أوميكرون موجود.. أوميكرون غير موجود..!

المساء اليوم:
تابع المغاربة مؤخرا منافسات كأس العرب في قطر، وشاهدوا الملاعب مثقلة بالبشر، وليس فيهم عاقل يرتدي كمامة.
ويتابع الناس المباريات الأسبوعية في مختلف ملاعب العالم، وبالخصوص في أوربا، في ملاعب لا تجد فيها كرسيا فارغا، والغائب الأكبر هي التدابير الاحترازية.وفي ملاعب إنجلترا، التي يقال إنها إحدى قلاع المتحور “أوميكرون”، يلتصق الناس ويغنون ويهتفون ويشتمون، وربما لم يسمعوا البتة بهذا الـ”أوميكرون”.وعاين الناس كيف مر موسم السياحة في أغلب بلدان العالم، خصوصا في فرنسا وإسبانيا، وكيف كانت المناطق السياحية مكتظة بالبشر إلى درجة القرف، حتى بدا كأن “الكوفيد” انتحر.وفي مصر تقام المهرجانات السينمائية والحفلات الموسيقية وكأن الفيروس يقرر البقاء في المنزل حين يقرر الناس الخروج.
وفي المغرب نفسه، لا أحد يمنع من إقامة الحفلات في أي مكان وبعدد لا محدود من الناس، والجميع تابعوا يوم أقيم حفل “عقيقة” خرافي في طنجة بحضور مغنين من الخارج والداخل، بينهم راغب علامة وسعيدة شرف والشاب فضيل ومول البندير وغيرهم.. حفل كان كل شيء فيه حاضرا إلا التدابير الاحترازية.
وفي الجنائز، لا أحد في هذه البلاد يتذكر ذلك القرار الحكومي الذي صدر قبل عدة أيام، والقاضي بتحديد الحاضرين في الجنائز بعشرة أشخاص فقط.. لا غير، من دون احتساب الميت طبعا. لكن كل جنائز البلاد تقام وفق الأعراف السائدة، والجميع يعزي الجميع بالعناق والأحضان. أشياء كثيرة جدا لو بقينا نسردها لما انتهينا منها..
وفي النهاية يخرج قرار حكومي لكي يقول للناس إن حظر تجوال صارم ستعرفه ليلة رأس السنة، من الحادية عشرة والنصف إلى السادسة صباحا.إنه قرار غريب آخر في سلسلة القرارات الحكومية المذهلة التي صدرت منذ أن ظهر “الكوفيد” إلى اليوم، مرورا بتلك القرارات المثيرة سابقا، بإطلاق حرية السفر والسياحة، ثم أوامر عاجلة بعودة الناس إلى منازلهم فورا قبيل عيد الأضحى ما قبل الماضي، فمات وأصيب بشر في حوادث أليمة، ولم يكن للكوفيد أي دور في ذلك..
ثم كان القرار الأعجوبة، عبر فرض جواز التلقيح، الذي قطع الأرزاق وأخرج جماهير غفيرة من المتظاهرين إلى شوارع المدن المغربية للمطالبة بإسقاطه.وكأن كل هذا لا يكفي، ها هي محاكم البلاد تعرف فوضى غير مسبوقة بعد قرار إلزام مرتاديها بالإدلاء بجواز التلقيح، على رأسهم المحامون، بينما تم السماح للقضاة بالولوج من دون شروط، وفق ما يقوله محامون، فكان الأمر شبيها بفيلم سريالي لا نفهم أوله ولا آخره. وسواء في حكومة العثماني أو حكومة أخنوش، يمكن للناس أن يفهموا أي شيء، إلا القرارات الحكومية الغريبة، لأنه لا يعقل أن يصدر قرار حظر تجوال قبل 10 أيام من موعده، ولعدة ساعات فقط، مما سيمنح المحتفلين وقتا كافيا جدا لإعداد العدة لحفلات صاخبة في المنازل والإقامات الخاصة، من دون رقيب ولا حسيب.ن
تمنى لو أن الحكومة تتحلى بالعقل لمرة واحدة فقط. لقد أنهكتنا بقراراتها الغريبة، ليس لأننا لا نريد الامتثال لها، بل لأننا لا نفهمها أصلا.