
بسمة نسائية/ ثقافة
صور/ زليخة
ثلاث كاتبات باللغة الاسبانية، ثلاث تجارب لمغاربة العالم
في إطار برنامج ” الكتابات النسائية”، نظم مجلس الجالية المغربية بالخارج بشراكة مع معهد “سيرفنتيس”، لقاء ضم ثلاث كاتبات هن:
-مريم المهداتي وليلى قروش وكريمة زيالي وأشرف على تسيير الجلسة محمد لمرابط.
كان اللقاء غنيا، عبرت خلاله كل من الكاتبات الثلاث عن علاقتها بالكتابة ولماذا الكتابة بالإسبانية؟ وطرحت كل واحدة وجهة نظرها ورؤيتها الشخصية ومشاعرها تجاه بلدها الأصلي والبلد الذي تعيش فيه.
وفي كلمته التمهيدية، أشار مدير معهد “سرفانيتس” إلى أن هذه اللقاءات تسمح باكتشاف ومرافقة المواهب الجديدة خلال مسارها الإبداعي وتطورها الفني والأدبي. وقال:” يمكننا اليوم الحديث عن “أدب الهجرة” للجيل الثاني والثالث من الإسبان المغاربة.
من جانبه، أكد رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، ادريس اليزمي، أن اختيار محور “حول فاطمة المرنيسي، كاتبات هنا وهناك”، لم يكن اعتباطيا، بل لأن الأمر يتعلق بهذه الشخصية وحمولتها الرمزية، هذه العالمة التي ارتبط اسمها بالبحث الأكاديمي والدفاع عن حقوق المرأة، إضافة إلى أنها كانت امرأة ذات سخاء لا محدود، واهتمت بجميع القضايا الاجتماعية وتواصلت مع جميع شرائح المجتمع، وكتبت بعدة اللغات.
و” لعل الرائع اليوم هو أن نرى مغاربة العالم يكتبون بجميع لغات العالم”.. وهذا يؤدي إلى توسيع أفق الكتابة والخيال والمخيال. وتمكننا من الانصات لبعضنا البعض والتعرف عن قرب لكل هذه الابداعات الأدبية. لذلك، يجب أن نبدأ في تنفيذ مشروع ضخم لترجمة وترويج كل هذه الأعمال.
بالنسبة للكاتبات الشابات، واللواتي لديهن مسارات مختلفة وخصائص متفردة في كتاباتهن، يختلف تأثيرهن على الجمهور من واحدة إلى أخرى. فمريم مثلا، تعتقد أن لديها قراء مغاربة “يأتون من علاقتي بالمغرب حيث كنت أذهب مع والدي لقضاء العطلة عند أجدادي”.
أما ليلى فتعتقد أن لديها جمهورًا كتالانيًا أكثر، نظرًا لكون كتاباتها باللغة الكتالانية، ولكنها ترغب في ترجمة كتبها القادمة إلى الإسبانية، نظرًا لوجود جمهور مغربي كبير يتحدث الإسبانية. مضيفة أنه ورغم أننا نعتبر مواطنات ومواطنين اسبان، إلا أنه في النهاية، نعود دائمًا إلى أصولنا المغربية”،
أما كريمة، فلها رؤية أخرى، إذ قالت:” نحن نكتب من أجل الكتابة فقط، بغض النظر عن من نحن ومن نكون، فحين تتلقى بالناس عامة ويمكن أن أقول لكم أن لدي شخصيا جمهورا واسعا، لا يسألون من أين أنت؟ ومن أنت؟ بل ما يهمهم هو كتاباتنا. لذلك أن أرى أن الكتابة اليوم هي شأن عالمي وكوني، وأفضل أن يقال عنى “كاتبة وكفى”.
وعن سؤال يتعلق بالتصنيف دائما والذي يرتحن له، قالت مريم إنها لا تحب التصنيفات التي يُطلقها على كتاب الجالية المغربية. بل اعتبرت كل هذه التصنيفات إهانة. مضيفة أن كونك مهاجرًا أو مهاجرة ليس أمرًا سلبيًا”.
