انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
رأيهم

قمة الدوحة بين إدانة العدوان .. واستجداء السلام

بقلم: جليل طليمات

بعثت أمريكا واسرائيل رسالتين لقمة الدوحة قبل انعقادها، وتزامنا مع انطلاق اشغالها: فعشية القمة زار وزير خارجية أمريكا حائط البراق مشاركا نتانياهو في أداء الطقوس الحدادية على خراب هيكل سليمان، وتزامنا مع افتتاح أشغال القمة قام نتاياهو باقتحام القصور الأموية بقرب المسجد الأقصى، وفي نفس الوقت كانت جحافل جيشه تواصل سفك دماء الغزيين ونسف ما تبقى من أبراج وبنايات.

انطلقت القمة بكلمة أمير قطر، عبأ فيها أشد مفردات الإدانة لما ما قامت به دولة الاحتلال من اعتداء أهوج على سيادة قطر وعلى الوفد الفلسطيني المفاوض، لتليها وعلى نفس المنوال كلمات القادة العرب والمسلمين إلى حد أن الرئيس اللبناني اعتذر من امير قطر “عن تكرار مفردات الإدانة التي باتت تثير السأم في نفوس شعوبنا “.

وفي الوقت الذي أعلن فيه نتانياهو، بغطرسة، عن ” إيمانه بدولة إسرائيل الكبرى كوعد إلهي”، وعن رفضه بدعم من حليفه الأمريكي، قيام دولة فلسطينية على قاعدة مبادرة السلام العربية لسنة 2002 حول ” حل الدولتين”, جاءت كلمات القادة العرب لتجدد تمسكها بهذه المبادرة التي دفنها الكيان الصهيوني منذ السنوات الأولى لميلادها، وذلك في تجاهل تام أن إسرائيل لا تريد “سلاما مقابل الأرض” بل استسلاما، وتطبيعا يفتح في وجهها كل العواصم العربية والإسلامية، ومع ذلك يعلنون انهم جاهزون للسلام على أساس المبادرة العربية.”

إن حرب الإبادة الجارية في غزة، والعدوان على لبنان وسيادته، وعلى سوريا واليمن وغيرها من الجرائم الصهيونية في كل أرض فلسطين، تجعل من خطاب الرغبة في ” السلام من طرف واحد ” بلاهة” سياسية وغباء استراتيجيا في إدارة معركة السيادة و كرامة الشعوب العربية والاسلامية التي ما انفكت تسائل حكامها بحرقة وبمشاعر   “الحكرة” : أين جيوشنا ؟ أين ثرواتنا الضخمة ؟ لماذا غياب استراتيجية دفاع عربي موحد ؟ لماذا التطبيع والكيان الصهيوني ينتقم يوميا “للدم اليهودي” من دم الضحية الفلسطيني؟..

نعم، لقد دعت الفقرة 15 من بيان القمة إلى مراجعة العلاقات العربية والإسلامية مع دولة الاحتلال، لكنها تركت الباب مفتوحا لاتخاذ قرار تجميد تلك العلاقات في مختلف المجالات   كقرار سيادي خاص بكل دولة، بمعنى انه تم الالتفاف على مطلب شعبي عام وعارم بقطع تلك العلاقات كوسيلة من وسائل الضغط لوقف حرب الإبادة والتجويع في غزة.

ولعله من المحزن أن تغيب كلمة مقاومة في جل تلك الكلمات والعبارات المسكوكة للقادة العرب والمسلمين، ما يطرح أسئلة مفصلية في أي حديث عن السلام وعن دولة فلسطينية مستقلة على أساس ” السلام مقابل الأرض” منها: هل حقق شعب في التاريخ تحرره دون شكل من أشكال المقاومة الشعبية منها والمسلحة؟  أليست الاستجابة للمطلب الأمريكي الاسرائيلي بتجريد المقاومة في لبنان من سلاحها، ودعوة رئيس السلطة الفلسطينية الشكلية إلى ” دولة فلسطينية بلا سلاح” ما يفسر تعنت الكيان الصهيوني وجموحه نحو تحقيق “الوعد الإلهي بإسرائيل الكبرى ” ؟

هي أسئلة مفتوحة، مؤرقة، يجيب عنها تاريخ نضال الشعوب من أجل الحرية والاستقلال الذي خلف لنا درسا ثمينا ” كونيا” يقول: ربح أي معركة تحررية، وطنية أو قومية، يقتضي امتلاك وتملك عناصر القوة الضرورية لترجيح كفة سلام عادل و منصف،  يحفظ الحقوق والكرامة، ودون ذلك : السقوط في استجداء سلام مذل هو و الاستسلام سيان.

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا