انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
اصواتهنحديث بسمة

من الشيلي إلى المغرب… أين اسم المرنيسي؟

حديث بسمة/ عزيزة حلاق

في الشيلي، تحيا الثقافة المغربية داخل مكتبة فاطمة المرنيسي.

( الصورة توثق لحظة افتتاح مكتبة فاطمة المرنيسي بالشيلي، بحضور سفيرة المغرب كنزة الغالي).

جميلٌ أن نسمع أنّ في أقصى أميركا اللاتينية، في الشيلي تحديدًا، مكتبةً تحمل اسم المفكّرة والعالمة السوسيولوجية المغربية فاطمة المرنيسي.

اسمٌ يختصر مسارًا من النضال الثقافي والفكري، ويذكّر بالعقل النسوي العربي الذي رفع راية الفكر الحر والمعرفة في وجه السائد والمتجمّد.

لكن هذا الخبر، بكل ما يحمله من فخرٍ رمزي، يوقظ فينا سؤالًا موجعًا: أين هو اسم فاطمة المرنيسي في وطنها؟

سؤالٌ ظلّ عالقًا منذ الإعلان عن افتتاح هذه المكتبة في نونبر 2023، وأعادته إلى الواجهة بحرقةٍ على صفحتها الرسمية الأستاذة أسماء لمرابط.

هل نجد مكتبةً عامة تحمل اسمها؟ مدرسةً أو مدرّجًا جامعيًا يخلّد فكرها؟ شارعًا يذكّر المارّة بأنّ امرأةً من هذا البلد غيّرت وجه الفكر العربي وفتحت نوافذ الحوار بين الشرق والغرب؟

في الشيلي أدركوا قيمتها فكرّموها بما يليق بالمثقفين الكبار، أما هنا، فما زال اسمها غائبًا عن واجهات مؤسساتنا، كأنّ الفكر الحرّ لا يستحقّ لافتةً أو لوحةً تذكارية.

تكريم فاطمة المرنيسي ليس واجبًا رمزيًا فحسب، بل هو استثمار في الذاكرة العلمية الوطنية، وتذكيرٌ للأجيال بأنّ المغرب أنجب امرأةً سبقت زمانها، وواجهت بفكرها وبصيرتها جدران الصمت والتقليد.

لقد كرّست هذه السيدة فكرها للدفاع عن حرية المرأة وكرامتها، وعن قراءةٍ عقلانية للتراث الإسلامي، وجعلت من القلم سلاحًا في وجه كل أشكال الإقصاء.

مكتبة فاطمة المرنيسي، كانت قد افتُتحت كما ذكرنا، في نونبر سنة 2023 في الشيلي، غير أن التدوينة الحديثة للأستاذة أسماء المرابط أعادت الخبر إلى الواجهة، في هذا الشهر بالذات، ونحن على مشارف الذكرى العاشرة لرحيلها (30 نونبر 2015)، ويبدو التذكير بهذه الالتفاتة الرمزية القادمة من أقصى أميركا اللاتينية وكأنها تذكيرٌ بأن الفكر لا تحدّه الجغرافيا، وأن العقول التي أنارت دروب المعرفة تبقى حاضرة في الذاكرة الإنسانية، حتى حين يغيب التكريم في الوطن.

فليكن هذا التكريم القادم من الشيلي، دعوةً لإعادة الاعتبار لفكرها بيننا.

ولعلّ جامعةً مغربية أو جماعةً محلية تلتقط الإشارة، وتمنح اسمها للمكان الذي يليق بها: فضاءٌ للقراءة، للحوار، وللجرأة الفكرية التي آمنت بها حتى آخر لحظة.

*هناك من علق على تدوينة ذ. المرابط، وأشار إلى وجود قاعة باسم فاطمة المرنيسي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية مخصصة للاجتماعات، وحتى إن وُجدت، فهي تظل مساحة محدودة داخل حرم جامعي، لا يعرفها إلا قلة من الطلبة والأساتذة، ولا ترقى إلى تخليد اسم مفكرة بحجم فاطمة المرنيسي بما يوازي إشعاعها الفكري والثقافي داخل المغرب وخارجه.

 

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا