انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

“أمهات متوازيات” فيلم  بيدرو ألدوموفار وبينيلوب كروز عن الأمومة وأشياء أخرى..

بسمة/ خاص

امرأتان “جانيس” و”آنا”، تلتقيان صدفة، تتقاسمان الغرفة نفسها بإحدى مستشفيات الولادة.

تبدو جانيس فرحة بحملها، تعتريها سعادة عامرة  وهي تلد رغم وجع اللحظة، بينما العكس بالنسبة للمراهقة آنا، التي تشعر بالحزن والألم والندم من حمل غير مرغوب فيه.

تتقرب جانيس من آنا وتحاول رفع معنوياتها وتنشئ بينهما علاقة وثيقة و متشابكة، تتعقد بمحض الصدفة، ويربط بينهما القدر بشكل غريب، وتتطور العلاقة بينها من صداقة إلى علاقة حب وغيرة غير مفهومة.

هذه بعض ملامح فيلم “أمهات متوازيات” الذي افتتحت به أسابيع الفيلم الأوروبي، ، بسينما النهضة بالرباط، أمس الاثنين.

اسمان يشكلان قطب السينما الاسبانية، المخرج بيدرو المودوفار الوجه البارز في النهضة الفنية الاسبانية والنجمة الرائعة بينيلوب كروز، كانا كافيان للإقبال الكبير على هذا الفيلم ترجم بالصف الطويل الذي أثث مدخل السينما، وصدمة الجمهور بصعوبة اقتناء تذكرة بعد أن أغلق الشباك ونفاذ التذاكر ساعة واحدة عن فتحه. واعتبر محظوظا كل من تمكن من أخذ مكانه داخل القاعة ومشاهدة الفيلم، أو حضي بدعوة من الجهة المنظمة.

الفيلم الذي تمحور حول تيمة الأمومة، والأمهات العازبات، والصدف المبالغ فيها أحيانا، مع خلفية عن الحرب الأهلية الاسبانية، جمع بيدرو ألدوموفار وبينيلوب كروز للمرة السابعة…

وجسدت فيه كروز دور جانيس (في لفتة إلى المغنية جانيس جوبلين)، وهي مصورة أربعينية تحمل من صديق متزوج هو عالم آثار وعدها بالعثور على رفات والد جدها الذي فقد أثره في بداية الحرب الإسبانية الأهلية في مسقط رأسه. وحصلت كروز عن دورها في هذا الفيلم على جائزة التمثيل في مهرجان البندقية الأخير.

كل هذه العناصر تجعل منه فيلم يغري بالمشاهدة، لكن، وإن ظل بيدرو المودوفار، في هذا الفيلم، وفيا للدراما النسائية، وركز  كعادته على النساء لأنه وكما عبر عن ذلك في أكثر من مناسبة، يعتبر أن عالم الأنثى أكثر متعة ومحيرا أكثر من عالم الذكور، فإن فيلمه  “أمهات متوازيات”، لم يكن بنفس قوة أعماله التي بصمت تاريخ السينما  الاسبانية والعالمية، وناصرت بشكل أو بآخر قضية المرأة.

ففيلم ” أمهات متوازيات”، جاء بعيدا عن قوة وعمق إبداعاته السابقة نذكر منها (نساء على حافة انهيار عصبي) عام 1987 و(زهرة سرّي) عام 1995.  وفيلم (كل شيء عن والدتي) الذي اعتبره البعض أفضل أعماله على الإطلاق، و فاز الفيلم  بأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.

وأيضا “تحدث معها” الفيلم الاسباني الوحيد الذي دخل قائمة أفضل 100 فيلم في القرن، والذي كانت لنا فرصة مشاهدته بمسرح محمد الخامس سنة 2002، في إطار أيام الفيلم الأوربي بالمغرب، ولا زالت الذاكرة تحتفظ بالكثير من اللقطات والمشاهد المؤثرة والقوية التي طبعت هذا الفيلم الرائع.

افتقدنا في فيلم “أمهات متوازيات”، ذاك الإحساس الجميل بالغموض والعمق الذي يميز السينما الإسبانية وأفلام ألمودوفار، البعيدة عن النمطية السائدة. فجاء سرد الحكاية هذه المرة، مباشرا نوعا ما، وخاليا من عنصر التشويق والإثارة. وإن كانت الفرجة حاضرة، والأداء جميل…

النقاد من جهتهم اعتبروا فيلم “أمهات متوازيات”، من الأعمال الدرامية المرحة،  يوفر العديد من المسرات لعشاق ألمودوفار، من بينها توجيههم إلى بيئته المألوفة المريحة.

إذ يحمل ألمودوفار المشاهد إلى تلك الشقق الأنيقة ومقاهي الأرصفة في مدريد المشمسة، حيث تدور أحداث الفيلم بين عامي 2016 و2018، إلى جانب الأثاث والملابس الأنيقة. كما يسمع المتابعون موسيقى الأوركسترا الخافتة لألبرتو إغليسياس بينما تتقلب الحبكة وتضيق.

ووصف مدير مهرجان فينيسيا ألبرتو باربيرا الفيلم بأنه “لوحة مكثفة وملموسة لامرأتين تواجهان مشاغل الأمومة وسط تقلبات ومنعطفات لا يمكن التنبؤ بها، وأيضا للتضامن النسوي ولحياة تُعاش بحرية ودون نفاق”.

على أي استعدنا مع عرض فيلم ” أمهات متوازيات”، متعة المشاهدة السينمائية العالمية، وأجواء الفرجة وعودة الحياة إلى صالات السينما  التي افتقدناها مع أزمة الوباء.

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا