أخيرا اليونيسكو تعترف بفن كناوة كتراث عالمي

في اجتماع بوغوطا عاصمة كولومبيا، المنعقد في إطار الدورة 14 للجنة الحكومية الدولية لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، التي انعقدت يوم أمس الخميس، انتزع المغرب أخيرا الاعتراف بفن كناوة كتراث عالمي.
الخبر أعلنت عنه مباشرة، نائلة التازي منتجة مهرجان كناوة وموسيقى العالم والرئيسة المنتدبة لجمعية “يرما كناوة للحفاظ والنهوض بفن كناوة”، إذ كانت أول من أعلن عن ذلك، عبر تغريدة اقتسمتها مع محبي وعشاق هذا الفن التراثي المغربي، وعبرت في تدوينتها عن سعادتها بتسجيل فن الكناوة ضمن التراث الثقافي اللامادي للإنسانية، من قبل اليونيسكو. وتأكد الخبر يومه الجمعة، عبر بلاغ عممته وزارة الثقافة والشباب والرياضة (قطاع الثقافة)، جاء فيه، أن تسجيل فن كناوة كتراث عالمي، من قبل اليونسكو، سيشكل لبنة أساسية في المشروع الوطني للمحافظة على التراث الثقافي غير المادي، وسيساهم في إشعاعه على المستويين الوطني والدولي..
وأضافت الوزارة في بلاغها أن هذا الانجاز الهام للثقافة المغربية، يأتي بعد يوم واحد من تسجيل المعارف والمهارات والتقاليد والممارسات المرتبطة بالنخلة ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، وذلك في إطار ملف مشترك مع مجموعة من الدول العربية.
وتم تسجيل فن كناوة كتراث إنساني ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، وذلك خلال اجتماعات الدورة 14 للجنة الحكومية الدولية لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي لليونسكو .
وأوضح البلاغ أن اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي اللامادي اقتنعت بجدية وجودة الملف المغربي الذي أعده خبراء قطاع الثقافة، والذي أبرز الخصائص التاريخية والفنية والاجتماعية المميزة لهذا الفن.
كما أبرز الملف -يضيف البلاغ – الجهود المبذولة للتعريف به والمحافظة عليه وتثمينه وضمان نقله للأجيال الصاعدة، وذلك انسجاما مع التزامات المغرب في إطار هذه الاتفاقية التي صادقت عليها المملكة منذ عام 2006.
يشار الى أن فرقة موسيقية تراثية موفدة من قبل وزارة الثقافة والشباب والرياضة ، قامت بتقديم فقرات من فن كناوة في قاعة الاجتماعات مباشرة بعد الإعلان عن التسجيل، مما سمح لممثلي وفود الدول الحاضرة بالوقوف على نغماتها وآلاتها الموسيقية وطريقة لباس”الكناويين”، التي تحيل كلها على الجذور الإفريقية لهذا النوع من الموسيقى الروحية والفنية المغربية.
ويشكل الاعتراف، بفن كناوة، كتراث ثقافي غير المادي ضمن فنون عالمية أخرى، ركيزة مهمة في الحفاظ على التنوع والتراث الثقافي في عصر العولمة المتزايدة، حيث يساعد فهم التراث الثقافي غير المادي للمجتمعات المحلية المختلفة، على الحوار بين الثقافات ويشجع على الاحترام المتبادل لطريقة عيش الآخر. ويعتبر الحفاظ على التراث غير المادي حماية للهويات الثقافية، وبالتالي التنوع الثقافي للبشرية.
ويشمل التراث غير المادي على سبيل المثال لا الحصر المهرجانات التقليدية والتقاليد الشفهية والملاحم، والعادات، وأساليب المعيشة، والحرف التقليدية، وما إلى ذلك. فقد أصبح واحداً من أولويات اليونسكو في المجال الثقافي.