السعيدية مدينة للحياة… لا للعطلة فقط!

حين يصبح التعليم باباً للأمل والتوازن
بسمة نسائية: رضا جعالي
في كل صيف، تشرق السعيدية كبسمة مغربية على المتوسط. تمتلئ بالألوان، بالحفلات، بأصوات العائلة، وبضحكات الأطفال على الشاطئ. لكن، بعد شهرين فقط، تُطوى هذه البسمة، وتدخل المدينة في صمت يشبه الغياب.
السؤال هنا ليس فقط عن اقتصاد موسمي منهك، بل عن شعور سكان مدينة تُحب الحياة، لكنها تعيشها فقط في فصل قصير. في قلب هذا التفاوت، وُلدت فكرة قادرة على إعادة التوازن: لماذا لا تتحول السعيدية إلى مدينة جامعية، تُعاش فيها المعرفة، والأمل، والازدهار طيلة السنة؟
التعليم ليس قطاعًا تقنيًا فقط، بل هو مسار للارتقاء بالذات والمجتمع. تخيلوا مدينة يتقاطع فيها البحر بالكتب، حيث يعيش طلبة من داخل وخارج المغرب، وتكبر فيهم أحلامهم بين محاضرة وصلاة شكر عند الغروب. سيكون لذلك أثر نفسي واجتماعي كبير على المدينة، وعلى الفتيات والفتيان الذين يبحثون عن بيئة آمنة ومُلهمة لبناء مستقبلهم.
وجود جامعة يعني مجتمعًا نابضًا بالثقافة، بالأنشطة، بالندوات، وحتى بالمبادرات. ستنتعش المقاهي، المكتبات، الإقامات، وكل الأماكن التي تعيش فيها التفاصيل الصغيرة للطلبة. وسيسمح ذلك أيضًا لأهل المدينة بتأجير شققهم طيلة السنة، أو حتى إطلاق مشاريع صغيرة موجهة للطلبة: مطاعم صحية، مراكز دعم نفسي، أنشطة ثقافية…
السعيدية تستحق أن تبتسم طيلة السنة، لا فقط في صيف مزدحم. ويكفي أن نؤمن أن الاستثمار في الطالب المغربي هو استثمار في مستقبل البلاد.