![](http://i0.wp.com/basmamag.ma/wp-content/uploads/sadafiyya.jpg?resize=311%2C162&ssl=1)
تعتبر الصدفية من الأمراض الجلدية المزعجة بالنسبة للشخص المصاب، رجلا كان أو امرأة. وتتسبب الصدفية، التي تظهر في شكل بقع حمراء مكسوة بالقشرة على مستوى الأطراف البادية من الجسد، الشيء الذي ينعكس بشكل كبير على وضع المصاب السيكولوجي العام، والذي يمكن أن يعرضه إلى حالة من الاكتئاب.
وحسب نتائج دراسة فإن انعكاسات الآثار الملاحظة للمرض تؤدي في 50 في المائة من الحالات إلى ارتباك شامل في الحياة اليومية للشخص المصاب، كما أوضحت الدراسة أن المرض يؤدي في 50 في المائة من الحالات إلى توتر في العلاقات الاجتماعية للمصاب، كما يؤثر على الحياة المهنية للمصابين في 40 في المائة من الحالات، خاصة بسبب الغياب المتكرر.
ويعاني ما بين 2 إلى 4.6 في المائة من سكان العالم من داء الصدفية (psoriasis)، حسب تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية في 2013. وتعتبر الصدفية من الأمراض المزمنة، وتتخذ أعراضها شكل بقع حمراء تعلوها قشرة حرشفية. وتصيب الصدفية في الغالب البالغين الشباب، غير أن جميع الشرائح العمرية معرضة للإصابة بالمرض. واليوم تتوفرعلاجات ناجعة ضد هذا المرض، والتي أصبحت تستفيد منذ مدة قريبة من التغطية الصحية. ويتزامن تحقيق هذا المكتسب مع تخليد اليوم العالمي للصدفية في 29 أكتوبر الجاري.
وترى البروفيسور فاطمة الزهراء المرنيسي، رئيسة الجمعية المغربية لأمراض الجلد، أن “لمرض الصدفية تداعيات مهمة على الصحة البدنية والسيكولوجية والاجتماعية للأشخاص المصابين به. ففي غياب العلاج يتجه الشخص المصاب إلى الاختباء والانعزال والانطواء على الذات. فبغض النظر عن الأعراض البدنية المزعجة، يؤدي هذا المرض إلى تحطيم الثقة بالنفس، مع كل ما يعنيه ذلك من انعكاسات على الحياة اليومية للشخص المصاب“.
وقد مكنت دراسة أنجزت على الصعيد المغاربي من معرفة نسبة انتشار الصدفية في المغرب والتكفل بها. وخلصت الدراسة إلى أن عدد المغاربة الذين يعانون من هذا المرض يناهز 750 ألف شخص.
كما كشفت هذه الدراسة من ناحية أخرى أن عددا من المصابين لا يخضعون لأي علاج، أو أنهم يلجؤون إلى التداوي الذاتي. ومن تم فإن عدد حالات الصدفية التي يتم تشخيصها من طرف الأطباء تبقى ضعيفة، ولا تتجاوز نسبتها 15 مصابا لكل ألف شخص.
توفر علاجات ناجعة للصدفية
أصبح اليوم بالإمكان معالجة أعراض مرض الصدفية بفعالية ونجاعة بفضل العقاقير المتوفرة والمشمولة بالتغطية الصحية، ويمكن للطبيب المعالج أن يصف العلاج الملائم لكل مريض حسب حالته.
وتتوفر في المغرب علاجات على أساس نظير للفيتامين دي 3 (الذي يحد من توسع التفاضل الخلوي) بالإضافة إلى أحد الكورتيكويدات (المسكنة للإلتهابات). وتتوفر هذه العقاقير تحت أشكال صيدلية مختلفة يمكن وصفها للمصابين، وهي تمكن من إخفاء تام لبقع الصدفية.
من جانب آخر، وبالنظر لحجم انتشارها وآثارها على الصحة العمومية، فإن الصدفية تستفيد اليوم بالمغرب من التغطية الصحية فيما يخص التكفل بالعلاج، الشيء الذي يجدد الأمل لدى المصابين بهذا المرض في إمكانية العيش بشكل أفضل وسط المجتمع. وتتكفل مختلف منظمات الضمان الاجتماعي العمومية والخاصة بالمغرب بالتغطية الصحية لهذا المرض.
وحسب البروفيسور فاطمة الزهراء المرنيسي فإن “هذه التغطية الصحية تأتي في الوقت المناسب، لأن المرض الذي يصيب 750 ألف مغربي لا يتم تشخصه إلا بنسبة 10 في المائة من الحالات“.