بين أصوات الأمواج وعبق الأرض، وُلدت كوثر صادق في مدينة أكادير، شبت في كنف بيئة موسيقية غنية بالإلهام. تشبعت منذ نعومة أظافرها، بحب الموسيقى والغناء، وهو الشغف الذي ورثته عن والدها، ليصبح جزءًا لا يتجزأ من كيانها وهويتها الفنية.
عند بلوغها سن 19 عامًا، انتقلت إلى الرباط لدراسة مجال مضيفة الطيران، ثم استقرت في الدار البيضاء حيث خاضت غمار الحياة المهنية، إلا أن نداء الفن كان أقوى، فاختارت أن تتبع شغفها وتتفرغ بالكامل لمسيرتها الموسيقية.
كوثر، ذات الجذور الأمازيغية، دخلت عالم الأضواء من خلال مشاركتها في برنامج المواهب “ستوديو 2M” سنة 2013، حيث أبهرت الجمهور بأدائها المتميز وتُوجت باللقب بتصويت جماهيري واسع. وفي سنة 2014، أطلقت أول أغنية منفردة لها بعنوان “حتى أنا بعيوبي”، في تعاون فني مع الفنانين يونس ميكري ومحمود ميكري،لتبدأ في رسم معالم مسيرتها الفنية. أما في 2015، فكان لقاؤها بالمُنتج الموسيقي Mister ID محطة مفصلية في مسيرتها، حيث شكّل هذا التعاون انطلاقة قوية، خاصة بعد النجاح الكبير لأغنيتهما “صلاة على نبينا”.
بصوتها العابر للحدود وإحساسها العميق، تتقن كوثر أداء أنماط موسيقية متنوعة، تتراوح بين قوة الروك، وإيقاع الراب، ودفء الأغنية العربية والأمازيغية، وسحر الفن الكناوي، وروح موسيقىFusion. وبعد سنوات من التميز في الموسيقى الإلكترونية، قررت خوض تحدٍّ جديد، مزجت فيه بين الغناء وعمل الـDJ، مستلهمة الفكرة من تعاوناتها المتعددة مع منسقي الموسيقى الإلكترونية ومشاركتها في مشاريع موسيقية عالمية.
ورغم مرورها من فترة عصيبة، إذ فقدت شقيقها ثم والدها في فترة قصيرة، ما دفعها إلى الابتعاد عن الأضواء لبعض الوقت، إلا أن قوة شغفها بالموسيقى كانت ملاذها ودافعها للعودة من جديد. وبعد سنوات من العطاء على خشبات المهرجانات والإقامات الفنية، استطاعت كوثر صادق أن تُثري تجربتها، وتصقل شخصيتها الفنية، لتترك بصمتها في المشهد الموسيقي المغربي بتميز لا يُضاهى.
شاركت في مجموعة من أبرز المهرجانات، منها “تيميتار”، “تاراغالت”، “موغا”، بالإضافة إلى مشاركتها في “موندياليتو 2023”. ومن بين أعمالها البارزة، وكما سبق الذكر: “حتى أنا بعيوبي”، “صلاة على نبينا”،بالإضافة ل “يا قلبي”، “عمري”، “وايدلال”، “مانتريت”، وغيرها. كوثر تستعد لإصدار أغنية جديدة بعنوان “Here for you ” ، في 14 من فبراير بشراكة مع الفنانين Mayzeو Faria .
بموهبتها الفريدة، وإصرارها على التجديد، وابتسامتها الدائمة التي تخفي وراءها شخصية قوية وعزيمة لا تلين، تواصل كوثر صادق رسم ملامح تجربتها الموسيقية بطابعها الخاص. تستلهم رؤيتها من التنوع الموسيقي الذي أتقنته، وتسعى إلى استكشاف آفاق جديدة من خلال إصداراتها الجريئة وعروضها الحية، لترسّخ اسمها كواحدة من الأصوات الصاعدة الأكثر تأثيرًا في الساحة الفنية المغربية والعالمية. وكما تقول دائمًا: “الموسيقى لكوثر، وكوثر للموسيقى… من غيرها ماكاينش حياة “.
