الخط والزخرفة المغربيين عنوان معرض الفنان نور الدين العسري

بقلم: ليلى الشافعي
تحت عنوان “تبادل أصداء”، نظم مؤخرا للفنان التشكيلي محمد العسري، بمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بالرباط، معرض للفنون التشكيلية يستمر إلى غاية 31 من الشهر الجاري.
ويشتمل المعرض على لوحات متنوعة يوحد بينها الخط والزخرفة المغربيين، وهي لوحات متعددة من حيث ألوانها الحارة تارة والباردة تارة أخرى، كما أنك تعثر أحيانا على لوحة بلون واحد، فضلا عن الخطوط والمنعرجات والأشكال الزخرفية التي تؤثت اللوحات في مجملها.
واعتبر الناقد الفني والفنان التشكيلي شفيق الزكاري أن تجربة نور الدين العسري رامت اعتناق لذة المتعة في معانقتها لفضاءات روحية خارجة من رحم الهندسة المغربية الأصيلة، المنبثقة من معادلات هندسية جبرية وأخرى رياضية، موضحا أن حضور المربع والمستطيل والدائرة كان رمزا لكل هذه التفاعلات الفضائية النابعة من رحم المساحات الداخلية والخارجية للهندسة المعمارية المغربية العربية والإسلامية.
وقال الزكاري إن ما يصبو إليه الفنان العسري من خلال هذه التجربة هو إثبات بعض التوافقات بين الأشكال في إطار إبداعي يعتمد الحس والعقل، مبرزا أن تلك هي ذاتها الأشكال التي يفيض بها الخط والمعمار معا في إطار وحدة متناسقة ومتجانسة.
وقال الفنان نور الدين العسري في حوار أجريناه معه، أنه اعتمد في لوحاته على الخط المغربي وليس الخط العربي، وأن المغربي يتميز علاوة على كون فائه تكتب بنقطة من الأسفل وقافه بنقطة من فوق، فإن الحروف الواردة في آخر الكلام لا تحتمل التنوين، كما أنه يعتمد على الرقة في الكتابة معتبرا الخط هو العنصر الأساسي في تركيب اللوحة، وهو يختلف من حيث الشكل ومن حيث اللون ومن حيث المادة ومن حيث الأثر التشكيلي.
وأشار إلى علاقة الخط المغربي بالتراث المغربي من زليج وفسيفساء وكذا الأشكال التوريقية التي نجدها مثلا في النقش على الجبس وفن التزويق أي كل العناصر التي تعد عنصرا زخرفيا في الصناعة التقليدية، وهذه المبادئ الزخرفية تعتمد على بعض العناصر، كعنصر التكرار سواء أخذ الصانع المثلث أو المربع فهو يعتمد مفهوم التكرار، كما يعتمد مفهوم التعاكس ومفهوم التقابل ومفهوم التنضيض، وهذا التبادل بين الخط والزخرف يعطينا ذلك الأثر التشكيلي في اللوحة.
وبخصوص بعض آثار المحو التي تبدو في بعض لوحاته، أجاب أنه عندما يكون يشتغل على اللوحة فإنه يقوم بالتكرار إلى درجة التصوف وهو ما يشعره بالرتابة فإن المجموع يحيله إلى العصر القديم، عصر الفقيه عندما كان يكتب اللوحة، ويسلمها لك لتكرار ما بها من أجل حفظه، وعندما تحفظ الآية القرآنية وتمحو اللوحة من الصلصال يبقى أثر الخط، وهو ما حاولت توظيفه في أعمالي.
وبخصوص الألوان التي وظفها في لوحاته، قال الفنان العسري إنه كان حريصا على تناسق الألوان في لوحاته، فمثلا هناك بعض اللوحات التي نجد فيها هيمنة اللون الأزرق أو الأحمر أو الأرجواني، كل لوحة تشتمل على الألوان الخاصة بها والتي تكون منسجمة مع بعض وتعطي تناسقا في الألوان.
ونور الدين العسري، فنان تشكيلي من مواليد 1963 بمدينة بنسليمان، حاصل على دبلوم الفنون التشكيلية بالرباط ، تابع دراسته بجامعة بيكاردي بمدينة اميان بفرنسا، نظم عددا من المعارض الفردية والجماعية منها معرض فردي بفضاء العرض التابع لعمالة بنسليمان ومعرض جماعي بمدينة الصويرة ومعرض جماعي بمدينة المحمدية بقاعة المكتبة الوسائطية ومعرض فردي تشكيل وزجل بفضاء العرض التابع لعمالة بنسليمان، ولقاء تشكيل وزجل بفضاء بولهو ببنسليمان.