قضية سلمى..طعنة في وجه منظومة التربية والتعليم…

#كلنا_سلمى

حادثة سلمى تفضح العنف المدرسي وتُسائلنا جميعًا: أسرة، مدرسة، ومجتمع

حديث بسمة/ عزيزة حلاق

في حادثة هزّت الرأي العام المغربي، تعرّضت التلميذة سلمى سنة 2022، لاعتداء شنيع داخل مؤسسة تعليمية بمدينة مراكش، حين وجهت إليها زميلتها طعنة بسكين على مستوى الوجه، خلّفت جرحًا غائرًا تطلّب 56 غرزة، وخلّفت تشوّهًا دائمًا وألمًا نفسيًا لا يقل عمقًا عن الجرح المادي.

لم تكن سلمى تتوقع أن خلافًا بسيطًا بين تلميذتين سيتحوّل إلى مشهد دموي داخل فضاء يُفترض أن له حرمته. لكن الفاجعة لم تنته عند حدود الاعتداء، بل تفاقمت بالحكم المخفف الصادر في حق المعتدية: شهران نافذان وغرامة مالية قدرها 50 ألف درهم، لم تتوصل بها الضحية. هذا الحكم المخفف أثار موجة من الغضب الشعبي، وأسئلة عميقة حول العدالة وحماية التلاميذ.

واليوم، بعد مرور حوالي ثلاث سنوات، تعود الجراح لتُفتح من جديد، ليس بتطور قضائي منصف، بل بانتشار مقاطع فيديو تظهر المعتدية بعد خروجها من السجن، وهي تسخر من الضحية وتوجه لها ولوالدها شتائم وألفاظًا نابية. هذه المقاطع التي انتشرت بيد رواد مواقع التوصل الاجتماعي، وتحولت إلى قضية رأي العام، فجّرت موجة استياء عارم، خاصة وأن الضحية لا تزال تُعاني تبعات جسدية ونفسية قاسية.

ما شاهدناه في “الفيديوهات” المتداولة، ليس مجرد “سلوك متهور”، بل استمرار للعنف النفسي، واستهتار بالمأساة، واستخفاف بجراح لم تندمل. وفي مواجهة هذا الاستهتار، أطلق نشطاء وحقوقيون حملة رقمية تحت وسم #كلنا_سلمى، مطالبين بتدخل عاجل لإعادة فتح الملف ومحاسبة المعتدية على هذه الأفعال الاستفزازية.

قضية سلمى، دقت ناقوس الخطر، ونبهتنا إلى واقع العنف المدرسي المتفاقم، والذي لم يعد استثناءً، بل أصبح ظاهرة متكررة، بصيغ وأشكال متطورة، تُهدد الأمن النفسي والجسدي لأطفالنا، وتُنذر بكارثة اجتماعية وتربوية إن لم نتحرك.

نداء عاجل إلى كل الجهات المعنية:

إننا أمام كارثة خطيرة تمس في العمق، المنظومة التربوية والتعليمية، وتسائلنا جميعا، كأسرة ومدرسة ومجتمع مدني وإعلام.

نحن بحاجة إلى خطة استعجالية شاملة لمواجهة العنف المدرسي، يبدأ من تحصين محيط المؤسسات، ومراقبة انتشار المخدرات، وتكوين الأطر التربوية والنفسية، ولا تنتهي عند مراجعة القوانين التي يجب أن تكون صارمة في مواجهة كل من يعبث بأمن التلاميذ وسلامتهم.

فسلمى ليست مجرد تلميذة تعرضت لاعتداء نندده نستنكره نتعاطف معها ونمر، إنها صرخة كل ضحية صمتنا وتهاوننا وطعنة في وجه منظومتنا التربوية والتعليمية…

فهل سنسمع صوتها ونتحرك؟ أم سننتظر الضحية القادمة؟

Exit mobile version