انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
ثقافة وفنون

رشيد بكاج يفتح أبواب الفضاءات السرية للمغرب

لين اليبراندي، أستاذة فن وناقدة من الولايات المتحدة، تغوص برؤيتها النقدية وقلمها الشاعري في عوالم رشيد بكاج، لتفتح لنا أبواب الضوء والظل على فضاءات المغرب السرية.

ترافقنا إلين اليبراندي، في رحلة بين أزقة الضوء وظلال الغموض، حيث ترسم بكلماتها لوحات موازية لصور رشيد بكاج، وتكشف أسرار فضاءات المغرب الخفية.

المقال مترجم عن الانجليزية، بقلم إلين اليبراندي

في سلسلة فوتوغرافية لافتة، يأخذنا الفنان المغربي رشيد بكاج إلى قلب مدينة الرباط، من داخل أسوارها، عبر منظور نادرًا ما يراه الزائر أو الغريب. بعدسته بالأبيض والأسود، يلتقط أماكن شبه خالية، ويضعنا في عمق المشهد، لا كمجرد متفرجين، بل كأننا واقفون بالفعل في الأزقة المعتمة والآثار الصامتة.

بكاج، المصور المخضرم، يحول القصص في خيالنا بخيوط الضوء والظل. يترك مساحات من الصورة غارقة في العتمة، كأنه يودّع كل مشهد بجرعة من الغموض. في بعض الصور، يفتح لنا أفقًا عبر زقاق طويل ينتهي بقوس مضيء في البعيد. نشعر برغبة في السير نحوه، لكن أيضًا بإحساس بالتحدي: “تقدّم نحو الضوء… إن تجرؤ”.

الزوايا الحادة والممرات الضيقة تضاعف الإحساس برهبة المكان، وكأننا إن عبرنا قد نُسحق تحت ثقل المباني. وفي صورة مثل “دخيلة أ”، يضعنا الفنان أمام خيارين: البقاء في شرنقة الظلام أو الانطلاق نحو السطوع المتدفق من بعيد، مع تردّد يتركنا معلّقين بين القرارين.

أحيانًا، تنعكس المعادلة؛ نقف تحت ضوء الشمس ونواجه مدخلًا غارقًا في السواد. التباين هنا آسِر، ويستفز فضولنا لمعرفة ما وراءه. يمدّنا بكاج بتفاصيل دقيقة، كخطوط بوابة حديدية أنيقة – غامضة – كانت في زمن ما تغلق المدخل، لكنه يكتفي بالإيماء، تاركًا لنا حرية ملء الفراغ بخيالنا.

يقول بكاج:

“في صوري، الأبيض والأسود ليسا مجرد ألوان، بل تعبير عن التناقضات التي تعكس أحيانًا جوهر الحياة الإنسانية. من خلالهما، أستطيع إبراز تفاصيل قد تغيب عن وعينا. وحين يلتقيان، يولّدان حالة من تناغم لانهائي… يغمرنا في بيئة معقدة، كما لو كنا في حلم، أو مسافرين بين أزقة تحكي لغتها الخاصة من الماضي.”

سواءً كانت تحت شمس النهار أو في أحضان الظل، تثير هذه الفضاءات رغبتنا في دخولها جسديًا. لكن استحالة ذلك تمنحنا إحساسًا بالسرية، وربما حتى بالتطفل. صور بكاج توقظ فضولنا، لكنها تتركه بلا إشباع… ولهذا تحديدًا، تظل عالقة في أذهاننا طويلًا.

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا