عزيزة يحضيه: رابطة كاتبات المغرب أفق ثقافي جديد للمرأة المغربية

خديجة قرشي
بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، نظمت رابطة كاتبات المغرب مؤتمرها الوطني الأول تحت شعار “التنمية الثقافية والمواطنة الحاضنة: إبداع … تواصل … كفاءة”،وذلك خلال أيام 10 و 11 و 12 يناير 2020 بمدينتي الرباط والمحمدية وبمشاركة أزيد من 250 مؤتمرة من مجلس الحكيمات والمجلس الإداري ومن مختلف أقاليم المملكة وبمشاركة عدد من فروع الرابطة من مغربيات العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحضور السيد منير بنصالح، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان والدكتور مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والسيد أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والسيد أبو القاسم الشبري الباحث الأركيولوجي ومدير مركز الدراسات والأبحاث حول التراث المغربي البرتغالي من مدينة الجديدة والعديد من الشخصيات، من المشهد الثقافي والفني والإعلامي.
نُظم حفل افتتاح المؤتمر الوطني لرابطة كاتبات المغرب بمركز الندوات بمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين يوم الجمعة 10 يناير 2019 مساء، حيث أبرزت رئيسة الرابطة الشاعرة عزيزة يحضيه عمر إنجازات الرابطة التي تم إحداثها سنة 2012 وتمكنت مع مرور السنوات من أن تصبح أهم تجمع نسائي بالمغرب منذ الاستقلال، يضم مختلف أشكال التعبيرات من أدب ومسرح وسينما وفن تشكيلي…إلخ
وقالت الشاعرة عزيزة يحضيه عمر إن “الرابطة تهدف إلى رسم أفق جديد للمرأة المغربية ورقيها الثقافي والاجتماعي سيما أن النساء يضطلعن بدور ريادي في التنمية الثقافية للجهات الـ 12 للمملكة” وأشارت إلى أن المؤتمر الوطني الأول يعتبر فرصة “لميلاد أفكار جديدة وللنهوض بثقافة الحب والاحترام والعرفان”.
كما أكدت الشاعرة على أن “المرأة المثقفة بإمكانها تعزيز الأمن والاستقرار داخل المملكة لأنها قادرة على حماية الثغور من خلال الأسرة المغربية ومن خلال تربية الأجيال على ثقافة المواطنة”.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية أكد السيد منير بنصالح الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان خلال الكلمة التي ألقاها نيابة عن رئيسة المجلس، أن الشراكة التي تجمع المجلس برابطة كاتبات المغرب تُعتبر جزء أساسيا من مهامه في النهوض بحقوق الإنسان وتعزيزها، وتأتي كذلك في سياق قناعة المجلس الوطني لحقوق الإنسان بقوة الثقافة في مواجهة ثقافة العنف، ووعيا منه بضرورة دعم حقوق المرأة وتمكينها مجتمعيا وقانونيا وثقافيا.

وقد تميز الحفل بكلمات للشاعرة مليكة العاصمي رئيسة مجلس حكيمات الرابطة، وبديعة الراضي عضو المكتب المركزي، والدكتورة زهور كرّام عن اللجنة التحضيرية المؤسسة للرابطة، وبشرى المومني ممثلة عن فروع مغربيات أوروبا وأمريكا.
ولتسليط الضوء على الرابطة، أهدافها ومختلف المحطات التاريخية التي مرت منها، تم عرض شريط وثائقي من إخراج الأستاذ شعيب بغادي يتضمن شهادات لمجموعة من المثقفين والإعلاميين وحكيمات ونساء الرابطة.
الرابطة تكرم فعاليات ثقافية:
عرف حفل الافتتاح تكريم مجموعة من الأسماء في مجال الثقافة والفن والإبداع عموما، والتي تركت بصمتها في المشهد الثقافي والإعلامي ببلادنا، منها الشاعر محمد بنطلحة وبدر الدين الإدريسي رئيس تحرير جريدة المنتخب والشاعرة خطيبة منديب رئيسة المجلس الإداري للرابطة ورئيسة الرابطة لجهة الدار البيضاء الكبرى سطات ورئيسة رابطة كاتبات المغرب فرع الجديدة، كأنشط فرع من فروع الرابطة والأستاذ محمد السراج الضو عضو مكتب نادي الصحافة بالرباط والمرحومة الدكتورة ثريا لهي حكيمة ورئيسة الرابطة السابقة لجهة طنجة تطوان الحسيمة التي فقدتها الساحة الثقافية مؤخرا ورئيسة “مؤسسة الربوة” الثقافية السيدة خديجة شاكر والباحثة في الثقافة الأمازيغية فاطمة أكناو والدكتورة الباحثة في الأدب الحساني العالية ماء العينين والأستاذة خديجة بوكا الحاصلة على جائزة المغرب للكتاب الشباب 2018 صنف أدب الطفل والأستاذ المخرج شعيب بغادة والكاتبة الشاعرة العصامية أمينة الأنصاري المهتمة بالتراث الشعبي من فرع زاكورة.

وقد أبت السيدة عزيزة يحضيه عمر رئيسة رابطة كاتبات المغرب إلا أن تحتفي بدورها بفريق العمل الذي رافقها خلال مجموعة من المحطات، منها التحضير والإعداد لهذا المؤتمر، حيث تم تكريم عضوات المكتب المركزي السيدة سميرة مصلوحي الكاتبة العامة لرابطة كاتبات المغرب والسيدة خديجة قرشي المسؤولة عن إدارة محتوى موقع الرابطة الإلكتروني والسيدة علية البوعناني أمينة مال الرابطة، إضافة إلى السيدة رئيسة الرابطة، والتي أسست بهذا التكريم لثقافة الاعتراف بالمجهودات التي تبذلها جميع المنخرطات والمنتسبات لرابطة كاتبات المغرب من أجل مغرب ثقافي يفخر بنسائه.
وفي ختام حفل الافتتاح، تمً إعطاء الانطلاقة الرسمية لموقع رابطة كاتبات المغرب باللغة العربية وبلغات العالم الأخرى والذي تم تجديده وصيانته من قبل المهندس حسن مرزوق وتحت إشراف الدكتورة بشرى النية.
وبعد حفل الافتتاح بمدينة الرباط، انطلقت أشغال المؤتمر بالمركز الترفيهي والرياضي – المصباحيات بمدينة المحمدية يومي السبت والأحد 11 و 12 يناير 2020، بتقديم المكتب المركزي لاستقالته وإعلان رئاسة المؤتمر وتكوين اللجان وفق البرنامج المقترح على المؤتمرات. كما تمت مراجعة القانون الأساسي والنظام الداخلي الجديد للرابطة وتحيينهما والتصويت عليهما.
ومن أجل تجويد الفعل الثقافي ومشاركة فعالة للمثقفة المغربية في التنمية المستدامة ببلادنا، عقدت المؤتمرات برئاسة الشاعرة مليكة العاصمي وتحت إشراف حكيمات الرابطة جلسة عمل حول المشروع الثقافي للرابطة، حيث تم تعميق النقاش وبحث سبل تطوير عمل الرابطة من خلال فروعها المنتشرة عبر أنحاء التراب الوطني وفروع الرابطة من مغربيات العالم.

أنشطة موازية لأشغال المؤتمر:
وعلى هامش أشغال المؤتمر، نظمت ورشات تفاعلية همت مجموعة من المجالات واحتضنتها قاعات المركب الرياضي والترفيهي – المصباحيات بالمحمدية، أُطلقت عليها أسماء نساء فقدتهن الرابطة تيمنا بهن وبأعمالهن الثقافية والإبداعية، وتتجلى هذه الورشات في:
1– ورشة الثقافة والإبداع والتربية على المواطنة وحقوق الإنسان، احتضنتها قاعة “زهرة زيراوي” أطرتها الأستاذة الدكتورة فاطمة الشعبي بجامعة ابن زهر بأكادير وعضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان وتابعت أشغالها من حيث التقرير الأستاذة الدكتورة مريم دمنوتي والأستاذة الدكتورة أسماء فخر الدين.
دعت المؤطرة المشاركات إلى التفكير بصوت جماعي في مجموعة من الإشكاليات تتمثل في استحضار الكاتبة والمبدعة المغربية لهاجس المواطنة وحقوق الإنسان أثناء فعل الكتابة ومدى ارتباط الكاتبة بقضايا مجتمعها الراهنة. وأجمعت المشاركات على ضرورة انفتاح المثقفة المغربية على محيطها والتفاعل مع القضايا المجتمعية سيما مسألة الحقوق والواجبات والتربية على المواطنة.
2– ورشة القيادات الثقافية النسائية، احتضنتها قاعة “مليكة نجيب” أطرتها الأستاذة الحكيمة خطيبة منديب وتابعت أشغالها من حيث التقرير الأستاذة الحكيمة إيمان الونطدي وتفاعلت معها مجموعة من المرشدات والمتخصصات في التنمية الذاتية.
ركزت المؤطرة على مفهوم القيادة والصفات الواجب توفرها في القائدة وشروط نجاح القائدة المثقفة ومدى قدرتها على تحمل مسؤولية المنصب والالتزام به. وقد شهدت الورشة تفاعلا كبيرا من قبل مجموعة من المشتغلات في حقل التنمية البشرية.
3- ورشة استراتيجة التواصل ورهانات التنمية، أطرتها الأستاذة المتخصصة في الوساطة الثقافية رانيا الزبيري بقاعة “فاطمة المرنيسي”، وتابعت أشغال الورشة كل من الأستاذة الكاتبة عائشة العلمي رئيسة رابطة كاتبات المغرب فرع سلا والشاعرة نادية متفق رئيسة رابطة كاتبات المغرب فرع آسفي والكاتبة خديجة بوكا الفائزة بجائزة المغرب للكتاب الشباب.
سلطت المؤطرة الضوء على مفهومي التواصل والوساطة الثقافية وكيفية إعداد استراتيجيات للتواصل بهدف تملك مهارات التواصل الجيد والتمكن من تبليغ الرسالة/ الفكرة وجعلها في متناول الجميع بغية تحقيق التعايش الثقافي ودمقرطة الثقافة.
ودعت المؤطرة والمشاركات اللواتي تفاعلن معها إلى التفكير في وضع استراتيجية محكمة لتحديد الأهداف الإعلامية والإعلانية من أجل تسويق المنتوج الثقافي، ومن ثم التأسيس لصناعة ثقافية هدفها تنمية المجتمع وصناعة التغيير.
4– ورشة التكنولوجيا والتنمية المستدامة، أي دور للمثقفة؟ أطرتها الأستاذة الدكتورة زهور كرّام بقاعة “ثريا لهي” وتابعت أشغالها الأستاذة الدكتورة سميرة مصلوحي والطالبة الباحثة سمية الراضي من فرع سلا.
طرحت المؤطرة إشكال التحدي الكبير الذي يجب أن تخوضه المثقفة للمساهمة في التنمية عبر الوسيط التكنولوجي لإحداث التغيير الفعلي للبلاد. ودعت مؤطرة الورشة المشاركات إلى ضرورة الانخراط في مجال التكنولوجيا، على أن يكون هذا الانخراط مشروطا بالعقلانية المنتجة وليس الاستهلاكية لأن الطبقة البرونيتانية (لها علاقة بالانترنيت) أصبحت لها قاعدة لا يستهان بها ولها قوة كبرى في تحديد مصير واتجاهات سير الفرد والأسرة والمجتمع والعالم ككل.
وحثت الدكتورة المشاركات على المساهمة في التنمية عبر الانخراط في ثقافة المبادرة والتسويق لمنتوجاتهن الفكرية والأدبية من خلال التكنولوجيا، ولعل أبرز مثال وخير دليل على مساهمة التكنولوجيا في التنمية هو النموذج الثقافي لرابطة كاتبات المغرب الذي أسس لفعله التواصلي والتشاركي عبر وسائل التواصل الاجتماعي واستطاع الوصول بخطابه إلى المبدعات في جميع ربوع المملكة وخارجها.
وقد خلصت هذه الورشات إلى مجموعة من التوصيات تم الإعلان عنها في ندوة صحفية نظمت بنادي الصحافة بالرباط يوم الأربعاء 22 يناير 2020.
كما قامت السيدة عزيزة يحضيه عمر شاعرة الصحراء التي تم تجديد الثقة فيها رئيسة لرابطة كاتبات المغرب لولاية جديدة للصحافة، بتقديم فريق عملها بالمكتب التنفيذي الجديد، وذلك وفقا للمادة 17 من القانون الأساسي لرابطة كاتبات المغرب.
وبالموازاة مع انعقاد المؤتمر، تم تنظيم عرض للإنتاجات الإبداعية للمؤتمرات من خلال معرضين للكتاب والفنون التشكيلية شاركت فيهما كاتبات وشواعر وفنانات تشكيليات يمثلن مختلف جهات المملكة.
