سيمون دي بوفوار:”المرأة لا تولد امرأة، بل تصبح كذلك”..

سيمون دي بوفوار… المرأة التي كتبت ثورتها بمداد الفكر..

في مثل هذا اليوم… 14 أبريل 1986، رحلت عن عالمنا المفكرة والفيلسوفة الفرنسية سيمون دي بوفوار، تاركة وراءها إرثًا فكريًا أحدث ثورة في الوعي النسائي وزلزالًا في بنية الفكر الذكوري السائد. كانت صوتًا جريئًا في وجه الصمت، وضميرًا يقظًا دافع عن حرية المرأة وحقها في أن تكون هي، دون وصاية أو قيد.

في “بسمة نسائية”، نحيي ذكرى رحيلها ضمن ركن “نساء خالدات”، ونستحضر كلماتها التي لا تزال تشعل شرارة الفكر: “المرأة لا تولد امرأة، بل تصبح كذلك”، هي  دعوة صريحة لأن تعي كل امرأة ذاتها وتتمسك بحريتها، دعوة تتماهى تمامًا مع شعارنا: “كوني أنتِ وكفى”.

رفضت أن تكون ذاك الآخر و جعلت من فكرها منارة لكل نساء

في عالمٍ صمم منذ قرونٍ كي تُعرَّف فيه المرأة بعيون الرجل، وقفت سيمون دي بوفوار بكل جرأة وقالت: “لا تولد المرأة امرأة، وإنما تُصبح كذلك.”

جملة صادمة في ظاهرها، لكنها ثورة فكرية في عمقها، عبّرت بها عن فكرة قلبت كل المفاهيم التقليدية حول الأنوثة والهوية.

دي بوفوار، الفيلسوفة والأديبة الفرنسية، لم تكن فقط شريكة فكرية لأسطورة الفلسفة الوجودية جان بول سارتر، بل كانت صوتًا نسائيًا متفردًا، واجه المجتمع الذكوري بسؤال فلسفي كبير: من قرّر ما يجب أن تكونه المرأة؟

في كتابها الشهير “الجنس الآخر” (Le Deuxième Sexe)، كشفت دي بوفوار أن ما نراه “أنوثة” ليس سوى بناء اجتماعي وثقافي مفروض على الفتاة منذ طفولتها. فالمرأة، كما ترى، لا تُعرَّف بذاتها بل انطلاقًا مما تفتقده قياسا على الرجل، الذي يتموضع دائمًا كـ”ذات” كاملة، في حين تُوضع هي في خانة “الآخر” الناقص.

لكن الأهم من كل ذلك، هو ما تقترحه كبديل: الحرية.

فالأنوثة عند دي بوفوار ليست قدَرا بيولوجياً، بل مشروع وجودي يجب على المرأة أن تختاره بوعي، لا أن يُفرض عليها كقدر.

إنها دعوة جذرية لتتحرر المرأة من القوالب، وتخلق لنفسها مصيرًا ذاتيًا، لا تابعًا.

في حياتها، جسدت سيمون هذه الفكرة بالكامل. كتبت، ناضلت، أحبّت، واختارت أن تكون خارج المألوف.

لم تكن فقط منظّرة للحرية، بل مارستها بأسلوبها، بصراحتها، وبتحديها لكل الأعراف السائدة في مجتمعها.

فمن هي سيمون دي بوفوار؟

ولدت في باريس عام 1908 وسط عائلة برجوازية محافظة، غير أن شغفها بالفكر والأدب قادها منذ صغرها إلى التمرد على كل ما هو تقليدي. درست الفلسفة وكانت من أوائل النساء اللاتي حصلن على شهادة في هذا التخصص من السوربون.

التقت بجان بول سارتر في عمر الحادية والعشرين، وبدأت معه علاقة فكرية وعاطفية أثارت الجدل، لكنها كانت مصدر إلهام لكليهما. وكان لنا وقفة عن علاقتهما العاطفية نشرت في ركن “قصص حب تروى”، على موقعنا “بسمة نسائية”.

فقصتهما ليست مجرد حكاية حب بين اثنين من أبرز فلاسفة القرن العشرين، بل هي سردية عميقة عن الحرية الفكرية، والشراكة الفريدة، والتحدي للقواعد المجتمعية السائد نشأت علاقتهما على أساس اتفاق نادر يقوم على رفض الزواج التقليدي والالتزام بعلاقة مفتوحة تدعم استقلال كل منهما فكريًا وعاطفيًا.

الرابط:

https://basmamag.ma/?p=22741

من مؤلفاتها:

ألّفت روايات وأعمالًا فلسفية مهمة، من أبرزها: “الجنس الآخر”، “مذكرات فتاة مطيعة”، “المثقفون”، و”وداعًا للسيدة العجوز”.

ولم تتوقف دي بوفوار عن النضال من أجل حقوق المرأة طيلة حياتها، وارتبط اسمها دومًا بالحركات النسوية التحررية في القرن العشرين. وأصبح  فكرها منارة لكل النساء.

اليوم، وبعد مرور عقود على صدور “الجنس الآخر”، ما زالت كلماتها تحفّز آلاف النساء حول العالم على أن يسألن:

“هل أعيش كما أُريد، أم كما يُفترض بي أن أكون؟”

“لم تترك لنا سيمون دي بوفوار كتبًا نقرأها فحسب، بل منحتنا مرآة نُعيد من خلالها النظر في ذواتنا، في حريتنا، وفي حقنا في أن نكون كما نحن.
هي دعوة وجواب ينسجمان تمامًا مع شعار “بسمة نسائية”: كوني أنتِ… وكفى

فتحية إلى روحها.. وما أحوجنا اليوم إلى إعادة قراءة أعمالها في هذا الوقت الذي تنهض فيه النساء وينددن بالعنف والإساءة والتمييز.

#نساء_خالدات #  فكروفلسفة # سيمون-دي-بوفوار

 

 

Exit mobile version