“رحلت أريج” فغنى الشاعر محمد بلمو “طعنات في ظهر الهوى”

…….
انطفأ قلبي
غار الجرح في جرجي
انغلقت سمائي
اكفهرت روحي
هجر قلبي قلبه
استحال بوحي”…
هي شذرات من بوح ديوانه ” طعنات في ظهر الهواء” ينعي من خلالها الشاعر محمد بلمو رحيل حفيدته أريج.
بوح شاعرنا محمد بلمو، وهو يقرأ بعض من قصائده، في أمسية شاعرية احتضنها أمس فضاء مسرح محمد الخامس،
قلبت مواجعنا ومواجعه في فقد حفيدته أريج، فلم يخجل محمد بلمو ولم يداري دمعته على هذا الفقد وعلى قدره التراجيدي كما وصفه د. محمد الشيكر في تقديمه للديوان.
يضم بلمو الشاعر في ديوانه، مأساته الشخصية وجرحه التراجيدي إلى مآسي العالم، ليجعل منها كيمياء للتغيير وإرادة اللإنعتاق الجمعي، وربيعا مناهضا للرداءة والنتانة، معارضا للقسر والقهر.
الحزن الذي يخيم على ديوان “طعنات في ظهر الهواء”، هو تعبيرا شفيفا ومناجاة لروح حفيدته ” أريج”، والتي خصص نصا أساسيا لمناجاتها يحمل عنوان “عودي أريج كي نرقص “، فيما عبر في نصين آخرين يحملان عنوان “بين قو س وقوس “، و”لا يد .. لي”، عن العجز في القيام بأي شيء من أجل إنقاذ ” أريج “.
طابع الحزن لا يقتصر على معاناة الشاعر بلمو الشخصية، ولكنه مفتوح على معاناة إنسانية، حيث هناك مظاهر الفقر، والظلم والحروب وما تخلفه من مآسي وكوارث وغيرها، والتي تعزز الإحساس بالحزن والغدر الذي يتعرض له الإنسان في عصر يتم التحدث فيه عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ومجموعة من الشعارات التي تبقى فارغة ، مقارنة مع ما يقع من طرف القوى العظمى.
يرمز الهواء عنوان الديون، حسب شاعرنا، من جهة إلى البيئة، باعتباره ضروري للحياة ومع ذلك فالإنسان يطعنه ويغدره من الخلف، وأيضا، إلى الحرية التي تتعرض لمخاطر بسبب اكتساح مظاهر التطرف ورفض الآخر والرأي والاختلاف وحتى التنوع، وفرض نوع من النمطية والرأي الوحيد، وهو ما يهدد الهوية والحرية التي يرمز إليها الهواء في العنوان.
لقاء أمس، كان فرصة تعلن عن انفراج نسبي، سمح باستئناف الأنشطة الثقافية، بعد المنع الذي طالها قرابة عامين بسبب جائحة كوفيد 19، وظهر أن الحضور كان متعطشا لمثل هذه الأمسيات الأدبية والشاعرية.
حفل توقيع ديوان ” طعنات في ظهر الهواء” للشاعر محمد بلمو، نظمته جمعية الفكر التشكيلي الذي أصدرت الديوان ضمن منشوراتها في دجنبر2019، وبتعاون مع مسرح محمد الخامس، وبدعم من المديرية الجهوية لقطاع الثقافة بجهة الرباط سلا القنيطرة.
وقد تضمن اللقاء الذي أسندت مهمة تسييره للإعلامية والشاعرة فتيحة النوحو، قراءة في المجموعة الشعرية من طرف باحث الجماليات د. محمد الشيكر، وقراءات من الديوان بصوت شاعرنا الجميل الصديق محمد بلمو.