أما كريمة فلا تهتم بالتصنيفات التي يطلقونها، لأنه بالنسبة لها، المهم هو الكتابة نفسها.
وتفضل أن يقال عنها “كاتبة وكفى”.
في حين تؤكد ليلى أنها لم تعد تعطي أهمية لهذه التصنيفات، ولكنها تعتبر من الطبيعي أن يُطلق عليها تصنيف الكاتبة المغربية..
جميع تلك التجارب التي عاشتها الكاتبات الثلاثة، قد بنت هويتهن الشخصية وقناعاتهن، وتأثير كل ذلك على كتاباتهن. إذ وكما جاء في النقاش، لا يمكن نسيان أن فن الأدب، فن لا يعرف حدودًا ويكسر العديد من الصور النمطية، مما يمنح الحرية لإظهار أعماق كل فرد..
وفي ختام الحديث عن مصطلح “التصنيف للجالية المغربية في الخارج”، قال رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، ادريس اليزمي، موجها كلامه للكاتبات المدعوات، إن الدستور المغربي يعترف بالانتماء المزدوج. و”نحن حين ندعوكم إلى المغرب، فلأننا نواجه جميعًا تحديا في تناول اشكالية واقع إنساني مرتبط بقضية الهجرة، ونود معرفة كيفية التعامل معها من قبلكن.. وبصيغة أخرى نريد أن نفهم أي تفاعل لديكن بين بلدكن الأصلي وإسبانيا.
مسارات الكاتبات الثلاث:
مريم المهداني:
ولدت في عام 1991 في الرباط، وانتقل والديها للعيش في جزر الكناري (إسبانيا) عندما كانت تبلغ شهرًا فقط. كتابها الأول “سوبرسوريو” (بلاكي بوكس / 2022) يستنكر، من بين أمور أخرى، تداعيات النشاط السياحي الكبير على جزر الكناري والوضع الذي يعانيه سكان الأرخبيل، وخاصة الشباب. في هذا العمل الأول الذي لقي إقبالا كبيرًا، تحكي المؤلفة قصة فتاة مهاجرة تدعى مريم تواجه واقع البطالة القاسي في جزر الكناري.
ليلى قاروش:
ولدت في المغرب وغادرته في سن مبكرة مع والديها للعيش في منطقة برشلونة. ليلى كاروش تعمل كممرضة، واكتشفت شغفها بالكتابة من خلال كتابتها الأولى “من ناظور إلى فيك”، فازت بجائزة فتحت لها أبواب النشر فيما بعد. وألفت كتبًا أخرى مثل “قصص عربية رائعة للأطفال حول العالم”، و “آثار من ناظور”، و “عندما ينفجر إسما”. كتابها الأخير، الذي كتبته باللغة الكاتالانية، يحمل عنوان “أرجو أن يغفر لي الله”، وهو قصة حب مستوحاة من روميو وجولييت. بالإضافة إلى كتاباتها، تلقي ليلى قاروش محاضرات حول الهجرة والنساء المسلمات في الوقت الحاضر والشباب، وفي مواضيع أخرى..
كريمة زيالي:
ولدت في المغرب عام 1986، وانتقلت هي وعائلتها إلى كاتالونيا عندما كانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات. تجيد الريفية والكاتالونية والإسبانية، وحصلت على شهادة في الفلسفة من جامعة برشلونة وانتقلت إلى فالنسيا لمتابعة دراساتها.. حصلت على درجة الماجستير وانتقلت إلى غرناطة لمتابعة دراستها. حصلت على درجة الدكتوراه في دراسات الهجرة من جامعة غرناطة وتنشر بانتظام مقالات ومقابلات في وسائل الإعلام المختلفة. روايتها الأولى بعنوان “صلاة بلا إله” (2023).