” بيتنا  الكبير” ملحمة جديدة عن عوالم النساء للمبدعة ربيعة ريحان

بعد أن أطلت علينا قبل سنة ( 2020) بروايتها الجميلة “الخالة أم هاني”، التي حفرت فيها في بنية المتخيّل النسوي المغربي، وأمتعتنا بالخوص في عوالم خفية لنساء مدينتها ومسقط رأسها آسفي، بإبداع يتسم بطابع أركيولوجي، يقوم على الحفر في هذا المتخيل المكبوت من المجتمع المغربي،  تطل علينا القاصة والروائية ربيعة ريحان مع مطلع هذه السنة  2022 وهي تحمل معها إصدارها الجديد ” بيتنا الكبير”.

“بيتنا الكبير” الصادر عن دار “العين” للنشر بالقاهرة، ملحمة فاتنة قالت عنها الأستاذة فاطمة البودي، نسجتها الروائية المتميزة ربيعة ريحان في هذا العمل الإبداعي الجديد، تعيدنا من خلاله، لطفرة ملهمة في أصل الوجود البشري، من خلال التمرد الأصيل، تمرد هذا الجد المختلف، الذي اتبع فطرة الحق الإنساني الذي يسري في دمه، رغم الخطر والتهديد بفقد حياته.

( بيتنا الكبير ) تغور في زمن قريب منا، لكنه غائب عنا، زمن تخلّق مثل بركان سوّى يابسة جديدة، رواية تكشف لنا سؤال مروق الجد عن جبروت الأجداد في العائلة، وعن غطرسة التسلط في المجتمع، رواية لا تجيب القارىء مباشرة، بل تستدرجه ليعود عبرها إلى بداية خليقة جديدة.

بوعي إنساني طبيعي ، سنفهم الجد ونبله وجنونه وعصاميته ، ونؤيده بعيدا عن صراعات العصر، سواء ذكورية أو نسوية أو ايديولوجية.

يعيد الجد بناء عالم جديد على برية غير مأهولة، زاهدا في القديم الراهن إلا من الأصالة

يأتي بزوجة ثم زوجات، ليكون مملكته الصغيرة من الأبناء والبنات، يحرص على أن تسري الحرية في دمائهم والعزة في أرواحهم.

حين يرتاح الجد لوصول بذرته الصافية إلى حفيدته الأثيرةً، ترعى هي بدورها سيرته وامتداده، فتسرده علينا المبدعة ربيعة ريحان على غير المعتاد كتابة، والمألوف في الحكاية، دون ادعاءات بالتفوق ودون علو صوت، بل ببداية جديدة موازية بشك معنوي لما فعله الجد على الأرض، تروي لنا سيرة وعالم النساء في ( بيتنا الكبير )، هذا العالم الذي ينسج تاريخا مكثفا طردته الروائية ربيعة ريحان بتؤدة وفن وفتنة عالية.

رواية ( بيتنا الكبير ) ملحمية بجدارةً، تتشابك فيها الأجيال بسهولة وبرفوٍ أدبي متمكن، كتابة ملهمة تستحق الانتباه، وحوارات جديرة بالالتفات عبر نسيج مكتوب بفطنة وفريدة  ومتعة.