انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
ثقافة وفنون

صيف الوداية يفتتح بصوت الأصالة:حياة الإدريسي

صيف الوداية… حين ينتصر الفن على الضجيج

 

وسط موجة من المهرجانات التي بات يغلب عليها الطابع التجاري، يظل مهرجان صيف الوداية بالعاصمة الرباط واحدًا من الاستثناءات القليلة التي تصرّ، كتظاهرة فنية، على الوفاء لقيم الفن الأصيل والاحتفاء بأسماء رسخت مكانتها في الذاكرة الموسيقية المغربية.

ينطلق المهرجان مساء غد الأحد بحفل فني تحييه أيقونة الغناء المغربي حياة الإدريسي، التي تعود إلى جمهورها لتجدد معه العهد على الكلمة الراقية والصوت الدافئ، في سهرة تنضح بدلالات إنسانية وفنية عميقة، تستحضر الوفاء للتاريخ… ولأصحابه.

منذ تأسيسه على يد الموسيقار الراحل حسن مكري، أحد أعلام الأغنية المغربية الحديثة ومؤسس المدرسة “الميكرية”، حرص المهرجان على أن يكون موعدًا سنويًا للفن الجاد، منفتحًا على مختلف التجارب المغربية التي تحترم ذاتها وجمهورها، ومتشبثًا بخط واضح: لا تنازل عن القيمة ولا مقايضة مع السوق.

اليوم، تتولى الإعلامية وفاء بناني، زوجة الراحل، مسؤولية استمرارية المهرجان بكل ما تفرضه من تحديات، مدعومة بابنها الفنان ناصر مكري، الذي يُشرف على اكتشاف المواهب الشابة والفرق الموسيقية الواعدة، ساهرًا على ضخ دماء جديدة في البرمجة، دون المساس بروح الأصالة التي وُلد منها المهرجان.

تؤكد مصادر من داخل إدارة المهرجان أن اختيار الفنانين يتم بدقّة، بعيدًا عن منطق التسويق أو المحاباة، حيث تحرص السيدة وفاء كل سنة على اقتراح أسماء من زمن الفن الجميل، إيمانًا منها بأن تكريم هؤلاء هو تكريم لتاريخ فني ووجداني مشترك، ولأجيال من المغاربة الذين تربوا على أصواتهم.

ورغم الجهد الكبير المبذول، فإن الدعم الرسمي واللوجستي لا يرقى في كثير من الأحيان إلى مستوى تطلعات المنظمين، ما يجعل استمرارية المهرجان رهينة بالصبر والإيمان برسالته.

ومع ذلك، يظل صيف الوداية علامة مضيئة في سماء المهرجانات المغربية، وعنوانًا للوفاء الفني في زمن التشابه والضجيج، لا يكتفي باستحضار الماضي، بل يزرع الأمل في غدٍ موسيقي أكثر إشراقًا.

ولأن المكان جزء من الحكاية، فإن اسم المهرجان المرتبط بـقصبة الوداية لا يحيل فقط إلى موقع جغرافي، بل يستدعي تاريخًا ثقافيًا وفنيًا عريقًا. صحيح أن التظاهرة لم تعد تُقام داخل القصبة منذ سنوات، لكنها لا تزال تجاورها على كورنيش الرباط المطل على وادي أبي رقراق، محافظة على رابطها الروحي والتاريخي مع هذا الفضاء الرمزي، الذي احتضن عائلة مكري لسنوات، وجعلته بيتًا للفن والحياة.

يتجدد الموعد هذا العام مع جمهور العدوتين، الرباط وسلا، على ضفتي الوادي، حيث تنبعث الموسيقى من روح المكان ومن ذاكرة أجياله.

الدعوة مفتوحة لكل عشاق الفن المغربي بمختلف تلاوينه، لحضور السهرة الافتتاحية مساء غد الأحد، التي تحييها الفنانة الكبيرة حياة الإدريسي، بصوتها الذي يسكن الوجدان المغربي.

وبفقرات فنية متنوعة يشارك فيها حاتم إدار وهاي كلاس، إضافة إلى أوركسترا مغرب الثقافات بقيادة حمزة أمزكر.

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا