توفيت الطبيبة والكاتبة المصرية المدافعة عن حقوق المرأة نوال السعداوي، الأحد عن 89 عاما بعد صراع مع المرض.
وكانت الدكتورة منى حلمي، كريمة الكاتبة الراحلة كشفت عن معاناة والدتها من صعوبة بلع الطعام بسبب أمراض المعدة، وكانت تتلقى العلاج بأحد المستشفيات الخاصة، كما أنها عانت أيضا من كسر في فخذها الأيسر.
ولدت نوال السعداوي في 27 أكتوبر 1930، وكتبت العديد من الكتب عن المرأة في الإسلام، واشتهرت بمحاربتها لظاهرة الختان.
ودرست الراحلة الطب، وتخرجت في عام 1955، وعاصرت التحولات الاجتماعية العميقة التي أجرتها ثورة يوليوز، ومؤشرات انحيازها للفقراء.
لكن هذا الانحياز لم يمنع ابنة الطبقة الوسطى المصرية، من تبني قضايا مجتمعية كسرت الطابع البرجوازي التقليدي في تناول قضية المرأة.
وعقب تخرجها، عملت كطبيبة امتياز بالقصر العيني، ثم فُصلت بسبب آرائها وكتاباتها، في عام 1954، وجاءت شهرتها الحقيقية من احترافها الكتابة مع نشر كتابها “مذكرات طبيبة” 1960، الذي تضمن مشاهداتها، وكان أقرب ما يكون ليوميات كاشفة عن بؤس الوضع الصحي لفقراء مصريين، وتضمن كذلك ما يمكن أن تهمس به الفقيرات لطبيبة تولت علاجهن في المراكز الطبية الريفية.
وتُرجمت أعمال السعداوي إلى لغات عالمية عديدة، بينما تم استقبالها دائماً في العالم العربي ضمن السياق الإصلاحي، كخطابات للتغير الاجتماعي أكثر من كونها نصوصا أدبية خالصة.
وتوالت أعمالها خلال تلك السنوات ومنها “الأنثى هي الأصل” 1971، و”الوجه العاري للمرأة العربية” 1974، و”المرأة والصراع النفسي” 1975، و”امرأة عند نقطة الصفر” 1973، وراوية “الحب في زمن النفط”، وإلى الآن تتصدر أعمالها قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في العديد من الدول العربية.
واختارتها مجلة “تايم” الأمريكية في 2020، ضمن أكثر النساء تأثيراً في العالم العربي خلال 100 عام، بسبب نضالها كناشطة نسوية.
وجاء اختيار السعداوي، وفقا للمجلة، بسبب نضالها كناشطة نسوية من أجل تعزيز مكانة المرأة، خصوصا بعد اجتيازها تجربة السجن، الذي وصفته بأنه كان بمثابة “ميلاد جديد لها”.
وأكدت السعداوي خطابها بوضوح في كتابها “المرأة والجنس”، الذي صدر في عام 1969، وسجل انتشارا واسعا في قطاعات شبابية كثيرة، ساوت بينه وبين كتابات سيمون دي بوفوار في المجتمعات الغربية.
وبلورت السعداوي خطاً مميزاً لها في الحركة النسائية المصرية، عبر ربطها بين خطاب تحرر المرأة ومعركة التحرر الاجتماعي والاقتصادي، وبدأت تعي أهمية استعمال الأدب وسيطا لنقل خطابها الثوري.
وأعادت السعداوي التأكيد على مشروعها الفكري، الذي يمكن القول إن كتابها “الوجه العاري للمرأة العربية”، بلوره في نقاط رئيسية واضحة، تؤكد أن الثقافة العربية ليست وحدها الثقافة التي حولت المرأة إلى سلعة، وأن اضطهاد المرأة لا يرجع إلى الأديان، وإنما إلى النظم الاجتماعية في المجتمع البشري.
وأكدت السعداوي في كتابات كثيرة أن في التراث العربي والإسلامي نقاطا إيجابية يجب البحث عنها وإظهارها، مع العلم أن النساء هن من يقمن بتحرير أنفسهن، وهذا لن يتم إلا بقوة التنظيم.