آن سينكلير تكتب فصلًا جديدًا في إرث بيير نورا

بادرة راقية من آن سينكلير تخليدًا لذكرى زوجها المؤرخ الكبير بيير نورا

بيير نورا، صاحب مشروع “أماكن الذاكرة”، لم يكن مجرد مؤرخ، بل صوتًا عميقًا لهوية أمة.

في خطوة نبيلة ومؤثرة، أعلنت آن سينكلير، الصحفية والكاتبة الفرنسية، إلى جانب عائلة زوجها الراحل، عن تأسيس صندوق لدعم البحث التاريخي وتنظيم فعاليات ثقافية وفكرية، تخليدًا لذكرى المؤرخ الكبير بيير نورا.

جاء هذا الإعلان بعد يومين فقط من وفاته، ليجسّد عمق الوفاء، والحرص على أن يظل فكر الراحل حاضرًا في الوجدان والفضاء العام.

ولم يكن هذا القرار مجرّد إجراء رمزي، بل امتدادًا طبيعيًا لمسيرة رجل وهب حياته لفهم علاقة الإنسان بماضيه، وسعى إلى فتح آفاق جديدة حول مفهومي الذاكرة والهوية في المجتمعات الحديثة.

بيير نورا، الذي وُلد عام 1931 وتوفي في يونيو 2025 عن عمر يناهز 93 عامًا، يُعد أحد أبرز المفكرين والمؤرخين الفرنسيين.

عُرف بمشروعه الفكري الرائد “أماكن الذاكرة” (Les Lieux de Mémoire)، الذي أعاد من خلاله رسم خريطة العلاقة المعقدة بين الذاكرة الجماعية والتاريخ الرسمي، في زمن تتسارع فيه وتيرة النسيان وضياع المعنى.

تميّزت كتاباته برؤية عميقة تربط بين الثقافة والهوية، وجعلت منه مرجعًا أساسيًا في الدراسات التاريخية والاجتماعية، ليس في فرنسا وحدها، بل على المستوى العالمي أيضًا.

وقد انتُخب عضوًا في الأكاديمية الفرنسية، وكان من أبرز الناشرين في دار “غاليمار”.

اليوم، وبفضل هذه المبادرة الراقية من زوجته وعائلته، يُكتب فصل جديد في حياة إرثه: فصل عنوانه الوفاء، وروحه الاستمرار، ومضمونه دعوة إلى التأمل في الذاكرة بوصفها ركيزة لفهم الذات والمجتمع.