انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أسماء لا تُنسى

عبد الله البردوني.. الشاعر الذي أبصر بالقصيدة

 البردوني..عين اليمن المبصرة

في تاريخ الأدب العربي الحديث، يظل اسم عبد الله البردوني (1929 – 1999) حاضرًا كأحد الأصوات الشعرية الاستثنائية التي لم تستسلم للقيود ولا للظلام.

وُلد في قرية البُردون قرب ذمار باليمن، وفقد بصره في سن السادسة بسبب الجدري، لكن العمى لم يوقفه عن أن يصبح “عين اليمن المبصرة” وصوتها الشعري الحر.

لم يكن البردوني مجرد شاعر، بل مثقف موسوعي وناقد وباحث في التراث وصحفي بارز. ترأس تحرير مجلة الحكمة اليمانية، وكرّس حياته للكلمة الحرة. قصائده لم تكن ترفًا أدبيًا، بل موقفًا مناهضًا للاستبداد والظلم، وصوتًا لمن لا صوت لهم. ولهذا اعتبره النقاد شاعر المقاومة بالكلمة، ولقّبوه بـ”المتنبي اليمني”.

امتاز شعره بمزاوجة فريدة بين التراث العربي والحداثة، بلغة قوية وصور مبتكرة:

اللغة: فصيحة رصينة، لكنها نابضة بالحياة والسخرية.

الموضوعات: الوطن والحرية، الفقر والتهميش، المرأة والحب، إضافة إلى استدعاء التاريخ اليمني والعربي.

النبرة: نقدية لاذعة، تحمل مرارة الفقراء وسخرية المثقف في وجه السلطة.

الرؤية: إنسانية تتجاوز الحدود، تربط بين قضايا اليمن وهموم الأمة.

أصدر البردوني عددًا من الدواوين البارزة مثل: من أرض بلقيس، في طريق الفجر، مدينة الغد، لعيني أم بلقيس، ورجعة الحكيم بن زايد. ورغم فقدانه البصر، ظل يرى بالقصيدة ما لم يستطع الآخرون أن يروه بالعين.

من أقواله المضيئة التي ظلت خالدة:

عن الحرية: “إنني لا أستطيع أن أعيش نصف حياة، إما أن أكون حرًّا كاملًا أو لا أكون.”

عن الشعر: “الشعر ليس ترفًا، إنه سلاح المقهورين وصرخة في وجه الظلم.”

عن اليمن: “اليمن في قلبي ليست قصيدة عابرة، بل هي الوجع والفرح معًا، هي التي أكتب بها أكثر مما أكتب عنها.”

عن العمى: “فقدت بصري، لكنني لم أفقد بصيرتي؛ صرت أرى بالروح أكثر مما يرى المبصرون بالعين.”

رحل عبد الله البردوني عام 1999، لكن صوته الشعري ما زال حاضرًا، شاهداً على أن الشاعر الحقّ لا يحتاج إلى بصر كي يرى، بل إلى قلب حي ولسان لا يخشى قول الحقيقة. لقد أبصر بالقصيدة ما لم تبصره عيون كثيرة، وبقي في ذاكرة اليمن والعرب اسمًا لا يُنسى.

 

 

 

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا