الأول في الدورة 33 لمهرجان الإسكندرية في مصر.
يتميز الفيلم أنه مغربى اللهجة فقط، لكن القضية التى يطرحها يجوز تقديمها فى مختلف البلدان العربية، وتتماشى مع قضايا الشعوب العربية، لأنها فى النهاية قضية إنسانية عن شاب كفيف.
وبسؤالها عن كيفية ترشيح أبطال الفيلم، قالت المخرجة، إنها مثلما حلمت بتقديم أولى تجاربها فى السينما كمخرجة، أرادت أن تقدم من خلال الفيلم بطلين جديدين، هما أميمة الشباك وحسين أغبالو من شباب دارسى السينما، وأول مرة يقفان أمام الكاميرا، واستعانت بفنانين كبيرين بالمغرب صاحبى خبرة واسعة ليقفا بجانبهما هما لطيفة أحرار وصلاح بن صالح الذي أضفى روحا مرحة على مجريات الفيلم.
رئيس مركز سجلماسة للدراسات والأبحاث السمعية البصرية، عز العرب العلوي، ذكر في كلمته التقديمية، أن هذا النشاط، يأتي في إطار شراكة بين المركز وجامعة محمد الخامس بالرباط لخلق 13 ناد سينمائي في جميع المؤسسات التابعة لرئاسة الجامعة.
وأضاف ” افتتحنا اليوم ناد سينمائي يحمل اسم الممثل محمد رزين عرفانا لما قدمه من أعمال للسينما المغربية “، لافتا إلى أن ” جميع الأندية السينمائية ستحمل أسماء ممثلين ومبدعين على قيد الحياة احتفاء بهم في حياتهم وليس بعد وفاتهم”.