على اثر الحكم الصادر يوم أمس الإثنين عن المحكمة الابتدائية بمشرع بلقصيري، والذي قضى بإدانة المعتدي على الشابة “خديجة” المعروفة بلقب “مولات 88 غرزة” بشهرين فقط من الحبس النافذ، موجة من الغضب والاستنكار الواسع في صفوف الرأي العام، حيث اعتبر كثيرون أن العقوبة لا ترقى إلى مستوى الجريمة المرتكبة ولا تعكس حجم الأذى الذي لحق الضحية.
وفي بيان توصلت ” بسمة نسائية” بنسخة منه، عبر المكتب الجهوي لفدرالية رابطة حقوق النساء لجهة الرباط سلا القنيطرة باستياء شديد هذا الحكم الصادم، الصادر في حق المتهم، الذي غرز في وجه السيدة خديجة زجاجة خمر بعد تكسيرها أسفرت عن اصابتها بجروح غائرة وغادرة استلزمت 88 غرزة.
وعلى اثر هذا الاعتداء الهمجي الشنيع الذي هز الرأي العام، وهذا الحكم الابتدائي الذي جانب الصواب فيما قضى به من عقوبة، والذي يسيء للعدالة المغربية، فان المكتب الجهوي لفدرالية رابطة حقوق النساء:
- يعلن عن تضامنه مع السيدة خديجة ويعرب عن استنكاره الشديد لهذا الحكم القضائي الصادر في حق المعتدي ويعتبره تقاعسا في تحقيق العدالة وإنصاف الضحية وتشجيعا على العنف ضد النساء والفتيات،
- يأمل ان ترجع محكمة الدرجة الثانية الأمور إلى نصابها وتلغي الحكم الابتدائي الذي لم يكن منصفا للضحية وبعد التصدي؛ ان تقضي بقرار يرفع العقوبة إلى الحد الأقصى بشكل يتلائم وخطوة الفعل الإجرامي الذي ارتكبه المتهم؛
ويجدد مطالبه حول:
- تفعيل مبدأ “العناية الواجبة للدولة” للقضاء على العنف ضد النساء، من خلال تجويد وتفعيل مقتضيات القانون 103-13 بشأن العنف ضد المرأة، ولاسيما التدابير الحمائية، في أفق إقرار قانون إطار شامل لمناهضة العنف ضد النساء يستند إلى المعايير الدولية المتمثلة في الوقاية، الحماية، التجريم والزجر، وجبر ضرر الضحايا وإدماجهن.
- الإسراع بتغيير شامل وعميق للقانون الجنائي وملاءمته مع الدستور والمواثيق الدولية لحقوق الانسان وتضمن الحقوق والحريات الفردية والجماعية وتلغي كل أشكال التمييز والعنف المبني على النوع الاجتماعي؛
- مناشدة جميع الهيئات الحقوقية، والمنظمات النسائية، والمجتمع المدني، إلى الوقوف صفا واحدا في دعم السيدة خديجة، وتقديم الدعم النفسي والقانوني لها، والعمل على تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة العنف ضد النساء، وضرورة التصدي له بكل حزم؛
وتعود تفاصيل هذه القضية إلى تعرض “خديجة”، وهي مطلقة تنحدر من جماعة دار الكداري نواحي إقليم سيدي قاسم، لمحاولة تحرش من طرف شاب ميسور كان تحت تأثير الكحول. وبعد أن رفضت الرضوخ لرغباته، أقدم على كسر زجاجة خمر ووجه بها ضربة إلى وجهها، متسببًا في جروح غائرة استلزمت 88 غرزة لخياطتها، في حادثة خلفت صدمة قوية لدى كل من تابعها.
وكانت الضحية تنتظر، ومعها شريحة واسعة من المواطنين، حكماً صارماً ينصفها ويردع الجاني، غير أن قرار المحكمة جاء مخيبًا للآمال، وأثار موجة غضب عارمة وُصفت بأنها “صفعة ثانية” تلقتها خديجة، الأولى كانت من المعتدي، والثانية من القضاء.
وظهرت خديجة وهي في حالة هستيرية، في فيديو جرى تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعد صدور الحكم، تصرخ بألم وحسرة: “خسر ليا وجهي وتعطّيه شهرين؟!”، وهي العبارة التي تحولت إلى صدى لصوت نساء كثيرات يعانين من العنف، ونداء إلى العدالة لعدم التساهل مع كل أشكال العنف الممارس ضد النساء.