يبدو أن الدورة الثانية والعشرين من مهرجان مراكش الدولي للفيلم ستشهد لحظة سينمائية استثنائية لعشاق الفن السابع في العالم العربي والعالمي. فبرمجة فيلم “الست” تُعد من أبرز الأحداث المنتظرة، حيث يُقدّم العرض العالمي الأول للعمل الذي يعيد الجمهور إلى سيرة كوكب الشرق أم كلثوم، الصوت الذي تجاوز حدود الزمن والمكان.
الفيلم، الذي يخرجه مروان حامد ويؤلفه أحمد مراد، يتتبع رحلة كوكب الشرق منذ طفولتها في المنصورة وصولًا إلى انتقالها إلى القاهرة سنة 1923، حيث بدأت مسيرتها الأسطورية التي خلدت فيها أكثر من 300 أغنية ما زالت جزءًا من الذاكرة الفنية العربية.
وتجسّد النجمة منى زكي شخصية أم كلثوم في واحد من أكثر أدوارها جرأة، ضمن إنتاج ضخم يجمع بين شركات مصرية رائدة مثل سينرجي فيلمز وفيلم كلينك، وصندوق الاستثمار السينمائي السعودي بيغ تايم. ويشارك في العمل عدد من أبرز الممثلين من بينهم سيد رجب وأحمد خالد صالح، مع ظهور خاص لنجوم كأحمد حلمي ونيللي كريم.
وتأتي أهمية هذا العمل من المكانة الاستثنائية لأم كلثوم، التي لم تكن مجرد صوت غنائي، بل رمزًا ثقافيًا وسياسيًا، ويكفي أنها الفنانة العربية الوحيدة المدرجة ضمن قائمة مجلة “رولينغ ستون” لأعظم 200 مطرب في التاريخ.
ومن المتوقع أن يفتح فيلم “الست” نقاشات حول دور السينما في توثيق الذاكرة الجماعية واستعادة أثر فنانة لعبت دورًا مهمًا في دعم القضايا الوطنية، خاصة عقب حرب 1967 حيث تبرعت بعائدات جولاتها الغنائية للمجهود الحربي.
ورغم عدم إعلان التاريخ الدقيق لعرضه داخل مهرجان مراكش حتى الآن، يؤكد الترقب الكبير أن “الست” ليس مجرد فيلم يُعرض، بل حدث فني يُستعاد فيه صوت غاب ولم يغب، وذاكرة ما زالت تنبض على إيقاع السينما.
وكانت برمجة “الست” بمهرجان مراكش، قد خلف جدلا وسط المهتمين بالفن والسينما المصرية، معتبرين أن هذه الخطوة تطرح العديد من التساؤلات حول سبب عدم عرضه ولو لمرة واحدة في إحدى التظاهرات المصرية الكبرى قبل التفكير في عرضه بمهرجان مراكش الدولي، خاصة أن العمل يمثل إنتاجا ضخما يقدم معالجة درامية جديدة لشخصية كوكب الشرق أم كلثوم.
ولم يقدم صناع الفيلم المثير للجدل أي توضيح بخصوص الموضوع لحدود الساعة، رغم توالي التدوينات والبيانات من قبل نقاد سينمائيين مصريين، الشيء الذي لم يتقبله البعض. في حين اعتبر البعض الآخر أن عرض ” الست” في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش هي خطوة عادية، بل جيدة لتمنح الفيلم حضورا دوليا أقوى.
