انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
اصواتهن

ناتالي غافارينو.. وجه العدالة الذي لا يخاف وجوه السلطة

ناتالي غافارينو.. حين ارتدت العدالة وجه امرأة

 

في فرنسا، حيث تهتز الحكومات وتتعاقب الأزمات، بقي القضاء وحده يحتفظ بهيبته… إلى أن ظهرت امرأة جعلت هذه الهيبة تتكلم بصوتٍ مختلف.

إنها القاضية “ناتالي غافارينو”، التي هزّ اسمها المشهد السياسي والإعلامي الفرنسي بعدما أصدرت حكمًا تاريخيًا بحق الرئيس الأسبق “نيكولا ساركوزي”، قضت فيه بسجنه خمس سنوات نافذة وغرامة مالية قدرها مئة ألف يورو، مع حرمانه من حقوقه المدنية.

حكمٌ غير مسبوق في تاريخ الجمهورية الخامسة، فتح نقاشًا واسعًا حول سلطة القضاء واستقلاله، وحول صورة المرأة حين تتولى ميزان العدالة في وجه السلطة.

حكم اعتبر صرخة في وجه فكرةٍ قديمة تقول إن السلطة لا تُدان.

منذ تلك اللحظة، تغيّر وجه العدالة في فرنسا، وصار اسم “غافارينو” يُذكر باعتباره مرادفًا للصرامة والضمير الحي، وللشجاعة التي لا تحتاج إلى ضجيج.

القاضية “ناتالي غافارينو”، التي لم تكن تبحث عن الأضواء، وجدت نفسها اليوم في قلبها، بعدما وقّعت باسم العدالة واحدًا من أكثر الأحكام جرأة في تاريخ الجمهورية الخامسة.

تدرّجت بهدوء، من قاضية في “بلفور” إلى رئيسة المحكمة القضائية في باريس، بخطواتٍ لا تعرف الاستعراض، لكنها تعرف الطريق المستقيم.

عرفت عنها زميلاتها وزملاؤها الانضباط والدقة والحياد التام، وابتعادها عن أي انتماء نقابي أو سياسي.

لم تكن تبحث عن صدام مع السلطة، بل عن تطبيق القانون بوجهها الصافي، دون وسائط ولا مجاملات.

وقبل ساركوزي، كانت لها بصمة واضحة في محاكمة رئيس الوزراء الأسبق “فرانسوا فيون” سنة 2020، في قضايا فساد شغلت الرأي العام الفرنسي. يومها، أثبتت أنها لا تُساوم حين يتعلق الأمر بالنزاهة، وأن العدالة بالنسبة إليها ليست سلطة فوق الناس، بل درعًا يحميهم من تسلّط الأقوياء.

اليوم، تُكتب سيرة ناتالي غافارينو، كفصلٍ مضيء في تاريخ القضاء الفرنسي، وكعلامة فارقة في حضور النساء داخل مفاصل القرار القضائي.

فهي لا تمثل فقط قاضية شجاعة أصدرت حكمًا جريئًا، بل تجسد أيضًا صورة المرأة التي لا تخشى مواجهة التاريخ والسلطة، وتؤمن أن هيبة العدالة لا تُقاس بحجم المتهم، بل بضمير القاضي.

 

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا