انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
اصواتهن

فاطمة رومات… صوت المغرب في يوغرا

المنتدى الدولي لتكنولوجيا المعلومات في يوغرا يُبرز ريادة مغربية في قضايا السيادة الرقمية وحماية التنوع اللغوي

في أجواء طبعها الانفتاح على تحديات العصر الرقمي والرهانات الثقافية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، أسدل الستار على أشغال المنتدى الدولي السادس عشر لتكنولوجيا المعلومات في يوغرا، والذي احتضنته مدينة خانتي-مانسييسك الروسية ما بين 25 و27 يونيو الجاري، بمشاركة أزيد من 3000 خبير من 45 دولة، من بينها المغرب، ممثلا في الخبيرة الدولية الأستاذة فاطمة رومات..

المنتدى الذي بات تقليدًا سنويًا، شكّل منصة رفيعة لتبادل الرؤى حول مستقبل الرقمنة، الأمن السيبراني، وتأثيرات الذكاء الاصطناعي على المجتمعات، لا سيما الشعوب الأصلية ولغاتها المهددة بالاندثار.

مداخلة مغربية متميزة: فاطمة رومات في صلب النقاش الدولي

حظيت فاطمة رومات، رئيسة المعهد الدولي للبحث العلمي بالمغرب، باهتمام خاص خلال مشاركتها في المؤتمر الدولي السابع حول المعلومات والاتصال في العصر الرقمي، المنعقد ضمن فعاليات المنتدى تحت مظلة اليونسكو.

في مداخلتها التي حملت عنوان “التحول الذي يحدثه الذكاء الاصطناعي في العلوم: مسارات استراتيجية للنظام العلمي الوطني”، شددت رومات على الارتباط الوثيق بين الرقمنة والسيادة اللغوية، معتبرة أن حماية اللغات الأصلية لا يمكن أن تنفصل عن الرهانات التكنولوجية الحديثة.

وأبرزت الباحثة المغربية أن السيادة التكنولوجية لا تتحقق دون سيادة علمية، مدعومة بثقافة بحث علمي قوية، ونظام تعليمي قادر على إنتاج المعرفة وتمويل الابتكار. وأضافت:

“الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون في خدمة الإنسان والهوية، وليس العكس. علينا حماية البيانات التي تُنتج في المؤسسات التربوية والصحية، لأنها تمثل جزءًا من أمننا الوطني.”

تجربة يوغرا: التكنولوجيا في خدمة الذاكرة الثقافية

من جهتها، قدّمت سلطات إقليم يوغرا تجربة نموذجية في توظيف الرقمنة لحماية لغات الشعوب الأصلية (خانتي، مانسي، ونيينتس)، من خلال عدد من المشاريع الريادية، مثل “المخيم الرقمي” و”المدرسة المتنقلة”، التي تُمكّن الأطفال من التعلم بلغتهم الأم داخل بيئتهم الطبيعية، إلى جانب إدراج اللغة المانسية في المناهج التعليمية الفيدرالية، وإطلاق أرشيف رقمي للفولكلور المحلي.

هذه المبادرات، التي تم استعراضها خلال جلسة عمل جمعت فاطمة رومات بوفد رسمي من حكومة يوغرا برئاسة نائبة الحاكمة يلينا ماير، حظيت بتقدير دولي، واعتُبرت نموذجًا للتكامل بين التكنولوجيا والسياسات الثقافية.

تعزيز التعاون المغربي الروسي في الذكاء الاصطناعي

في تصريح عقب انتهاء المنتدى، أعربت نائبة حاكم يوغرا عن رغبة الإقليم في تطوير شراكات استراتيجية مع المغرب، خصوصًا في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعليم وحماية التراث اللامادي، داعية إلى تبادل التجارب وتوسيع آفاق التعاون الثنائي، لا سيما ضمن مبادرات اليونسكو المرتبطة بـ”المعلومات للجميع”.

رسالة المنتدى: التكنولوجيا في خدمة الإنسان

أجمع المشاركون على أن منتدى يوغرا لهذا العام مثّل لحظة مفصلية في النقاش العالمي حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، حيث تم التأكيد على أن الابتكار لا يكون حقيقيًا إلا إذا خدم كرامة الإنسان وحافظ على تنوعه الثقافي واللغوي.

ويبدو أن الحضور المغربي، ممثلاً في الخبيرة فاطمة رومات، قد أضفى على النقاش بُعدًا استراتيجيًا، من خلال ربطه بين العلم والسيادة، وبين التعليم والابتكار، في رؤية تُعيد الاعتبار للمعرفة كرافعة للتنمية والتمكين الثقافي.

 

 

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا