بقلم: نهى الخطيب
حقيقةً، أجدني دائمًا أتهرّب من الحديث عن التعليم، لأنه أنهكني لسنوات طويلة، وأخذ مني أجمل أيام عمري في الكدّ والعطاء والاجتهاد، مقابل أجرة تبقى زاهدة مهما كبر رقمها.
اليوم يخرج السيد الوزير ليقول إن المردودية ضعيفة مقارنة بما يُصرف على القطاع.
اسمح لي، معالي الوزير، أن أشرح لك لماذا هي ضعيفة:
- غياب رؤية واضحة: الاختلالات البنيوية وتغيّر السياسات التعليمية بتغيّر الوزراء، جعلت التعليم رهينة الحسابات السياسية والحزبية بدل أن يخدم المتعلم والمنظومة.
- الحكامة المرتبكة: الوزارة مازالت تتأرجح بين إرادة إصلاح المدرسة العمومية أو تكريس أزمتها لفائدة القطاع الخاص.
- مناهج عاجزة: طرق التدريس لا تواكب حاجيات المتعلمين، خاصة في الوسط القروي.
- بنية تحتية هشة: مازالت مؤسسات تفتقر إلى أبسط الوسائل، والأساتذة هم من يشترون الأدوات لتأمين الدروس. أما الاكتظاظ والأقسام المشتركة فحدث ولا حرج.
- ضعف التكوين الرقمي: التكنولوجيا التعليمية تُترك لاجتهاد الأستاذ الفردي، في غياب تكوين حقيقي ودعم فعلي.
- نقص التمويل: الدولة مازالت تتعامل مع التعليم كقطاع غير منتج، في حين أن الاستثمار فيه هو استثمار في مستقبل البلد.
وما خفي كان أعظم.
فكيف، بعد كل هذا، تُطالبون الأستاذ وحده أن يصنع مدرسة عمومية قادرة على رفع رهان التطور؟
ولا طاحت المدرسة… علّقوا الأستاذ!