آمنة بوعياش.. تتويج دولي جديد في مدريد

تتويج بوعياش في مدريد اعتراف بريادتها الحقوقية
مرة أخرى، تثبت آمنة بوعياش مكانتها كواحدة من أبرز الوجوه الحقوقية في العالم العربي، من خلال تتويج عالمي جديد يُكرّس مسارًا طويلًا من النضال الهادئ والمستمر من أجل الكرامة الإنسانية والعدالة والديموقراطية الحقيقية.
فقد تُوّجت السيدة آمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان ورئيسة التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان (GANHRI)، بـ وسام الاستحقاق المهني لعام 2025 في مدريد، خلال المؤتمر الدولي الثامن لحقوق الإنسان والحق الانتخابي، المنظم من قبل جامعة الملك خوان كارلوس وأكاديمية ليدر للتكوين المتقدم، بشراكة مع جامعات أوروبية وهيئات قضائية دولية.
ويأتي هذا التتويج الجديد ليُضاف إلى سلسلة من الاعترافات الدولية السابقة التي حصلت عليها بوعياش، تقديراً لمسارها الطويل في الدفاع عن حقوق الإنسان والمساواة والعدالة، سواء على المستوى الوطني من خلال المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أو الدولي بصفتها رئيسة للتحالف العالمي.
ويُعتبر “وسام الاستحقاق المهني” من أرفع الأوسمة الأكاديمية الدولية، إذ يُمنح من طرف نخبة من الأساتذة والخبراء والقضاة تكريماً لمسارات مهنية متميزة في خدمة القيم الإنسانية. وقد سبق أن ناله شخصيات حقوقية بارزة مثل روبرتو دي كالداس، الرئيس الأسبق للمحكمة الأمريكية لحقوق الإنسان، وراكيل كاباييرو من السلفادور.
في كلمتها عن بُعد خلال الجلسة الختامية للمؤتمر، عبّرت بوعياش عن اعتزازها بهذا التقدير، معتبرة أن الوسام “تكريم لكل المدافعات والمدافعين عن الكرامة الإنسانية عبر العالم”، مؤكدة أن الديمقراطية الحقيقية لا تُختزل في لحظة التصويت، بل هي “مسار دائم تُبنى فيه السياسات على أسس حقوقية ومشاركة مواطنة متواصلة”.
وخلال لقاء جمع نخبة من الخبراء، تناولت بوعياش التحولات التي تعرفها المجتمعات المعاصرة، مشيرة إلى أن الشباب باتوا يعبرون عن مطالبهم خارج الأطر التقليدية للأحزاب والنقابات، عبر المنصات الرقمية وحملات التعبئة الذاتية، ما يعكس تراجع الثقة في القنوات القديمة وبروز فضاءات جديدة للمشاركة.
كما حذّرت من تأثير الذكاء الاصطناعي على النظم الانتخابية، داعية إلى أن يكون الابتكار وسيلة لتعزيز المشاركة والمواطنة لا مجرد تطور تقني. وختمت بالتأكيد على الدور الحيوي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في مواكبة التحولات الرقمية والاجتماعية وصون الحقوق في زمن التغيير السريع.


