
حديث بسمة/ عزيزة حلاق
هالة، نورة، ابتهال… ضمير حي في وجه آلة القتل
في اليوم العالمي للضمير، 5 أبريل، لا نحتاج إلى شعارات رنانة بقدر ما نحتاج إلى أمثلة حية تقول: لا. لا للظلم، لا للإبادة، لا لتحويل المناصب الرفيعة والتقنيات الحديثة إلى أدوات لتجميل القتل وتبريره.
هكذا فعلت ثلاث نساء مغربيات، حملن الضمير كراية، ورفعن الكرامة كصوت لا يُقهر.
هالة غريط:
المغربية الحاملة للجنسية الأمريكية، الناطقة الرسمية السابقة باسم الخارجية الأمريكية، لم تحتمل أن تكون واجهة لمواقف تُبرر حرب الإبادة على غزة. طلبوا منها أن تُدلي بتصريحات تبريرية، فاختارت الصمت الشريف، ثم قدمت استقالتها، لتعلن من خلالها موقفا إنسانيا يتجاوز الحسابات السياسية.
نورة أشهبار:
الوزيرة الهولندية من أصول مغربية، رفضت أن تواصل مهامها في حكومة تنخرها العنصرية. عندما أطلق بعض الوزراء تصريحات مهينة للمغاربة، بعد صدامات مع متطرفين صهاينة، لم تجد نورة سوى طريق الكرامة: الاستقالة. موقف قد يبدو بسيطًا، لكنه يعكس ضميرا لا يساوم.
ابتهال أبو السعد:
الشابة المغربية الموظفة في شركة مايكروسوفت، اختارت ألا تكون أداة في ماكينة حرب تستخدم فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي لقتل النساء والأطفال والصحافيين في فلسطين. في ذكرى تأسيس الشركة، لم تحتفل، بل وقفت، وأوقفت مديرها، واحتجت وصرخت أمام الجميع، داخل المؤسسة ضد المشاركة في الإبادة الجماعية بفلسطين.
هن ثلاث شمعات يشعلن جمرة الضمير في زمن الرماد..
هن ثلاث نساء من المغرب، لكن مواقفهن تتجاوز الجغرافيا، وتعيد إلى “اليوم العالمي للضمير” روحه الحقيقية: أن يكون الإنسان إنسانًا، مهما كان المنصب، أو الجنسية، أو الحسابات والمصالح الخاصة..
ما قامت به هؤلاء النسوة ليس مجرد مواقف فردية، بل تجليات حية لضمير حي يرفض الصمت أمام الظلم والقهر.
هالة، نورة، ابتهال… أصوات من المغرب، لكنها تنير ضمير العالم.
*الدرس انتهى..
لموا الكراريس
ايه رأيك فى البقع الحمـرا
يا ضمير العالم يا عزيزى
دى لطفـلة
دمها راسم زهرة
راسم رايـة ثورة
راسم وجه مؤامرة
راسم نـار
راسم عار…
الدرس انتهى..لموا الكراريس..!!
مقطع من قصيدة الشاعر صلاح جاهين*